قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ إن اليمن يعد "مرآة ومكبرا في آن واحد لتقلبات المنطقة"، مضيفا أنه إذا ترك الصراع دون معالجة، فسيعمق التوترَ إلى ما هو أبعد من اليمن.
وحذر غروندبرغ في إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين من أن "الصراع اليمني الذي لم يُحل يشبه خط صدع يرسل هزات ارتدادية عبر حدوده ويضخم التنافسات الإقليمية القائمة. وفي الوقت نفسه، لا يزال عدم الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط يرتد إلى اليمن، مؤججا انقساماته ومؤخرا تحقيق السلام المستدام".
وأضاف أن عملية السلام في اليمن ستظل هشة دون معالجة مصادر عدم الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى استمرار "التصعيد المقلق والخطير" للأعمال العدائية بين جماعة الحوثي وإسرائيل.
وحذر من أن دورة العنف الحالية تبعد اليمن أكثر فأكثر عن عملية السلام التي من شأنها أن تحقق سلاما مستداما وطويل الأمد ونموا اقتصاديا.
ووصف المبعوث الخاص الموجة الأخيرة من الاعتقالات التعسفية التي طالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة بأنها "تصعيد صارخ من جماعة الحوثي ضد الأمم المتحدة".
وشدد على أن اعتقالهم غير المقبول، واقتحام المقرات الأممية والاستيلاء على ممتلكاتها يهدد قدرة الأمم المتحدة على دفع جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني.
وأشار كذلك إلى أن هناك حاليا آلاف اليمنيين المحتجزين نتيجة للنزاع، مؤكدا أن التحرك بشأن هذه القضية المؤلمة قد طال انتظاره.
أهمية الحوار
وقال المسؤول الأممي إنه بينما يستمر الاستقرار النسبي، فإن النشاط العسكري الأخير في مناطق مثل الضالع ومأرب وتعز يُنذر بأن سوء التقدير من أي من الطرفين قد يؤدي إلى عودة الصراع الشامل، محذرا من أن عواقب الحرب ستكون وخيمة على اليمن والمنطقة ككل.
وعن الوضع الاقتصادي، أكد غروندبرغ أنه لا يمكن تحقيق كامل إمكانات اليمن الاقتصادية إلا من خلال التعاون، ونزع الطابع السياسي عن المؤسسات الوطنية، وتبني رؤية وطنية شاملة.
وفي ختام إحاطته، شدد غروندبرغ على أن القرارات الأحادية نادرا ما تسفر عن حلول، مشيرا إلى أن "الحوار - مهما كان صعبا - هو السبيل الوحيد المجدي لتجسير الهوة والمضي قدما".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news