تخيل مكانًا يبدو وكأنه خرج من صفحات رواية خيال علمي، حيث تنمو نباتات فريدة لا مثيل لها في أي بقعة أخرى من العالم. هذه ليست بداية لقصة خيالية، بل وصف دقيق لجزيرة سقطرى اليمنية، الموطن الأصلي لنبات الصبار الشهير.
يؤكد موقع “جي فور فود” أن هذه الجزيرة النادرة، التي تقع قبالة السواحل اليمنية في المحيط الهندي، تتمتع بخصائص استثنائية جعلتها تحظى بلقب “الجزيرة الغريبة”. ويعود سبب هذه التسمية إلى تنوعها البيولوجي الفريد، الذي يشمل أكثر من 800 نوع من النباتات، ثلثها تقريبًا لا يوجد إلا بين سهولها وجبالها.
ويبرز من بين هذه النباتات الصبار، ذلك النبات العصاري ذو الأوراق السميكة، الذي اشتهر بفوائده العلاجية الاستثنائية. يتمتع هذا النبات بتاريخ طويل في الاستخدامات الطبية التقليدية، حيث يحتوي عصيره على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامينات أ، ج، هـ، وب12، بالإضافة إلى الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك.
ولا تقتصر فوائد الصبار على ذلك، فالجِل الشفاف الموجود داخل أوراقه يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى قدرته الفائقة على ترطيب البشرة وتسريع التئام الجروح.
وتكمن غرابة جزيرة سقطرى في عزلتها الجغرافية بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، مما جعلها مختبرًا طبيعيًا فريدًا للتطور البيولوجي. وتشكل أشجار التنين ذات التيجان الشبيهة بالمظلات، إلى جانب أشجار البخور والنباتات النادرة الأخرى، مشهدًا يخطف الأنفاس ويشبه لوحات فنية سريالية.
ولأهميتها البيئية الاستثنائية، أدرجت منظمة اليونسكو جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي عام 2008. ورغم صعوبة الوصول إليها، تظل هذه الجزيرة مقصدًا للباحثين والعلماء الذين يرون فيها نافذة نادرة على أسرار التطور الطبيعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news