تواصل مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014، بناء جيش خاص يقوم على الولاء العائلي والانتماء الطائفي، متجاوزة المعايير المؤسسية للدولة، ومعتمدة على خليط من العقيدة المذهبية والمناطقية، ومشروعها التوسعي.
التحقيق الاستقصائي الذي أعدّه فريق “ديفانس لاين”، استناداً إلى وثائق حصرية ومصادر متعددة وتحليل محتوى إعلامي حوثي، يكشف تعيين وترقية آلاف العناصر الموالية للجماعة، بينهم متورطون في أعمال إرهابية وجرائم قتل واغتيالات، بالإضافة إلى قادة خلايا مرتبطة بإيران، مُنحوا مناصب عسكرية رفيعة وتزعموا تشكيلات قتالية عقائدية.
من “اللجنة الثورية” إلى “المجلس السياسي”
بدأت عملية إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية بقرارات أصدرها رئيس ما يسمى “اللجنة الثورية العليا” في 6 فبراير 2015، عقب إعلان دستوري علّق العمل بالدستور اليمني وجمّد البرلمان. واستمرت هذه العملية بعد تشكيل “المجلس السياسي الأعلى” في يوليو 2016، وتوسعت بشكل أكبر عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017.
تفضيل السلالة على الكفاءة
تحليل التعيينات العسكرية يبيّن أن الغالبية الساحقة من المناصب ذهبت لأسر هاشمية من صعدة وشمال الشمال، مع حضور محدود لعائلات من محافظات أخرى. ووفقاً للوثائق، عيّنت مليشيا الحوثي أكثر من 4 آلاف ضابط هاشمي بين 2015 و2019، في مواقع قيادية حساسة داخل الجيش.
وتكررت أسماء عائلات بعينها في قرارات التعيين، إذ تم تعيين 161 ضابطاً من بيت المؤيد، و114 من بيت الحمزي، و104 من بيت العيّاني، و96 من بيت الشريف، و90 من بيت الكبسي، و88 من بيت الشرفي، و85 من بيت الشامي، و79 من بيت المتوكل، و59 من بيت الهادي، و59 من الغرباني، و55 من بيت المحاقري، إضافةً إلى عشرات الضباط من بيوت المرتضى، الكبسي، الجحاف، الحمران، الديلمي، القاسمي، الكبسي، والكحلاني وغيرها.
نفوذ عائلي ممتد
تُظهر البيانات أن بعض هذه العائلات تمسك بمفاصل متعددة داخل البنية العسكرية والأمنية والتنظيمية للجماعة، مثل أسرة المداني التي تجمعها صلات مصاهرة بزعيم الحوثيين، وتوزعت مناصب أبنائها بين قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، والجهاز الأمني للجماعة، ووزارة الدفاع.
كما تضم القوائم أسماء من بيت الحاكم، الرزامي، العزي، الصماد، المشاط، والسراجي، إضافة إلى أسر نافذة في وحدات الحرس الجمهوري وألوية الصواريخ والقوات الخاصة.
وخلص التحقيق إلى البنية العسكرية الحوثية تقوم على الولاء السلالي والعائلي، في ظل تغييب كامل لمعايير الكفاءة والانضباط المؤسسي، ما يحوّل الجيش إلى أداة بيد الجماعة لتنفيذ أجندتها الطائفية والإقليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news