الدولة الرحيمة
قبل 1 دقيقة
ليس جديدا ان مفهوم الدولة ووظائفها قد كتب فيه الكثير منذ فجر التاريخ وعصرنا الحديث وهي باتت ضرورة يساوي مضمونها الحياة تماما بالنسبة للافراد .
فمن دون الدولة كمؤسسة لا معنى للتحضر ولا المدنية ولا العدالة ولا الامن او الخدمات ،وهي برأيي ارقى صور الحياة للعيش الانساني المشترك بين الأفراد.
خلال العقود الماضية سادت مفاهيم الدولة الاشتراكية والتي تكون الدولة او الحكومة غنية وتمتلك كل شيء بينما الافراد فقراء يعيشون لخدمة الدولة وهناك نموذج اخر نعيشه الدولة الراسمالية والتي يمتلك فيها عدد من الافراد الثروة ووسائل الانتاج والارض بينما الدولة كائن فقير يعتاش على الرسوم والضرائب وبالتالي انا لا ادعو الى نموذج ثالث وسطي ولكني اناقش اعادة قراءة وظيفة الدولة في خدمة المجتمع بصورة كلية وهنا لا اقصد المساواة لان ذلك لا يتحقق في الارض بل هذه وظيفة السماء ،بمعنى ادعو الى الدولة الرحيمة من خلال وظيفتها كمؤسسة ضامنة للعيش الكريم لشعبها وهذا ينصرف الى الخدمات الاساسية والانسانية والتنموية التي توفر اساس معقول للحفاظ على الكرامة الانسانية للافراد.
اي معنى للدولة التي يجوع ويعرى فيها الافراد وتحت معدلات خط الفقر.
صحيح لا توجد دولة في العالم تستطيع أن توظف كل القادرين والمؤهلين للعمل مع الزيادات في الديموغرافيا الا انه من الضروري انتهاج خطط وسياسات حمائية لحياة الافراد من الفقر والجوع والمرض والجهل وهذه في حوهرها هي مطلب الشرائع السماوية والارضية جميعا.
في دولة فقيرة نوعما تعيش على مورد وحيد السياحة تقدم مورسيوش خدمة التعليم والصحة مجانا بل انها ثبتت هاتين الخدمتين في صلب دستورها بينما هناك دولة من اغنى دول اوربا ويتقاضى افرادها اعلى دخل مثل اللوكسمبورغ تقدم كل أنواع خدمات النقل الجماعي الباصات والتراموي والقطارات مجانا تماما للمواطن والسائح وتعتبر ذلك ضرورة للنشاط الانساني كما ان سويسرا تقدم ماء الشرب في كل مكان للعموم مجانا والحليب بسعر مخفض.
لذلك باتت الضرورة ان يعاد النظر في وظائف الدولة كمؤسسة عليا تقع عليها مسؤولية المحافظة على حياة المواطن مثلا الغذاء والصحة والتعليم والنقل هذه خدمات حياتية خارج منطق الموازنات وعجز الميزانيات ويمكن تمويلها من منافذ عدة كالرسوم والجمارك وضريبة معقولة ع الدخل والمطارات وسوى ذلك الكثير بينما يكون العائد الاستراتيجي للدولة كبير جدا يتمثل في تقوية الرابطة بين الدولة والمواطن وتعزيز مفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية وصحة المواطن الذي سيشعر بالامتنان لدولته ويقوم بالدفاع عنها طوعا من دون اكراه.
كاتب واكاديمي من العراق واستاذ نظم سياسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news