أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشي:
في ظل حرب مدمرة وحصار خانق يطوق قطاع غزة منذ سنوات، زادت حدتها في أكتوبر 2023، تتوالى شهادات اليمنيات المقيمات هناك لتكشف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشنها يوميًا.
في هذا التقرير تروي عدد من الأمهات اليمنيات في غزة لـ”يمن ديلي نيوز” معاناتهن وصمودهن وسط ركام البيوت وأزيز الطائرات، مؤكدات أن الحرب حرمتهن من مأوى مستقر ومصدر رزق ثابت، فيما يلاحق الجوع والبرد والخوف أسرهن في كل مكان.
تعكس هذه الشهادات الواقع الإنساني القاسي الذي تعيشه العائلات اليمنية في غزة، حيث يقيم الكثيرون في خيام أو مساكن مدمرة، ويواجهون انعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع المعيشية، بينما يستمر الحصار والحرب في خنق ما تبقى من سبل الحياة.
كل ذلك انتهى
تروي اليمنية ،هيام الحكيمي، المقيمة في غزة منذ 26 عاماً لـ “يمن ديلي نيوز” معاناتها اليومية في قطاع غزة بفعل القصف والحصار.
تقول: أنا يمنية من محافظة تعز، متزوجة من فلسطيني، وأعيش في غزة منذ سنوات. نحن نعيش تحت القصف ليل نهار، لكننا نحاول الحفاظ على كرامتنا وعزتنا. كنا نملك بيوتاً ومصدر رزق، لكن كل ذلك ذهب مع الحرب. البيت ذهب، مصدر الرزق ذهب، والحمد لله على كل شيء.
وتروي “الحكيمي، تفاصيل نزوحها من مدينة خان يونس إلى خيمة على شاطئ البحر، موضحة أن الظروف الإنسانية قاسية للغاية: الظروف فعلاً صعبة، ومهما وصفت لكم، لن أستطيع أن أُظهر لكم إلا واحداً في المائة مما نشاهده ونعيشه.
قصة هيام تمثل صورة من المعاناة التي تعيشها كثير من العائلات اليمنية في غزة، حيث فقدت المأوى ومصدر العيش وتكابد الحياة في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
تغيرت تاماً
من جانبها ،صفاء أحمد غالب، متزوجة من فلسطيني، وتقيم في قطاع غزة منذ 15 عام تروي لموقع “يمن ديلي نيوز” معاناتها المستمرة منذ تجدد الحرب الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر 2023.
تقول صفاء: “أنا يمنية الأصل، ولي 15 سنة أعيش في غزة، سبب خروجي من اليمن هو أن زوجي فلسطيني الأصل. كانت الأوضاع قبل الحرب جيدة، كنا نأكل ونعيش والحمد لله.
لكن الأوضاع، كما تصفها لـ”يمن ديلي نيوز” تغيّرت تماماً مع اشتداد الحرب، حيث فقدت الأسرة الأمان وأصيبت دارهم بأضرار جسيمة.
وتضيف: أصبحت حياتنا رعباً وخوفاً وجوعاً ودماراً، الوضع لا يوصف. منذ بداية الحرب وأنا أعيش في خيمة مع زوجي وأولادي الأربعة، أي منذ سنتين كاملة.
وتشير صفاء إلى أن أسرتها المكوّنة من ستة أفراد تعاني أوضاعاً بالغة الصعوبة، مؤكدة أن الأمل بالله وحده هو ما يمنحهم الصبر: “الحمد لله رب العالمين، ربنا يهونها ويفرجها يا رب، لأن الوضع شديد الصعوبة.
لا يحتمل
اليمنية ،رحاب العبادي هي أيضاً تقول لـ”يمن ديلي نيوز” إن حالها وحال أخواتها اليمنيات المقيمات في قطاع غزة، “لا يُحتمل” مناشدة الحكومة اليمنية العمل من أجل نقلهن من القطاع.
وقالت العبادي: نحن أخواتكم اليمنيات المتواجدات في قطاع غزة، نعيش تحت وابل القصف وخلف أسوار الحصار، وبين أنياب الجوع ومخالب التشرد. لا سند لنا إلا الله ثم أيادي أهل الخير وأصحاب الضمائر الحية.
وتابعت في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” أحوالنا تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والسماء تمطر علينا نارًا لا غيثَ. نناشدكم بكل ما بقي فينا من رجاء: أغيثونا، افتحوا لنا باب نجاة، ابحثوا لنا عن مخرج وعن أمل وعن حياة.
وأطلقت العبادي نداءً عاجلاً إلى الحكومة ورجال الأعمال وأصحاب المنابر الإعلامية، قائلة: إن استطعتم إخراجنا من هذه الأرض المحاصرة فلكم في رقابنا معروف لا يُنسى، وإن عجزتم فساعدونا بما تستطيعون: طعام دائم، كساء، أي شيء يحفظ ما تبقّى لنا من أرواحنا وكرامتنا.
واختتمت رسالتها باسمها وباسم أخواتها اليمنيات في غزة: يا حكام أمتنا، يا رجال الأعمال، يا أصحاب الإعلام، انقذوا بنات بلدكم، أخواتكم، فلذات أكباد وطنكم، قبل أن تُطفأ أنفاسهن بصمت في ظلام لا يسمعه أحد.
نعيش في خيمة
يمنيّة أخرى تدعى ،هناء مصلح غالب، مقيمة في قطاع غزة منذ 26 عاماً ،تحدثت لـ”يمن ديلي نيوز” عن معاناتها اليومية وسط الحرب والدمار.
تقول: أنا يمنيّة من محافظة تعز، متزوّجة من فلسطيني، ومن ضمن اليمنيات اللي يعشن في قطاع غزة في ظلّ الظروف الراهنة من حرب ومجاعة وأوضاع أنتم عالمون بها.
وتضيف: “نحن نعيش تحت القصف ليل نهار، نعيش بكرامة وعزّ، كنا نملك بيوتاً ومصدر رزق، لكن كلّها ذهبت. البيت ذهب، مصدر الرزق ذهب… الحمد لله على كل شيء”.
وتروي لـ “يمن ديلي نيوز” رحلة نزوحها من مدينة خان يونس إلى خيمة على شاطئ البحر، قائلة: “نزحت من خان يونس بعد أن فقدنا منزلنا، والآن أعيش في خيمة على الساحل. الظروف فعلاً صعبة، ومهما وصفت لكم، لن أستطيع أن أُظهر سوى واحد في المائة ممّا نشاهده ونعيشه يومياً”.
وكانت اليمنية “نوال عاطف” (أم حسين أبو الروس) المقيمة في قطاع غزة والمهتمة بشأن اليمنيات في القطاع أطلقت أمس عبر “يمن ديلي نيوز” نداء استغاثة للحكومة والخيرين بالتدخل لإنقاذ 17 أم يمنية، وعشرات اليمنيين العالقين في القطاع، بينهم أطفال وكبار سن، بعضهم يحمل الجنسية اليمنية وآخرون مجنَّسون.
وقالت: نحن اليمنيات عددنا 17 أم يمنية غير الرجال والأحفاد والأطفال، عددنا كبير، دمرت بيوتنا تماماً، فمن بين 17 بيت ليمنيين دمر 16 بيت بشكل كلي، نزحنا فوق خمس مرات والبعض ثلاثة وأربع مرات، وكلما رحنا منطقة يطلب منا الانتقال إلى مكان آخر.
وعبرت عن أملها في مساعدة اليمنيات في الخروج من غزة قائلة: “ساعدونا بما استطعتم، نريد الخروج، أرسلوا لليمنيين معونات بأي شيء يصبرهم على الوضع اللي هم فيه، لأن الوضع لا يحتمل.
مرتبط
الوسوم
اليمنيات العالقات في غزة
الاحتلال الاسرائيلي
الحرب الاسرائيلية على غزة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news