مع اشتداد التوتر السياسي، إثر سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة (شرقي اليمن)، ظهر رئيس المجلس "عيدروس الزبيدي"، الأربعاء 10 ديسمبر/ كانون الأول، في لقاء مع محافظ محافظة البيضاء (وسط)، باعتبار المحافظة "عمقاً استراتيجياً للجنوب".
"الزبيدي" تحدث خلال لقائه بمحافظ البيضاء المعين من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها، عن حق المحافظة في العيش بكرامة وسلام، مؤكداً أن تحريرها من الحوثيين “أولوية لضمان أمن واستقرار المنطقة وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم بأنفسهم”.
اللقاء الذي حمل رسائل سياسية، بعد أيام من التحشيد العسكري والسيطرة على محافظتي المهرة وحضرموت، إضافة إلى تثوير الشارع واستحداث الاعتصامات في عدد من المحافظات الجنوبية، يراه محللون سياسيون تحدثوا لـ"بران برس"، أنه يأتي في سياق مساعي الانتقالي الجنوبي، إلى تخفيف حالة السخط، وتبديد مخاوف عدد من الأطراف.
تراجع وتطمين
عن اللقاء ودلالاته، يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور علي مهيوب العسلي، لـ"بران برس"، إن "البلاد وما تمر به من ظروف صعبة جداً، وزاد منها، خطأ الانتقالي، عندما اجتاح محافظتي حضرموت والمهرة، وحينما رأى أن الجميع بدأ يصحو ويدلي بموقفه عن هذه الأحادية، بدأ يتراجع ويعيد النظر".
وبرأي "العسلي"، فإن ذلك "نوع من التراجع، وهو شيء طيب، بأن يلتقي بمحافظ البيضاء، ويقول إنه سيكون رأس حربة في مواجهة الحوثي، وتحرير المحافظات الشمالية، وأنه لن يتوقف إلا في العاصمة صنعاء".
وأشار إلى "إمكانية البناء على ما أكد عليه عيدروس الزبيدي، خلال لقائه بمحافظ محافظة البيضاء"، مضيفاً: "المفترض أن يعاد النظر في الأوضاع التي جرت، بأن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً، ويلتئم مجلس القيادة الرئاسي ويعالج مشاكله البينية".
وقال إن "المشكلة هي في أعضاء مجلس القيادة، مؤكداً ضرورة أن يتفق أعضاء المجلس، ويعملوا على توزيع المهام، فيما بينهم ويعطوا صلاحيات لبعضهم، ثم ينطلقوا إلى تحرير باقي البلاد".
وشدد على أن هذا هو المبدأ، وهو وحدة المجلس، حتى عند أي تفاوض مع الحوثيين، يكونوا طاقماً واحداً، موضحاً أن القضية الجنوبية تظل "قضية أساسية"، وهي ليست جديدة إنما مطروحة منذ أيام مؤتمر الحوار الوطني.
ما طرحه رئيس المجلس الانتقالي في حديثه عن تحرير محافظة البيضاء، وغيره في لقاء اليوم، وفق العسلي، "يحمل رسالة سياسية للسعودية، فيها من التطمين أن الانتقالي ما زال على النهج نفسه مع المملكة ومع التحالف العربي".
تحسين صورة
من جهته، اعتبر المحلل والخبير العسكري، "العميد عبدالرحمن الربيعي"، لقاء "عيدروس الزبيدي" مع محافظ البيضاء، يشير إلى أن المجلس الانتقالي "في وضع حرج".
وقال "العميد الربيعي"، لـ "بران برس"، "مع أنه لا معلومات عن كيفية حدوث ذلك الاجتماع، وما هى دوافعه وكيف تم الترتيب له، لكن في تقديري أن هذا الاجتماع، له هدف واحد، وهو إعطاء صورة وانطباعاً أن "الانتقالي" متجه نحو البيضاء لمحاربة الحوثيين".
وأشار إلى أن المجلس يمر في ظرف حرج، بعد أن تورط بعمل عسكري، باتجاه حضرموت والمهرة، وقامت قواته بإسقاط المنطقة العسكرية الأولى، التي تتبع وزارة الدفاع، وكذلك مواجهة قوات حضرموت المتواجدة في حقول النفط بالمسيلة.
وذكر أن هذا الأمر أحدث تبعات خطيرة، بافتعال معارك ما كان لها أن تحدث، موضحاً، أن تلك الأعمال قوبلت بقوة وحزم، من قبل الحكومة الشرعية، مدعومة بقوة من السعودية، وتم الضغط على الانتقالي بضرورة سحب قواته، التي أتى بها من مناطق أخرى".
وأضاف: "واليوم وتحت وطأة الضغوط التي تمارس على الانتقالي، بضرورة سحب قواته وتوجيهها الوجهة الحقيقية، يحاول عيدروس الزبيدي تحسين صورة مجلسه التي اهتزت".
وقال: "ورغم ذلك نتمنى أن يكون الزبيدي وقيادة المجلس الانتقالي قد أدركوا أين يجب أن تتجه القوات، وتصوب البنادق وتصحيح الأخطاء فهذا توجه مسؤول وعمل وطني مرحب به".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news