إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار .. مطلب شعبي لا تراجع عنه

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 75 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار .. مطلب شعبي لا تراجع عنه

إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار .. مطلب شعبي لا تراجع عنه

تُعد قضية "كشوفات الإعاشة" للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً واحدة من أكثر الملفات إيلاماً وإثارة للغضب الشعبي في اليمن خلال السنوات العشر الماضية. إنها ليست مجرد أرقام مالية تُصرف هنا وهناك، بل هي جرحٌ غائر في جسد الوطن النازف، وفضيحة أخلاقية واقتصادية لا يمكن السكوت عنها. كيف يُعقل أن تذهب 11 مليون دولار شهرياً إلى جيوب أفراد لا علاقة لهم بالعمل المؤسسي أو العسكري أو المدني، بينما يقف مئات الآلاف من المعلمين والجنود والموظفين بلا رواتب لشهور طويلة؟

إنها معركة وجود، معركة وعي ومصير، وليست مجرد قضية إدارية أو محاسبية. إنها معركة الشعب ضد "كائنات طفيلية" اعتاشت على دماء الفقراء ومعاناة الجنود والمعلمين وموظفي الدولة.

لجملة من الأسباب، يجب على الحكومة المسارعة في إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار، وأهم هذه الأسباب:

أولاً: عشر سنوات من الفوضى والنهب

منذ أكثر من عقد، غابت الدولة الحقيقية وحضر العبث. عشر سنوات كافية لأن تُنهك الشعوب وتستنزف مقدّراتها. لكن الأخطر أن تتحول موارد اليمن المحدودة إلى غنيمة توزّع على شبكة من "المتنفذين"، تحت مسميات "إعاشة"، "دعم"، و"مكافآت". هذه الأموال لم تصل إلى مستحقيها الحقيقيين، بل تحوّلت إلى ريع سياسي وإعلامي يمكّن بعض الأشخاص من حياة الترف في الخارج، بينما الغالبية في الداخل يرزحون تحت وطأة الجوع والفقر.

إن استمرار هذا النزيف المالي يعني بالضرورة إفقاراً ممنهجاً للشعب، وتجويعاً مقصوداً، وقطعاً لكل أمل في بناء مؤسسات قوية قادرة على حماية الوطن.

ثانياً: رواتب منقطعة ومعاناة متفاقمة

بينما تُصرف ملايين الدولارات شهرياً لمن لا يستحقون، نجد مشهداً صادماً في الداخل:

المعلمون يعودون إلى مدارسهم بلا رواتب، مجبرين على ممارسة رسالتهم في ظل ظروف معيشية لا تُطاق.

جنود الجيش، حماة الوطن وحدوده، بلا رواتب منذ أشهر، وكأن تضحياتهم مجرد أرقام منسية.

جنود الأمن، الذين يفترض أن يحفظوا النظام والاستقرار، يعيشون ذات المأساة.

الموظفون المدنيون في مختلف المرافق العامة، يُجبرون على مواصلة عملهم بلا مقابل عادل، لتظل المؤسسات قائمة شكلياً فقط.

هذه المفارقة بين الداخل والخارج، بين من يعمل ويضحي ومن يثرثر فقط على مواقع التواصل، تُجسد حجم الخلل الذي وصل إليه الوضع.

ثالثاً: كائنات بلا قيمة ورؤوس أموالها تغريدات

أي مشروعية تلك التي تمنح شخصاً لا يحمل أي خبرة أو مؤهل أو وظيفة راتباً يفوق ما يحصل عليه 250 جندياً؟! بل إن "رأس مالهم" لا يتجاوز تغريدة على "تويتر" أو مشاركة على صفحة متواضعة في "فيسبوك".

الكارثة أن هؤلاء الذين يعيشون في رفاهية مطلقة بالخارج، يُقدّم لهم المال العام بانتظام، بينما تُقطع أرزاق الداخل. إنهم "كائنات إعلامية" تعيش على حساب وجوع الشعب، في الوقت الذي يزعمون فيه الدفاع عن قضاياه.

رابعاً: معركة الكرامة والإصلاح

إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار ليس ترفاً سياسياً ولا مجرد مطلب إصلاحي. إنه مطلب شعبي ووطني يرتبط بكرامة المواطن وحقه في حياة كريمة.

لا يمكن أن تُبنى دولة، ولا يمكن أن يتحقق استقرار، إذا ظل الفساد يتغذى من أموال الشعب.

إن المعركة اليوم ليست معركة فرد أو حزب أو تيار بعينه، بل معركة كل:

إعلامي صادق يريد نقل الحقيقة.

سياسي مسؤول يريد استعادة الدولة.

ناشط حقوقي يرفض الظلم.

مواطن بسيط يطالب براتبه وحق أطفاله في الغذاء والدواء والتعليم.

خامساً: مفارقات الداخل والخارج

بينما يُعاني الداخل من الفقر والجوع والحرمان، يعيش المستفيدون من كشوفات الإعاشة حياة ترفية كاملة:

يقيمون في فلل وشقق فاخرة.

يتعلم أبناؤهم في أرقى الجامعات العالمية.

يتنقلون بين العواصم بسيارات فارهة.

يحضرون الولائم في المنتجعات السياحية والفنادق الكبرى.

أي عدالة هذه؟ وأي منطق يبرر أن يعيشوا على حساب دماء المقهورين في الداخل؟!

سادساً: لا خيار إلا الانتصار

إنها ليست قضية محاسبة مالية فحسب، بل قضية كرامة وطنية. فالتاريخ لم يسجّل أن أمةً سمحت لأغنيائها أن يثروا على حساب فقرائها بهذا الشكل الفج.

إن مطلب إسقاط كشوفات الإعاشة يجب أن يتحول إلى قضية رأي عام لا تراجع عنها. بل يجب أن يكون أساساً لأي تسوية أو إصلاح سياسي قادم.

سابعاً: دعوة إلى الفعل الجماعي

ما لم يتوحد الإعلاميون والحقوقيون والسياسيون والمواطنون خلف هذا المطلب، فإن النزيف سيستمر، والمعاناة ستتضاعف.

يجب أن يُرفع الصوت عالياً:

لا لنهب المال العام.

لا لشراء الذمم بأموال الشعب.

نعم للعدالة وتوزيع الموارد بما يخدم الداخل: الجيش، الأمن، التعليم، والصحة.

في الختام: 11 مليون دولار شهرياً تُهدر على غير المستحقين، في وقت لا يجد فيه المعلمون قوت يومهم، ولا يتسلم الجنود رواتبهم، ولا يستطيع الموظفون المدنيون إعالة أسرهم.

هذه ليست قضية فساد عابرة، بل قضية حياة أو موت لشعب كامل.

المعركة ضد كشوفات الإعاشة ليست خياراً، بل قدرٌ لا مفر منه.

إما أن تُسقط هذه الكشوفات، أو يظل الشعب يرزح تحت الظلم والجوع لعقد آخر.

وعليه، فإن التمسك بهذا المطلب واجب وطني وأخلاقي، ولا مجال للتراجع أو المساومة.

إسقاط كشوفات الإعاشة بالدولار… مطلب شعبي لا تراجع عنه أبداً.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن موعد صرف المرتبات بعد تفاهمات بين الحكومة والبنك المركزي

تهامة 24 | 1255 قراءة 

بث مباشر لمباراة اليمن وعُمان في نصف نهائي كأس الخليج للشباب.. شاهد

المنارة نت | 937 قراءة 

مليشيا الحوثي تصعّد استجواباتها ومداهماتها في صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية

حشد نت | 769 قراءة 

”مصفحات ودبابات في الشوارع.. هل تستعد صنعاء لسيناريو أمني خطير؟”

المشهد اليمني | 651 قراءة 

بعد تأهل المنتخب اليمني على حساب عمان.. موعد نهائي كأس الخليج للشباب 2025 بين السعودية واليمن

عدن نيوز | 630 قراءة 

الان اسعار الصرف في اليمن مباشر - الاحد 07-09-2025 عبر الكريمي والنجم في صنعاء وعدن.

الحدث اليوم | 563 قراءة 

اليمن ومعظم دول المنطقة يشهد خسوفًا كليًا نادرًا للقمر.. والأوقاف تدعو لإقامة الصلاة والدعاء

حشد نت | 444 قراءة 

الكل مشتبه به.. الحوثي يلاحق “عميلا محتملا” في صفوف قياداته

المرسى الاخباري | 359 قراءة 

عاجل:بدء خسوف القمر الدموي في عدن(صورة)

كريتر سكاي | 351 قراءة 

الحوثي ينشر سلاح ثقيل بصنعاء ويستهدف مسؤولين برئاسة الوزراء.. عميل الضربات

نافذة اليمن | 341 قراءة