جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 48 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟

بقلم: رائد الجحافي

يقدّر الإنفاق العسكري للدول العربية بمليارات الدولارات سنوياً، مما يجعل ميزانيات التسليح هي الأكبر عالمياً في نسبة الإنفاق مقارنة بالحاجة الفعلية للدفاع.

حسب إحصائيات عام 2024، يقدر الإنفاق العسكري لسبع جيوش عربية وإسلامية مجتمعة بـ184 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو ثمانية أضعاف الإنفاق العسكري الإسـ ـرائـ ـيلي الذي يبلغ 24 مليار دولار فقط، مع حيازتها لآلاف الطائرات الحربية، والدبابات، والآليات المدرعة، والراجمات الصاروخية، ووحدات بحرية متعددة..

اقرأ المزيد...

حزام يافع يضبط مطلوبًا أمنيًا لدى شرطة شبوة كان قادمًا من مناطق الحوثي

11 سبتمبر، 2025 ( 7:59 مساءً )

عاجل: واشنطن تفرض أكبر حزمة عقوبات ضد الحوثيين تشمل 32 اسمًا في شبكات التهريب والتمويل والتسليح

11 سبتمبر، 2025 ( 7:36 مساءً )

ومع هذا التسليح الهائل، لا تزال الجيوش العربية بعيدة عن ممارسة دورها ولو في الدفاع الحقيقي عن النفس، خصوصاً تجاه التهديد الرئيسي للعرب القادم، من الكيان الإسـ ـرائـ ـيلي.

وهذا الخوف من استخدام جيوشها واسلحتها للدفاع عن أراضيها وسيادتها يعود إلى وجود بعض العوامل، أبرزها الصراعات السياسية الداخلية والانقسامات بين الدول العربية، التي بدأت منذ رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، حيث أدى التمزق السياسي إلى ضعف إرادة الحكومات العربية في استخدام قوتها العسكرية، خصوصاً ضد إسـ ـرائـ ـيل، ما جعل هذه الجيوش تتفرغ لمهام أخرى غالباً يقتصر دورها على خدمة الأمن الداخلي ودعم الأنظمة الحاكمة بدلًا من حماية سيادتها الوطنية..

إن إنفاق هذه الموازنات الهائلة على الجيوش العربية لم يترجم إلى استخدمها في التصدي لعدوان خارجي حقيقي أو حماية الحدود، بل كثيراً ما تحولت إلى نوع من التهدئة المؤقتة التي تمنع استخدام السلاح خوفاً من تبعات سياسية وأمنية داخلية، أو بسبب ترتيبات دولية وإقليمية تضمن حماية نسبية عبر تحالفات مع قوى كبرى، يغلب عليها التبعية الخارجية والتعاقدات العسكرية المرتبطة ببيع الأسلحة.

كما أن الاعتمادية على استيراد السلاح من الخارج دون بناء قاعدة صناعية عسكرية ذاتية أضعف من قدرة الدول العربية على التحكم في أوقات وأسباب استخدام هذه الأسلحة..

هذا الواقع -المتناقض عسكرياً- يُبرز أزمة أكبر تتعلق بفقدان الإرادة السياسية وعدم الاستعداد لتحمل تبعات مواجهات جوهرية، حيث حافظت هذه الجيوش على دورها في مراقبة الداخل والسيطرة الأمنية على شعوبها، لكنها تخلت عن دور حماية سيادتها الوطنية وحماية قوميتها وحتى مقدساتها. لذا، تحولت تلك الموازنات الطائلة من أداة قوة للدفاع وللمقاومة إلى عبء اقتصادي كبير على خزائن الشعوب العربية، الذي يؤثر بشكل مباشر على موارد التنمية والتطوير للبنى التحتية..

في المحصلة، يبقى السؤال الجدلي مطروحاً بوضوح: لمن تجهز هذه الجيوش؟ ولماذا لا تُستخدم أسلحتها إلا في تعبير ضيق جداً تحت مسميات حراسة الحدود ومن أجل أمن الأنظمة الحاكمة وليس أمن الشعوب؟

بالتأكيد لا يمكن تجاوز هذه القضية سياسياً وعسكرياً دون استراتيجية موحدة وعملية تعيد توجيه هذه القدرات نحو حماية الأمن القومي العربي ومصالح الشعوب العربية الحقيقية، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والانقسامات التي أعاقت فعالية الجيوش وأسهمت في ضعفها أمام التحديات الحقيقية..

وطالما لا توجد الجرأة والشجاعة والإرادة السياسية بعد لدى أنظمة الحكم العربية، فمن الأولى تسخير هذه الموازنات الهائلة في مجالات أخرى على الأقل تسهم في تقدم الدول العربية وازدهارها..

حيث تشير كثير من الدراسات الاقتصادية، أن حجم الإنفاق العسكري الكبير يؤثر سلباً على التنمية في الدول ذات الموارد المحدودة. يستهلك جزء كبير من الموارد المالية في التسليح مما يحرم قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية من التمويل الكافي، ما يعرقل النمو الاقتصادي ويزيد من الفقر والبطالة..

بل يذهب بعض الخبراء العسكريين وخبراء التسليح أن الدول العربية التي تبدد مبالغ مالية كبيرة في الإنفاق العسكري على جيوشها وترسانتها التسليحية دونما اي جدوى منها بإمكانها أن تصبح دول منتجة للأسلحة التي تضاهي السلاح المستورد في حال خصصت ما نسبته 50% من موازناتها العسكرية تلك لصالح الإستثمار في مجال التصنيع العسكري المحلي لها..

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد| حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) تغطي اضرارها بالصور والملصقات

يمن إيكو | 547 قراءة 

عاجل: اندلاع اشتباكات ومواجهات عسكرية عنيفة بين باكستان وأفغانستان في سبع ولايات

المشهد اليمني | 452 قراءة 

عاجل:انتشار امني عقب العثور على كنز اسفل صيدلية في كريتر

كريتر سكاي | 399 قراءة 

حوار برّان | وكيل أول وزارة الداخلية يتحدث لـ“برّان برس” عن السجون وملفات الإرهاب والخلايا والتشكيلات المسلحة (فيديو)

بران برس | 389 قراءة 

مصادر تتحدث عن اختطاف الحوثيين لأسرة بأكملها في صنعاء

بران برس | 343 قراءة 

أبو عبيدة يعود للظهور في الواجهة بعد استثنائه من تحية خليل الحية

عدن نيوز | 271 قراءة 

فأر ضخم يهاجم استيديو قناة”الجزيرة” على الهواء مباشرة

العاصفة نيوز | 269 قراءة 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يتسلم رسميا رد الفريق القانوني حول قرارات عيدروس الزبيدي

المشهد الدولي | 263 قراءة 

وكالة روسية: صدور توجيهات لزعيم الحوثيين بوقف الهجمات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر

الموقع بوست | 242 قراءة 

أسرار تكشف وقصص تروى لاول مرة عن اسلوب إدارة طارق صالح للساحل الغربي وتعامله مع تجاوزات ضباطه وافراده

نافذة اليمن | 232 قراءة