المرسى- خاص
سلط الباحث والصحفي اليمني فهد طالب الشرفي الضوء على جوانب خفية حول بذور نشأة مليشيا الحوثي في صعدة.
الشرفي خلال بودكاست يمان على منصة مزيج من قناة العربية قدم رواية مثيرة لنشأة الحركة الحوثية، معيدا بناء السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي لظهور الحوثيين وتمددهم.
وأشار الشرفي -في حواره مع المذيع محمود العتمي- إلى أن صعدة استقبلت بعد ثورة 26 سبتمبر جحافل الملكية من القبائل الموالية للأمامة من مختلف المحافظات، الذين كانوا قد انهزموا في المحافظات الأخرى وانسحبوا إلى صعدة وتجمعوا فيها.
وأضاف: بعد أن تمت المصالحة عام 1970 تم تأمين هؤلاء الملكيين وصاروا جزءا من البيت الجمهوري، لكن المؤسف أن المعاهدة السياسية سلمت صعدة للإماميين على أن يكون المحافظ فيها من أتباع الملكيين واعطوهم مجموعة وزارات ونحو 3 محافظات أهمها صعدة.
وحول سؤال المذيع لماذا ترحب كانت صعدة ترحب بجحافل الإمامة، تحدث الشرفي عن واقعة مقتل قائد الإمامة في صعدة عبدالله بن الحسن الذي كان يقود عشرات الآلاف من الجند المنسحبين.
وأكد أن عبدالله بن الحسن قُتل على يد زعماء قبليين من المحافظة بموجب وثيقة تضمنت معاهدة للتخلص من ابن الحسن ووأد الفتنة، وتم قتله أثناء توجهه إلى جامع الهادي ولهذا كانت القوات الإمامية التي قدمت للانتقام تردد زامل “يا مجلي كان خليته يصلي”.
وقال الشرفي إن مشكلة الزيدية هي أنها ربطت الإيمان والمذهب بوجود حاكم من آل البيت فلا يتم إيمانك إلا بولاء لولي أمر من آل البيت.
وتابع: بعد ثورة سبتمبر وقعت الزيدية في اشكالية تقبل نوع جديد من الحكم وهو الحكم الجمهوري باعتباره غير شرعي، وقد حاول بعض الشباب من الباحثين أن يجتهدوا في هذا الجانب وهو مسألة التعايش مع العهد الجمهوري.
وبحسب الشرفي، فقد رأى الشباب أنه لابد من تجاوز حاجز الإمامة، لأنهم كانوا يعتقدون أن بقاء الدولة خائفه منهم سوف يؤدي إلى إتاحة المجال للمذاهب والمدارس الأخرى سواء الاخوان أو السلفيين وهناك مدارس أخرى كانت تزحف على حساب الزيدية.
وأضاف أن الشباب الزيدي كان يبحث عن صيغة معينة لتجنب هذه المسألة والقفز على الإمامة عبر إسقاطها أو تاجيلها أو إيهام الناس بأنها لم تعد مطلبا للحافظ على وجودهم الزيدي كمذهب وليس كسلطة سياسيه اها لكن رجال الدين رفضوا وقالوا هذه مسألة لا تقتربوا منها. ومن هنا نشأ الخلاف وخرج لنا الشباب المؤمن.
واستطرد الشرفي: في تلك المرحلة قامت الدولة ببناء معاهد علمية دينية (زيدية) في صعدة بقرار من الحمدي على غرار المعاهد العلمية التابعة للإخوان في المناطق ذات الأغلبية الشافعية. وبعد التعددية عام 1990 عاد النشاط الحزبي وبدأ كل تيار يروج لأفكاره وهنا شعر تنظيم الشباب المؤمن بزحف الأفكار الأخرى وبدأوا في التنظم والتدافع مع الاحزاب.
الشرفي الذي كان عضوا في لجنة الانتخابات في دائرة حسين الحوثي، قال إن الرئيس الأسبق أقنع حسين الحوثي بالإنشقاق عن حزب الحق والترشح لدورة 1997 تحت مظلة حزب المؤتمر، لكن حسين ترشح كمستقل بناء على وعود بدعمه، ما أدى إلى خسارته مقعد البرلمان.
ووفقا للشرفي فإن نقطة التحول حدثت بعد خسارة حسين الحوثي للانتخابات البرلمانية، فحينها بدأ حسين يقول إن الحزبية والانتخابات والتداول السلمي كذبة ولابد أن نسيطر على مناطقنا بطريقة أخرى، ثم غادر اليمن بحجة الدراسة في السودان ومن المتوقع أنه زار إيران في نفس الفترة وبعد عودته وتحديدا في 2001 بدأت مرحله انتقال من التنظيم الى العسكرة والتسلح.
وأشار الشرفي إلى تأثر حسين الحوثي بأفكار جماعة الإخوان أثناء فترة وجوده في السودان كامتداد لتأثير الجماعة على فكر الخميني من الناحية التنظمية والبنيوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news