تشهد اليمن تجليات غير مسبوقة في آثار التغيرات المناخية، سواء عبر موجات حر شديدة أو أمطار غزيرة وسيول جارفة، كالتي تجتاح هذه الأيام عدة محافظات، مسببة دمارًا واسعًا في الطرق والمنازل والمزارع، ومهددة حياة آلاف الأسر.
هذه الظواهر لم تعد مجرد أحداث موسمية، بل انعكاس مباشر لخلل بيئي عالمي يضرب بلدًا هشًّا ومنكوبًا بالفعل. الطبيعة، بعد عقود من العبث، تدافع عن نفسها، فيما تقع الخسائر الأكبر على مجتمعات “اللادولة”، حيث يغيب النظام وتنهار الخدمات، لتتحول كل أمطار مهما بلغت شدتها إلى تهديد مباشر لحياة الناس وأرزاقهم.
الأمر حقيقة يتطلب تحركًا عاجلًا، لتفعيل أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنية التحتية، ووضع سياسات فاعلة لإدارة الكوارث، قبل أن تتحول هذه الظواهر إلى مأساة لا يمكن السيطرة عليها.
وبالتالي يبقى السؤال هنا: هل من يشعر حقًا بمسؤولية تجاه الأرض والإنسان في اليمن… أم أن الإنسان ذاته أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد الحياة، ولا يوجد اليوم منقذ؟
بدورنا، لا يسعنا حقيقة إلا أن نناشد المجتمع الدولي للنظر إلى معاناة هذا البلد، واتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذه قبل فوات الأوان. فاليمن يواجه اليوم خطرًا مزدوجًا: خلل بيئي عالمي وتداعيات طبيعية شديدة تتزايد حدتها يومًا بعد يوم، في ظل غياب الدولة وانهيار الخدمات الأساسية.
إن التحرك الفوري لتقديم الدعم والإغاثة، وتعزيز قدرات الاستجابة الطارئة، لم يعد خيارًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news