عدن حرة
كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تحرك روسي لافت خلال الساعات الماضية، حيث عرضت موسكو التدخل لرعاية حل شامل للأزمة اليمنية والقضية الجنوبية ، يقوم على جمع القوى الرئيسية المسيطرة على الأرض في طاولة واحدة، في مسعى لكسر حالة الجمود السياسي التي عطّلت التسوية طوال الأعوام الماضية. وجاء العرض الروسي في أعقاب التطورات المتسارعة في الجنوب، بعد أن استعاد المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته الكاملة على تراب دولة الجنوب السابقة خلال الأيام الأخيرة، وهو تحول اعتبرته موسكو واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية سياسية قادمة.
وبحسب المصادر، فإن المبادرة الروسية ترتكز على مقاربة مختلفة عن المسارات السابقة، من خلال إشراك الأطراف الفاعلة ميدانيًا دون استثناء، في إطار رؤية تهدف للوصول إلى تسوية تستند إلى موازين القوى الحقيقية على الأرض، وليس إلى الصيغ التقليدية التي أثبتت فشلها المتكرر. وأوضحت المصادر أن موسكو تجري بالفعل اتصالات مع عدة أطراف يمنية وإقليمية لبحث إمكانية إطلاق مسار سياسي جديد، يشمل المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً عن القضية الجنوبية، وممثلين عن سلطات صنعاء، وأطرافًا شمالية أخرى ذات حضور واقعي، على أن يجري التنسيق مع الأمم المتحدة لضمان مظلة دولية للعملية.
وتؤكد المعطيات أن روسيا أبدت اهتمامًا متزايدًا بملف الجنوب، معتبرة أن التطورات الأخيرة وصعود المجلس الانتقالي كقوة مسيطرة بشكل كامل يفرض مقاربة سياسية مختلفة تضع القضية الجنوبية في صدارة أي حوار قادم، سواء عبر مسار تفاوضي مستقل أو عبر صياغة ترتيبات سياسية جديدة تعترف بهذا المتغير الجوهري. ويرى مراقبون أن العرض الروسي يعكس رغبة واضحة من موسكو في لعب دور مباشر في إعادة صياغة المشهد اليمني، خاصة في ظل الحاجة الإقليمية والدولية لإطلاق مسار واقعي يتعامل مع الوضع القائم بعيدًا عن القوى التي فقدت تأثيرها.
وتترقب الأوساط السياسية أن تتضح ملامح المقترح الروسي خلال الفترة المقبلة، وسط مؤشرات على أن المرحلة القادمة قد تشهد حراكًا دبلوماسيًا واسعًا يعيد ترتيب شكل العملية السياسية في اليمن، ويمنح القوى الفاعلة على الأرض دورًا أكبر في صياغة مستقبل البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news