آ
أطلق رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة للفترة 2025–2029، داعيًا أبناء حضرموت إلى تجاوز الخلافات والالتفاف حول مشروع جامع يعيد ترتيب الأولويات ويضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
بن بريك، الذي خاطب الحاضرين في فعالية الإشهار بمدينة المكلا، لم يكتف بعرض بنود الخطة، بل وجّه رسالة مباشرة لأبناء المحافظة: "وحدتكم هي قوتكم، والتنمية لا تتحقق بالفرقة والانقسام". كانت كلماته أقرب إلى نداء سياسي واجتماعي، يحاول فيه كسر الجمود الذي يعيق تحولات حضرموت نحو نموذج تنموي يحتذى به.
الخطة، التي جاءت بدعم أممي وإقليمي واسع، لا تكتفي بالوعود، بل ترسم مسارًا عمليًا يمتد لخمس سنوات، يركز على تحسين الخدمات الأساسية، تطوير البنية التحتية، وتنشيط القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة، الثروة السمكية، النفط، الغاز، والمعادن. كما تتضمن رؤية واضحة لتمكين المرأة، وتحفيز الاستثمارات، ومعالجة ملف الكهرباء الذي وصفه رئيس الوزراء بأنه "نزيف مزمن" يستنزف موارد الدولة.
اللافت في المؤتمر كان الحضور الدولي الكثيف، من السعودية والإمارات إلى الصين واليابان، مرورًا بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يعكس حجم الرهان على حضرموت كمحور استراتيجي للتنمية والاستقرار في اليمن.
محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي أكد أن الخطة تم إعدادها بأسس علمية، وشراكة واسعة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، مشددًا على أن حضرموت تمتلك كل المقومات لتكون قاطرة التنمية في البلاد.
الخطة لا تكتفي بالاستجابة للأزمات، بل تسعى لتجاوزها، عبر خارطة طريق تركز على الحوكمة، الاستخدام الأمثل للموارد، تعزيز الأمن، وتحسين الخدمات الاجتماعية، في ظل ضغط سكاني متزايد وتحديات معيشية متراكمة.
وفي نوفمبر المقبل، تستعد الحكومة لإطلاق المؤتمر الوطني للطاقة، في محاولة لوضع حد لأزمة الكهرباء وتحويل هذا القطاع من عبء إلى رافد اقتصادي.
الرسالة الأهم التي خرج بها المؤتمر: حضرموت ليست مجرد محافظة تبحث عن حلول، بل منصة وطنية لبناء نموذج تنموي جديد، إذا ما توفرت الإرادة، وتوحدت الجهود، وتجاوزت النخب خلافاتها.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news