أُغتيلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة بتعز.
في وضح النهار، ومن مسافة صفر، وفي جريمة هي الأشد قذارة أطلق القاتل عشرين رصاصة حيّة نحو افتهان، ليؤكد بلا مواربة: تعز ليست بخير.. ولن تكون بخير ما دام السلاح هو القانون!
هكذا، بدم بارد، لم يكتفِ القتلة بسرقة مدينة، ولا بتحويلها إلى مزبلة مفتوحة، بل قرروا اغتيال المرأة التي أرادت أن تُعيد للمدينة قليلًا من رونقها!
لم تكن الجريمة مجرد حادث عابر، بل مذبحة إرهابية متعطشة للدم، وإعلان صارخ لانتصار الوساخة على رموز النظافة، وانتصار الخراب على روح المدينة.
الطريقة التي قُتلت بها، وعدد الطلقات التي مزّقت جسدها، لا يعكسان سوى تعطش مرضي للقتل وكراهية سوداء لكل من يحاول التحلّي بوعي نظيف أو أداء واجبه بشرف.
ومع ذلك، لم تُقتل افتهان كموظفة فحسب، بل قُتلت كفكرة.. كأمل.. كرمز. والرسالة واضحة تمامًا:
تعز ليست نظيفة، “المجد للقذارة”، الموت لكل من يحلم!
الواقع في تعز، لا يحكم القانون، بل يحكم الرصاص.
لا تُحترم المرأة، بل تُصفى في الشوارع.
ولا تُبنى المدينة، بل تُهدم على أكتاف أبنائها العاقّين.
ولكن، ليعلم القتلة اليوم: حتى وإن دُفن جسد افتهان، فلن تُدفن فضيحتهم، ولن تُطمس جريمتهم. كل رصاصة أطلقوها ستظل تصرخ، ومعها نحن:
من قتل افتهان؟ ومن يحمي القتلة؟
وباختصار، إن لم يُفتح تحقيق شفاف، ويُحاسَب الجناة، فإن دم افتهان المشهري سيبقى وصمة عار على جبين هذه المدينة، ولعنة تطارد نخبها ومثقفيها وشبابها… كل متواطئ، وكل من اعتاد أن يتعايش مع القذارة كأنها قدر.
سلام ورحمة لروحك يا افتهان، أما تعز، فقد اختارت أن تضع برميل قمامة على رأسها بدلًا من تاج الثقافة، وتركع راضية تحت أصفاد قذارتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news