شهد الخطاب السياسي لعدد من القيادات العسكرية في الجيش اليمني، التي كانت قد دعمت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي شرق اليمن، تحولًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية.
ويأتي هذا التحول في الخطاب تزامنًا مع تسريبات تحدثت عن اعتزام رئيس مجلس القيادة الرئاسي، "رشاد العليمي"، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إصدار قرارات بإقالة القيادات العسكرية المتمرّدة على قراراته.
ويتزامن هذا التغير في المواقف مع تصاعد التوترات في محافظة حضرموت، وتزايد الضغوط السعودية والدولية على المجلس لسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، بعد سيطرته عليهما مطلع ديسمبر/ كانون الأول، وشرع في تثبيت وجوده بقوّة السلاح.
وفي أول تعليق له منذ بداية الأحداث، اكتفى وزير الدفاع، محسن الداعري، بتصريحات عبّر فيها عن تقديره للمملكة العربية السعودية، دون التطرق إلى مجريات الأحداث الميدانية في حضرموت.
ورحب "الداعري"، في منشور له على منصة “إكس”، برسالة نظيره السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الموجهة إلى الشعب اليمني، معربًا عن ثقته بحكمة القيادة السعودية وقدرتها على تجاوز أي خلافات أو تباينات، بما يسهم في إخراج اليمن من أزمته، شمالًا وجنوبًا.
وبعد تجاهله كل الأحداث التي شهدتها حضرموت والمهرة، بما فيها اجتياح الانتقالي للمنطقة العسكرية الأولى والاعتداء على الضباط والجنوب قتلًا واختطافًا وإخفاء قسري وتصفيات ميدانية، ظهر الداعري، مشاركًا في اجتماعات الهيئة العليا للمجلس الانتقالي عقب تمدده شرقًا، وتمرّده على الشرعية ومرجعيات التوافق الوطني.
والأمر ذاته، بالنسبة لقائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء سعيد بارجاش، فبعد مساندته لقوات المجلس الانتقالي في هجومها على محافظة حضرموت، واقتحام ونهب مؤسسات الجيش، ومن ثم ارتدائه زي القوات الانفصالية، بدا مؤخرًا متراجعًا عن مواقفه السابقة.
وتداولت وسائل إعلام محلية تصريحات لـ"بارجاش"، دعا فيها إلى تحييد القوات المسلحة عن الصراعات السياسية. مضيفًا أن انخراط القوات المسلحة في العمل السياسي يترتب عليه تبعات تتعارض مع طبيعة المهام العسكرية، وفي مقدمتها تغليب المصالح السياسية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
وخلافًا لمواقفه السياسية والعسكرية التي رافقت اجتياح الانتقالي لحضرموت، أكد بارجاش، أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة تتمثل في حماية الأرض والمواطن والثروة الوطنية، وصون القيم الوطنية والمجتمعية، بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
ولاقت رسالة "الداعري"، وتصريح "بارجاش"، استياءًا واسعًا في الأوساط المحلية والإقليمية، واستهتارًا صارخًا بالدستور والقانون ومقتضيات الوظيفة العامة، فضلًا عن كونه خيانة للمسؤولية وتفريطًا بالمصالح الوطنية العليا وبحياة وحقوق المواطنين الذين من المفترض أنهما مسؤولان عن حمايتها.
وجاءت هذه المواقف بعد تسريبات تتحدث عن قرارات رئاسية وشيكة تقضي بإقالة عدد من القيادات العسكرية التي شاركت في التمرد الأخير، وإحالتهم إلى التحقيق، وتشمل اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، قائد المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، واللواء محسن مرصع، قائد محور الغيضة في محافظة المهرة شرقي البلاد، إلى جانب قيادات عسكرية أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news