محمد ﷺ.. تكريم السماء وإهانة الأرض
قبل 9 دقيقة
لقد اصطفى الله نبيه محمدًا ﷺ من بين العالمين، وأحاطه بهالة من التشريف والتكريم لم ينلها بشر قبله ولا بعده. قال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}، فكان ﷺ رحمةً للعالمين، هاديًا للبشرية، ناصرًا للحق، رفيقًا بالضعفاء، عطوفًا على الفقراء، عادلًا لا يظلم عنده أحد، صادق الوعد، أمين الكلمة، لا يبتز ولا ينهب، ولا يطلب من أمته إلا ما يقربهم إلى الله
.
رفع الله ذكره، وأقسم بحياته، وأمر بالصلاة والسلام عليه في كل وقت وحين. ذلك تكريم رباني خالد، لا ينال منه باطل، ولا يشوهه دجال.
لكن المؤسف أن جماعة الحوثي تسعى لتشويه هذا التكريم، فتحوّل ذكرى مولده الشريف ﷺ إلى سوق للجبايات، وموسم للنهب، ومسرح للبهرجة الفارغة. يثقلون كواهل الناس بالضرائب، ويزخرفون الشوارع بالأنوار، بينما قلوبهم مظلمة بالظلم والعدوان، وأيديهم غارقة في أموال المساكين.
أين هم من محمد ﷺ الذي ما ضرب بيده فقيرًا ولا ظلم ضعيفًا؟ أين هم من رسول الله الذي كان يبيت طاويًا ليُشبع جاره؟ أين هم من نبي العدل والصدق، وقد جعلوا الكذب شعارًا، والظلم منهجًا، والجوع وسيلة لإخضاع الناس؟
إن تكريم النبي ﷺ لا يكون بالزينة والشعارات، وإنما بالاقتداء بهديه، وإحياء أخلاقه، ونشر عدله ورحمته بين الناس. أما الحوثيون فقد قلبوا الصورة رأسًا على عقب، فمارسوا عكس ما جاء به، فكان احتفالهم في الحقيقة إهانة لا تعظيمًا، وامتهانًا لا تكريمًا.
سيبقى محمد ﷺ كما كرمه الله، رحمةً وضياءً، شامخًا فوق زيفهم، نقيًّا فوق دجلهم، وستبقى أفعاله وأخلاقه معيارًا يفضح كل من تاجر باسمه وهو على النقيض من سيرته العطرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news