™السيد تشاو تشنغ
إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. لقد كانت حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني أطول الحروب التي خاضها الشعب الصيني في العصر الحديث ضد الغزاة الأجانب، وأوسعها نطاقا، وأشدها تضحية، وكانت أيضاً أول حرب تحرر وطني يحقق فيها الشعب الصيني نصرا كاملا. إن الانتصار العظيم في حرب المقاومة لم يكن نصراً للصين وحدها، بل كان نصراً للإنسانية جمعاء. ومن بين ألسنة اللهب التي اشتعلت في سنوات الحرب، وُلدت الروح العظيمة لحرب المقاومة، التي أصبحت وقودا معنويا لا ينضب وتدفع الشعب الصيني إلى تجاوز كل الصعاب والعقبات، والمضي قُدما نحو تحقيق النهضة العظمى للأمة الصينية.
إن الحرب تشبه مرآة صافية، تمكّن البشر من أن يُدركوا بمدى ثمانة السلام. واليوم، رغم أن السلام والتنمية قد أصبحا سمة العصر، إلا أن عالمنا ما زال مضطربا، وسيف ديموقليس للحروب ما زال معلّقا فوق رؤوس البشرية. ومن هنا، وجب علينا أن نقف مسؤولا أمام التاريخ والشعوب والأجيال القادمة، ونستحضر العبر، ونرسخ العزم الثابت على حماية السلام، وأن نُعلي رؤية تاريخية للحرب العالمية الثانية تتسم بالشمولية والعدل والإنصاف، كي يظل مشعل التاريخ منارة تضيء مستقبل البشرية.
كما أنّ هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لتحرير تايوان. وقد أكد الرئيس شي جينبينغ قائلا: “إن عودة تايوان إلى الصين تمثل جزءا أصيلا من ثمار الانتصار في الحرب العالمية الثانية ومن النظام الدولي الذي تشكّل بعدها.” فتايوان هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وإن انتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة هو الذي أعادها إلى حضن الوطن. لقد نصّ كل من “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” بوضوح على وجوب إعادة تايوان التي اغتصبتها اليابان إلى الصين. وفي عام 1971، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة القرار رقم 2758، الذي أعاد لجمهورية الصين الشعبية جميع حقوقها الشرعية في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي السلطات في تايوان من المنظمة ومن جميع وكالاتها التابعة. فمهما تبدلت الأحوال في تايوان، ومهما عبثت القوى الخارجية، فإن التيار التاريخي للوحدة الكاملة للصين غير مقاومة.
وهذا العام يصادف كذلك الذكرى التاسعة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليمن، فيما سنستقبل العام القادم الذكرى السبعين لها. إن الصداقة الصينية اليمنية قد تخطّت حدود الزمان والمكان، وبقيت متجددة عبر العصور. فكلا الشعبين ينتمي إلى حضارة عريقة، وقد ربطهما طريق الحرير القديم منذ قرون طويلة، لتكتب في سجل التبادل بينهما قصص مؤثرة لا تُحصى. وعلى مدى تسعة وستين عاما، تركت الصين بصماتها على أرض اليمن، من المهندسين إلى الأطباء، ومن الطرق إلى المستشفيات، لتكون شاهدا حيا على عمق هذه الصداقة. وفي أواخر يوليو الماضي، وطأت قدماي اليمن للمرة السادسة، ورأيت بعيني أن عدن بدأت تستعيد استقرارها تدريجيا، فامتلأ قلبي فرحا للشعب اليمني. ولطالما قلنا إن صداقة الصين واليمن أعمق من البحر الأحمر، وأعلى من قمم الهملايا، وأحلى من العسل اليمني، وأعطر من بن المخا. ومع تباشير تهدئة الأوضاع في اليمن، تتطلع الصين للعمل مع اليمن في إطار مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة التنمية العالمية، من أجل تعاون أوثق يحقق التكامل بين مزايا الطرفين، ويحوّل الإمكانات الهائلة لليمن إلى قوة دفع قوية نحو التنمية. ولعلّ فجر السلام القريب يُشرق على ربوع اليمن.
إن التاريخ مرآة تعكس لنا الحاضر والمستقبل. قبل ثمانين عاما، واجهت البشرية قوى الفاشية المتوحشة، فاصطفّت شعوب العالم بثبات إلى جانب الحق والنور، حتى تحقق النصر العظيم. واليوم، وبعد ثمانين عاما، لنقف نحن أيضا بلا تردد إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وإلى جانب السلام والتقدم، ولنمدّ أيدينا كي نصوغ معا مستقبلا أكثر إشراقا لمصير البشرية جمعاء.
القائم باعمال السفارة الصينية في اليمن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news