تفاصيل حوار خاص مع وزير الخارجية اليمني الاسبق ابوبكر القربي ومضمون رسالته لصدام حسين

     
مراقبون برس             عدد المشاهدات : 121 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تفاصيل حوار خاص مع وزير الخارجية اليمني الاسبق ابوبكر القربي ومضمون رسالته لصدام حسين

حين دوّت طائرات "القاعدة" في سماء نيويورك، هرع وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي من برلين إلى صنعاء، للتعامل مع اللحظة التي غيرت وجه العالم، ودفعت الهجمات - ضمن تداعياتها الكثيرة- الرئيس علي عبد الله صالح، إلى الانخراط الكامل في الحرب الأميركية ضد الإرهاب، بعد ترتيب زيارة سريعة إلى واشنطن لإقناع الرئيس السابق جورج بوش، بأن اليمن ليس بؤرةً لـ"القاعدة".

في الحلقة الأولى من مقابلته مع "الشرق الأوسط"، يروي القربي الذي تولى منصبه في 4 أبريل 2001 وتركه في 2014، تجربته الطويلة وزيراً لخارجية بلد عاصف كاليمن.

يعود إلى الفترة الملتهبة بين تفجير تنظيم "القاعدة" المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" قبالة سواحل عدن في أكتوبر 2000، وغزو العراق، مروراً برسالته الأخيرة إلى صدام حسين الذي رفض اقتراحاً من صالح بالتعاون مع المطالب الأممية، قائلاً إن "هذه معركة كرامة الأمة وسندفع ثمنها". وفيما يلي نص الحلقة:

* أول استحقاق كبير واجهتموه كان هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن. أين كنت في ذلك اليوم؟ وكيف استقبلت الخبر؟

كنت في زيارة رسمية إلى برلين، وكنا على مأدبة غداء مع وزير خارجية ألمانيا في ذلك الوقت، وفوجئنا بالخبر. كنا نستعد لرحلة على النهر ولحفل استقبال دعوت إليه شخصيات ألمانية والسفارات العربية وغيرها، وفوجئنا بالخبر المزعج فتسمرنا أمام التلفزيون نتابع ما يجري، وقررنا إلغاء الحفل.

* كيف استقبل الرئيس علي عبد الله صالح خبر هجمات 11 سبتمبر؟

لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال لأنني لم أكن موجوداً (في اليمن) حينها. لكن فيما بعد، القضية كانت مزعجة جداً لنا، خصوصاً بعد حادثة "كول" في عدن. عندما حدث ذلك، وضع اليمن على أنه بؤرة لـ"القاعدة" وللإرهاب، وبالتالي كنا نقيّم تبعات الحادث في نيويورك على النظرة إلى اليمن.

* عندما رجعت من ألمانيا التقيت الرئيس، وكان هذا الموضوع البند الأول في المناقشات. هل كان يعدّه خطراً وقد يرتب على اليمن تبعات؟

نعم بكل تأكيد، ليس فقط على اليمن، إنما على المنطقة كلها. ولكن كنا ننظر كيف نجنب اليمن تبعات ما يجري، ولهذا كانت أول خطوة اتخذناها هي ترتيب زيارة سريعة للأخ الرئيس إلى واشنطن، وكان هو من أول القادة الواصلين إلى واشنطن في نوفمبر من ذلك العام، والتقى بالرئيس جورج بوش.

"مواجهة" صالح وبوش في البيت الأبيض

* كيف كان اللقاء بين الرئيسين؟

يمكن أن أصفه بأنه نوع من المواجهة من قبل الرئيس لإقناع الرئيس بوش بأن اليمن ليس بؤرة للإرهاب، وبالتالي لا يتحمل تبعات حادثة 11 سبتمبر.

* هل اتهمه بوش؟

لا، لم يتهمه. أشار الرئيس بوش إلى أنهم حريصون على محاربة الإرهاب، وأهمية دور اليمن في محاربة الإرهاب، وأن هناك إرهابيين في اليمن. وأعتقد في نهاية المطاف، فإن الرئيس صالح احتوى الموضوع بقوله إن اليمن سيكون شريكاً مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وبدأت العلاقة...

لقاء جورج دبليو بوش وعلي عبد الله صالح بعد 11 سبتمبر بأسابيع

لقاء جورج دبليو بوش وعلي عبد الله صالح بعد 11 سبتمبر بأسابيع

* هل طلب من اليمن طلبات محددة؟

في ذلك الوقت لا، لكن فيما بعد اعتقد أن الهدف الرئيسي كان كيف يتم التعاون في مكافحة عناصر «القاعدة» داخل اليمن.

* هل اتخذ اليمن إجراءات جدية آنذاك؟

بكل تأكيد. اتخذ إجراءات تعقب الجماعات التي ارتكبت حادثة تفجير المدمرة، واعتقلت الأجهزة الأمنية بعضهم. وبدأت تحقيقات معهم، وكانت الولايات المتحدة تطالب بأن تشارك في هذه التحقيقات، إلا أن اليمن رفض ذلك باعتبار أن هذه التحقيقات مسؤولية الحكومة اليمنية، ولكن يمكنهم أن يحضروا هذه التحقيقات، وإذا كانت لديهم أسئلة تطرح عبر المحققين اليمنيين.

* هل كشفت التحقيقات شيئاً مهماً يتعلق بالهجمات؟

حقيقة لا أذكر بالنسبة إلى هذا الجانب الأمني، لكن بكل تأكيد، كان هناك تبادل مجموعة من المعلومات بين الجهازين الأمنيين.

* انتظم التعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين، هل توقعت بوصفك وزير خارجية أن تخرج أميركا الجريحة في حملة تأديب تشمل أفغانستان، ثم تمتد إلى العراق؟

كنا ندرك تماماً أن الجرح الأميركي عميق من حادثة 11 سبتمبر، لكن لم أكُن أتوقع أن أميركا ستتسرع في الإجراءات التي اتخذتها. أعتقد أن التسرع ورّط أميركا في المراحل اللاحقة لهذا القرار.

* هل كان الرئيس صالح يشعر بأن أميركا مهمة جداً لكنها مقلقة سواء بوصفها خصماً أو حليفاً؟

نعم بكل تأكيد. الرئيس علي عبد الله صالح في زيارته إلى أميركا كان يدرك خطورة الموقف الأميركي على اليمن وعلى المنطقة، وهذا ظاهر في مواقفه بكثير من القضايا العربية؛ سواء القضية الفلسطينية أو العدوان على العراق فيما بعد. ولهذا حاولنا أن نتجنب أي مواقف تستفز الولايات المتحدة. كان همنا في ذلك الوقت أن نجنب اليمن المخاطر..

رسالة صالح الأخيرة إلى صدام

* هاجمت أميركا أفغانستان وأسقطت نظام طالبان، هل شعرتم بالقلق حين تبين أنها تندفع باتجاه غزو العراق؟

أعتقد هذا جاء بمرحلة لاحقة في 2003، وكان لأسباب أخرى غير مرتبطة بأفغانستان، ولكن أعتقد أنها في إطار شعور أميركا بأنها تريد مزيداً من الهيمنة على المنطقة، وسياستها ومصالحها والأحداث التي تدور في المنطقة بعد 2001.

كان هناك استهداف للأنظمة العربية، ولهذا جاءوا بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" وغيره من الأفكار المتعددة و"الفوضى الخلاقة" التي تبنتها (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة) كوندوليزا رايس. وكانت كل الدول العربية تشعر بقلق مما تقوم به أميركا في المنطقة.

ولهذا، حتى في الجامعة العربية، نحن بوصفنا وزراء خارجية في ذلك الوقت، كنا نرى كيف نرسل الرسائل إلى أميركا بأن العرب ليسوا كما يتوقعون. يقولون إنهم راعون للإرهاب وغير ذلك، وإن المجموعة العربية مع محاربة الإرهاب ومع الإصلاحات السياسية والاقتصادية في بلدانها.

* اقترب الغزو الأميركي للعراق، ماذا فعل الرئيس علي عبد الله صالح؟ وماذا فعلتم بوصفكم دولة يمنية؟

دورنا كان من خلال الجامعة العربية أولاً، إذ كان يهمنا أن يكون الموقف العربي موحداً في مواجهة العدوان الأميركي على العراق، وللأسف كان هناك انقسام في مواقف الدول العربية.

والخطوة الثانية كانت كيفية إقناع صدام حسين بتجنب تعريض العراق للعدوان الأميركي. وكنت أنا آخر من ذهب إلى العراق يحمل رسالة إلى صدام حسين، قبل نحو شهر ونصف الشهر أو شهرين من العدوان، لأبلغه بهذه الرسالة؛ يجب أن تحافظ على العراق وعلى إنجازاتك في العراق، وتجنبه العدوان.

* رسالة من الرئيس علي عبد الله صالح؟

نعم.

* وسلمتها للرئيس صدام حسين؟

نعم سلمتها للرئيس صدام حسين.

صدام حسين مستقبلاً القربي في بغداد عام 2001

صدام حسين مستقبلاً القربي في بغداد عام 2001

* ماذا كان رده؟

صدام حسين في رده لي قال: أولاً الشكر للرئيس صالح ودعمه وحرصه على العراق، ولكن قال إن هذه معركة كرامة الأمة، وعلينا أن ندفع الثمن دفاعاً عن كرامة الأمة. والرسالة إلى الرئيس صالح أنه يتمنى عليه أن يحافظ هو على الوحدة اليمنية.

* ماذا كان مضمون الرسالة؟ هل تضمنت اقتراحاً ليقوم به صدام حسين؟

أن يلبي مطالب الأمم المتحدة التي تتبناها أميركا طبعاً.

* ألم يُظهر مرونة؟

لم يبدِ استعداداً لهذا، وكان يعدّ ذلك مساساً بكرامة الأمة، أن يقوم العراق بقبول المطالب الأميركية في ذلك الوقت.

* بمَ شعرت بوصفك وزير خارجية حينما أجابك بأن هذه معركة الدفاع عن كرامة الأمة؟ هل شعرت بالخطر على العراق؟

بكل تأكيد. أولاً أنا بعدما تحدثت إليه بالصفة الرسمية، قلت له أريد أن أتحدث إليك بصفة المواطن العربي إلى قائد عربي، وقلت له: نحن ندرك أن هذه معركة كرامة الأمة، ولكنها أيضاً تتطلب الحكمة في مواجهة هذا العدوان، ولا نريد للعراق أن يخسر كل ما حققه الآن من تنمية وبناء المؤسسات وقدرات عسكرية... إلخ، وبالتالي المعركة لن تنتهي بالعدوان على العراق وقد ندفع ثمنها جميعاً بوصفنا عرباً. فقال: لكن، علينا في العراق أن نتحمل هذه المسؤولية.

* من التقيت أيضاً في بغداد؟

لم ألتقِ بغير الرئيس.

* نقلت رد صدام حسين إلى علي عبد الله صالح، فماذا كان تعليق الرئيس اليمني؟

الرئيس كان متألماً للرد، لأنه شعر بأن العراق سيتعرض للعدوان، وما ينتج عن هذا العدوان.

* بمَ يشعر وزير خارجية عربي حينما يلتقي بالرئيس صدام حسين؟

الشعور بأنك أمام قائد عربي حقق لبلده كثيراً من الإنجازات، لكن قرار السلم والحرب، كما هي الحال ربما في كل عالمنا العربي، مرتبط بشخص واحد. وأعتقد أن هذه القضية في كثير من الأمور التي نعاني منها، عندما تتخذ القرارات من شخص واحد من دون الأخذ بإسهام المؤسسات المعنية العسكرية والأمنية والسياسية في اتخاذ مثل هذا القرار.

* هل كان لديك مثل هذا الشعور حيال غزو الكويت، بأن التفرد بالقرار يقود إلى كوارث؟

بكل تأكيد، لأن كل القضايا التي تحدث الآن في عالمنا العربي هي المأساة نفسها.

* هل هذا الميل إلى التفرد نتيجة شعور القادة بأنهم مكلفون بمهمات تاريخية؟ هل كان علي عبد الله صالح متفرداً بالقرار؟

أحياناً كان متفرداً، لكن أعتقد أن هذا كان بعد تجربة الحكم والخلافات والحروب التي وقعت. بدأ بتجربة الحوار الوطني لكي يوحّد القوى السياسية، ويكون هناك شركاء في اتخاذ القرار، لكن تظل هناك أحياناً قرارات فردية.

* هل قال علي عبد الله صالح شيئاً عن صدام حسين، إنه عنيد أو متفرد...؟ هذه مسائل للتاريخ.

لم يقُل هذا الكلام صراحة، لكن أعتقد أنه شعر بأن صدام حسين أخطأ بهذا القرار.

* بدأ غزو العراق، كيف كان مزاج علي عبد الله صالح، وأنت وزير خارجية يجب أن تتصرف؟

حينها كانت هناك أشهر من النقاش قبل العدوان في الجامعة العربية وبين الدول العربية، وكانت هناك مجموعة من الدول العربية التي تحاول أن تحد من هذا العدوان، وهناك دول، لا أريد أن أقول مشجعة، إنما لا تريد أن تدخل في موقف ضد الموقف الأميركي. كنا، في اليمن نعد أنفسنا للعدوان بأنه سيحدث، وبالنسبة إلينا اعتبرناه كارثة، لذلك أرسل الرئيس أكثر من مبعوث قبل أن أذهب أنا مباشرة قبل العدوان.

* انهار نظام صدام حسين، هل خشي علي عبد الله صالح على مصيره؟

لا.

* لكنه شعر بالقلق عندما شاهد صدام حسين يعدم، وقال كلاماً علنياً، هل تذكر ذلك؟

أذكر، وكنت يومها في عمان ولم أكن في صنعاء، أن هذا الحدث كان له تأثير شديد على علي عبد الله صالح. أولاً بالإعدام الذي تم يوم العيد، وشعور الرئيس صالح بأن هذا فيه نوع من روح الانتقام والحقد الشديد على صدام حسين، لأننا كنا نتمنى أن تكون المحاكمة عادلة، وأن يكون الحكم وتنفيذه أكثر إنسانية.

* نقل عنه قوله في قمة عربية، وكنت تشارك في القمم بحكم منصبك، إنه "حين يحلق جارك بلّ دقنك"، وهذا ما حصل لصدام حسين قد يحصل لآخرين.

ما قاله هو "قبل أن يحلقوا رأسك احلق رأسك أنت"، وكان يقصد أنه قبل أن يفرض عليك الآخرون، اتخذ أنت القرار بإصلاح الأمور.

صالح وصدام: "كيمياء" خاصة

ما سر هذه العلاقة الشخصية القوية بين علي عبد الله صالح وصدام؟ هل هي مشاركة اليمن في الحرب العراقية - الإيرانية؟

أعتقد أن المشاركة جاءت بناء على علاقة قوية سابقة بين الرئيسين. شخصياً أعتقد أنهما شخصيتان اتسمتا بالموقف القومي، وبموقف واضح من إسرائيل ومما تقوم به في فلسطين. كيمياؤهما كانت متوافقة وكانا قريبين بعضهما من بعض.

صدام حسين وعلي عبد الله صالح خلال قمة عربية استثنائية في بغداد قبل غزو الكويت بـ3 أشهر - Getty

صدام حسين وعلي عبد الله صالح خلال قمة عربية استثنائية في بغداد قبل غزو الكويت بـ3 أشهر - Getty

* هل كان صدام حسين يساعد اليمن؟

لا أستطيع أن أقول شيئاً في هذا، لأنني ليس لي علم.

* لأن اليمن انخرط في اللقاء مع مصر والأردن والعراق في المجلس العربي؟

نعم.

* هل تعتقد أن هذا المجلس كان الهدف منه تغيير التوازنات في المنطقة؟

أعتقد أنه من المؤسف أن العالم العربي تعرض لأزمات كثيرة. وكان كل واحد يعتقد أنه باجتهاد تشكيل مجالس متعددة.. إما يهرب من العمل العربي المشترك، أو يفعّل للعمل العربي المشترك. لم يتحقق شيء من هذا، لأن هذه المجالس لم تحقق شيئاً على أرض الواقع.

علاقة مميزة مع الملك عبد الله

* بمن كانت للرئيس صالح علاقات قوية في تلك المرحلة، من الرؤساء والملوك؟

أعتقد من القادة العرب، بعد توقيع اتفاقية الحدود مع المملكة العربية السعودية، كانت العلاقة مع الملك عبد الله متميزة جداً والثقة عالية جداً.

وبعد تعييني وزيراً للخارجية، استطعت مع الأمير سعود (الفيصل) أن نرى كيف نترجم هذه الثقة بدعم اليمن مع وزراء آخرين من دول عربية، خصوصاً وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد.

جمعت صالح علاقة قوية بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز

جمعت صالح علاقة قوية بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز

هذه كلها جعلت العلاقة مع المملكة علاقة خاصة جداً ولفترة طويلة، إلى ربما 2008 عندما توقفت الحرب مع الحوثيين، وكانت السعودية طرفاً فيها. وهناك من نقل معلومات خاطئة إلى المملكة عن موقف الرئيس صالح من وقف الحرب، وبدأت العلاقات تتوتر قليلاً.

هذا بالنسبة إلى الشخصيات العربية التي كانت أقرب إليه في تلك الفترة. من القادة الآخرين أعتقد ملس زيناوي، رئيس وزراء إثيوبيا، كانت له علاقة جيدة بالرئيس صالح. أولاً العلاقة التي كانت لهما شراكة فيها وهي موقفهما من إريتريا، واعتبارها تهديداً للاستقرار في المنطقة عندما هددت الجزر اليمنية، وحربها مع إثيوبيا أيضاً.

* أسياس أفورقي رئيس إريتريا؟

كانت علاقته طيبة به، لكن بعد حادثة الجزر توترت، ومع ذلك بعد أن حلت المسألة ودياً دخلنا نحن في اليمن لنحاول أن نرمم العلاقة بينهم وبين إثيوبيا، وذهبت أنا إلى البلدين مرات عدة لنحاول أن نوفق بينهما.

* هل كانت هناك علاقة مع حافظ الأسد؟

أثناء رئاستي لوزارة الخارجية، كانت العلاقة محدودة.

* خلال الأحداث التي عاشتها سوريا، كنتم مؤيدين لموقف السلطة السورية ضد المعارضة؟

هذه من الأمور التي كان صالح، سواء في العراق أو سوريا، يرى أن التدخل الخارجي في أي بلد عربي، في النهاية، يدمر ذلك البلد.

* كيف كانت العلاقة بين صالح والقذافي؟

فيها نوع من المماحكة السياسية. تعرف أن القذافي كان يعتقد أنه، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، هو المكلف بأخذ الموقف الناصري والدفاع عن القومية العربية... إلخ، وكان صالح يرى أنه يبالغ في هذا الموقف بأنه القائد العربي.

* كان صالح ظريفاً، هل كان يسخر من القذافي في مجالسه؟

لا. لا أعتقد أنه كان يسخر، لكن كان ينتقد بعض مواقفه؛ مثل دعواته إلى الوحدة العربية بعد التجربة التي مرت بها الأمة العربية.

* لماذا ساعد القذافي الحوثيين؟

لا أدري ما هدفه، لكن ربما نوع من الضغط على صالح، أو نوع من الضغط على المملكة العربية السعودية.

* هل قدم القذافي أسلحة للحوثيين أم أموالاً؟

لا توجد لدي معلومات، هو كان على تواصل معهم.

بوتين والصين.. بوابة السلاح والاستثمار

* رافقت الرئيس صالح في رحلات بهذا العالم، منها رحلة في زيارة فلاديمير بوتين، كيف كانت هذه الرحلة؟

في الجانب الشخصي بين الاثنين، كانت العلاقة في منتهى الودية. وكان الرئيس بوتين يدرك الوضع السياسي الذي فيه صالح. كانت الزيارة في 2008، وكانت قد بدأت المشاكل مع الحوثيين وغيرهم. واليمن كان يعتمد في تسليحه على روسيا. كان هناك تعاون مع الرئيس بوتين لتلبية احتياجات اليمن، وكان هناك عرض عسكري في الوقت نفسه لأسلحة حديثة في روسيا، وأخذ الرئيس بوتين معه الرئيس صالح إلى العرض العسكري والمعرض والاستعراض، أي كان واضحاً أن الرئيس بوتين يعتبر صالح من الرؤساء العرب القريبين منه، ومن موسكو.

* أعجب صالح بالرئيس بوتين؟

جداً.

صالح وبوتين خلال لقاء في 2002

صالح وبوتين خلال لقاء في 2002

* ماذا قال عنه؟

أعتقد قال إنه سيعيد لروسيا دورها السابق.

* بمن أعجب؟ كان صديقاً لصدام حسين وأعجب ببوتين، ألم يعجب بالزعماء الغربيين؟

أعتقد ربما الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، وجورج بوش إلى حد ما. الرئيس التقاه أكثر من مرة، حتى إن الرئيس بوش في إحدى الزيارات أخذه لزيارة المنطقة التي يعيش فيها بالبيت الأبيض. لكن إجمالاً كان اهتمامه (صالح) الأكبر بالعالم العربي.

* الصين.

الصين كانت مهمة بالنسبة له، وكانت واحدة من آخر زياراته إلى الصين وكنت معه، وكان يحاول فيها أن يفتح الباب أمام الصين للاستثمار في اليمن، وفعلاً كان هناك استعداد من الصين؛ لكن جاءت الأحداث.

* هل كان يشعر بأهمية التجربة الآسيوية في هذا النهوض الاقتصادي؟

هذه أحد الأشياء التي نوقشت، وكانت الصين مستعدة لإدخال اليمن ضمن طريق الحرير الذي كانت تخطط له، أن يكون اليمن محطة من محطاته، ووافقوا على تقديم مليار دولار بوصفها قرضاً لليمن لمشاريع، وكان الخلاف بعدها حول كيفية تسديد هذا المبلغ، والبرلمان للأسف عطل المشروع في ذلك الوقت.

وزراء الخارجية العرب في ذاكرة القربي

* تجربة مَن من وزراء الخارجية العرب استوقفتك؟

أولاً طبعاً رحمه الله الأمير سعود الفيصل.

* ماذا تقول عنه؟

أقول عنه أولاً إنه تميز بالحكمة وتميز بالصبر عندما يسمع شيئاً لا يريحه، ويحاول دائماً الوصول إلى توافق للحلول. من الشخصيات الأخرى يوسف بن علوي أيضاً. قليل الكلام ولكن عندما يتكلم يسهم في بلورة الحل. الآخرون أيضاً مصطفى عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان، أيضاً شخصية رائدة كانت معنا في قضية العراق، حرب العراق الثانية. علي التريكي كان قومي الانتماء، وكان أيضاً من الذين يتصدون لبعض المواقف التي كان القذافي يتبناها.

* هل عرفت، مثلاً، وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم؟

عرفته نعم وهو مثقف. أذكر دائماً في إحدى زياراتنا للقاهرة، كنا في حفلة عشاء، قام يعزف على العود ويغني لنا.

* هل تعاملت مع عمرو موسى؟ وكيف كانت تجربتك معه؟

نعم. أنا كنت أولاً من المعجبين بعمرو موسى وهو وزير خارجية لمصر، لأنه كان يتصدى لمواقف كانت أحياناً تتعارض مع رئاسة الجمهورية، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقفه منها.

وعندما عرفته في الجامعة العربية زاد إعجابي به، وأعتقد أنه من أفضل الأمناء العامين الذين عرفتهم الجامعة العربية على الأقل في عهدي، ليس بوصفي وزير خارجية؛ إنما من خلال متابعتي للجامعة العربية. كان دائماً متمسكاً بالثوابت العربية. طبعاً الجامعة العربية للأسف الشديد خاضعة لقرارات وزراء الخارجية وللدول المؤثرة بالذات، وكثير من القرارات التي تصدر منها لا يتحمل مسؤوليتها الأمين العام، إنما يتحمل مسؤوليتها وزراء الخارجية.

* أنت طبيب، لكن من تحب من الشعراء العرب؟

القدامى، والمتنبي.

* لماذا تحب المتنبي؟

لأن في أشعاره كثيراً من القيم المهمة والوقائع التي تمثل بالنسبة إليّ حكماً.

هذه المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"

تصنيفات

اليمن

قصص قد تهمك

سياسة

السوداني لـ"الشرق الأوسط": رغبة إيرانية جادة باتفاق مع أميركا

سياسة

إريك ترمب لـ"الشرق الأوسط": الزيارة تؤكد شراكة الخليج في أمن واستقرار الإقليم والعالم

سياسة

المبعوث الأممي للسودان لـ"الشرق الأوسط": التسليح يُغذي الأوهام العسكرية

سياسة

طارق صالح لـ"الشرق الأوسط": لن نقبل باليمن ساحة لتصفية حسابات أو جزءاً من صفقات خارجية

الأكثر قراءة

دفاع

لا مفر لطائرات B-21 وF-22 الأميركية.. الصين تطور صاروخ جو-جو بمدى 1000 كيلومتر

1

حول العالم

انفجارات عنيفة تهز قاعدة العند الجوية جنوب اليمن

2

فن

وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاماً

3

صحة

المشي والصحة الجيدة.. دراسة توضح تأثير عدد الخطوات

4

سياسة

القربي لـ"الشرق الأوسط": نقلت رسالة أخيرة إلى صدام فقال لي "هذه معركة كرامة الأمة"

5

أخبار على الماشي

سياسة

السوداني لـ"الشرق الأوسط": رغبة إيرانية جادة باتفاق مع أميركا

قال إن حكومته "احتوت انفعالات" الفصائل خلال الحرب.. وأكد أن العلاقات مع السعودية "في أفضل حالاتها"

time reading icon

دقائق القراءة - 33

شارك

تابع آخر الأخبار على واتساب

نُشر:14 يوليو 2025 17:22

آخر تحديث:14 يوليو 2025 18:02

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025 - الشرق الأوسط

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025 - الشرق الأوسط

بغداد-

غسان شربل

في الشهور الماضية، اجتاز العراق استحقاقين صعبين. لم ينزلق إلى نار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية وتبعات الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وكان قاوم قبل شهور إغراء التدخل لإنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا.

بعد عبور الاستحقاقين، يتطلع العراق إلى استحقاق ثالث هو الانتخابات المقررة في نوفمبر التي ستقرر شكل البرلمان واسم رئيس الوزراء. حملنا هذه الأسئلة وغيرها إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:

* هل لديك انطباع أننا أمام توازنات جديدة في المنطقة بعد ما حصل في غزة ولبنان وسوريا وإيران؟

- بالتأكيد. بعد أحداث 7 أكتوبر (2023) وما تلاها من عدوان على لبنان، والتغييرات التي حصلت في سوريا، ومن ثم العدوان على إيران، تبرز هذه التكهنات حول مستقبل المنطقة في ظل هذه التطورات التي لا تزال مستمرة. لا يزال العدوان مستمراً على غزة وعلى لبنان، وما زال الحديث عن ترتيبات الوضع في غزة، وأيضاً التوغل الإسرائيلي في سوريا. كذلك نحن نتحدث عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبالتالي لسنا أمام مسار سياسي ثابت لشكل المنطقة وتوازناتها وعلاقاتها.

هذه التطورات تدفع بهذا الطرح والتساؤل المهم الذي يستوجب رؤية واضحة: ماذا نريد لهذه المنطقة الحساسة على كل المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، والتي شهدت لأول مرة حرباً كادت تتوسع لتكون حرباً شاملة في كل المنطقة لا تقتصر على اعتداءات بين إيران وإسرائيل؟

العراق جزء من الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة. وفي الوقت الذي يضع مصلحة العراق والعراقيين كأولوية في هذه التطورات، هو أيضاً جزء فاعل في المنطقة ولا يقف متفرجاً، بل يسعى بعلاقاته ومصالحه مع دول المنطقة إلى بلورة موقف يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار، وخصوصاً أننا ضد الحروب التي اكتوينا بنارها طيلة عقود ماضية.

* ماذا فعلت حين انطلقت الغارات الإسرائيلية على إيران؟

- الكل كان يتوقع أنه سيكون هناك تصعيد وحرب قادمة وضربات متبادلة. كانت قراءة كل دول المنطقة، والعراق جزء من المنطقة. بعد بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، والذي شهد خرقاً للأجواء العراقية، فإن هذا الحدث المهم يورط العراق في هذه الحرب وفي الاعتداء على دولة جارة، وهو ضد دستورنا وثوابتنا السياسية في عدم السماح لأي جهة أو دولة أن تستخدم الأجواء أو الأراضي العراقية كمنطلق للاعتداء على الآخرين.

كان أمامنا أن نثبت موقفنا الرافض على المستوى الدبلوماسي الدولي، فقدمنا شكوى لمجلس الأمن الدولي، وقمنا باتصالات لدعم هذا الموقف من الخرق، وأيضاً استنكار العدوان على دولة جارة بداعي أنها حرب وقائية أو خطوة وقائية في حين أنه عدوان واضح على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.

والجزء الأهم كان كيف نحافظ على الأمن الداخلي والموقف السياسي والموقف الوطني تجاه هذه الأزمة. وهذا ما نجحنا فيه ولله الحمد، ببلورة موقف وطني واحد رافض للعدوان ولانتهاك السيادة والأجواء العراقية، ويدعم مواقف الحكومة في الحفاظ على مصالح العراق والعراقيين، والنأي بالعراق عن الانزلاق في هذه الحرب. هذا كان موقفاً مهماً على المستوى الداخلي.

خرق الأجواء العراقية

* هل ساعدتكم الولايات المتحدة في هذا السياق؟

- الولايات المتحدة كانت حريصة على أن يكون العراق بعيداً عن هذا الصراع؛ لذلك كان لدينا تواصل مستمر، خصوصاً في مسألة خرق الأجواء وضرورة أن يكون هناك دور للولايات المتحدة؛ لأنها جزء من التحالف الدولي مع العراق لمواجهة الإرهاب، وطيلة عشر سنوات كان يفترض أن يكون هناك دعم لمنظومة الدفاع الجوي لكي نحافظ على أجوائنا بعيداً عن خرق أي جهة.

* ماذا طلبت إيران من العراق خلال الحرب؟

- لم يكن هناك أي طلب، إنما كان العراق هو المبادر بتوضيح الموقف وخطورته ونقل الرسائل بين مختلف الأطراف لإيقاف هذه الحرب والعودة إلى المفاوضات. كان عندنا تواصل مستمر مع الرئاسة ومع كل القنوات في إيران. كانت عملية مستمرة. كان هناك مسار مفاوضات كانت من المؤمل أن تكون يوم الأحد، فحصل العدوان صباح الجمعة.

كان توجه العراق الدفع للعودة إلى المفاوضات وإيقاف الحرب. كانت وجهة النظر الإيرانية أنه كيف نذهب إلى التفاوض والعدوان مستمر. كان حديثنا واتصالاتنا مع دول المنطقة والولايات المتحدة حول هذه الجزئية؛ أن هناك استعداداً للجلوس على طاولة التفاوض بشرط إيقاف العدوان. هذا كان الموقف الإيجابي لإيران في تلك الساعات في بداية العدوان.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025

احتواء "انفعالات" الفصائل

* هل كانت عملية إدارة العلاقات مع الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران صعبة في الداخل؟

- بالتأكيد، كانت تحتاج إلى جهد. تفضلت بإشارة مهمة أنه طيلة العامين الماضيين مرت المنطقة بأحداث ساخنة للمرة الأولى في تاريخها. والعراق مستقر ولله الحمد، بعدما كانت -قبل وقت قريب في عهد الحكومة السابقة- المنطقة مستقرة والعراق ملتهباً في أحداث داخلية واعتداءات.

نحن أمام واقع ومسار ومنهج عمل ساهم في احتواء كل الانفعالات وبرمجتها باتجاه مواقف سياسية متزنة بعيداً عن الانفعالات. لم نسمح لهذه الانفعالات أن تتطور إلى أفعال تؤثر على الدولة وأمنها واستقرارها. هذا كان عبر جهد سياسي وأمني أيضاً للحفاظ على هذا الموقف.

* هل لديك شعور بأنك طبقت شعار "العراق أولاً"؟

- بكل ثقة نعم. لم يكن شعاراً رفعناه في البداية، وإنما كان منهجاً وعقيدة نؤمن بها أن العراق أولاً، وكرامة العراق والعراقيين هي أولويتنا في سياستنا الداخلية والخارجية.

* هل لديكم خشية من جولة جديدة بين إسرائيل وإيران؟

- نعم؛ لأن الكل يعلم أن نتنياهو لم يلتزم بأي هدنة لا في غزة ولا في لبنان. ومن الطبيعي أنه ممكن أن يقدم على المزيد من العدوان على إيران. سياسته ومنهجيته واستراتيجيته إبقاء المنطقة في حالة من الحرب حتى يحافظ على وضعه السياسي.

* هل خشيتم من أن يرتبك النظام في إيران وتطول الحرب، واتخذتم إجراءات للتعايش مع نزاع طويل أو مع اضطراب إيراني؟

- إيران دولة مهمة في المنطقة. ومن يسعى من خلال حرب الـ12 يوماً إلى إسقاط النظام، فبالتأكيد ارتدادات هذا الأمر ستشمل كل المنطقة. ومن الطبيعي أن يكون هناك قلق على استقرار المنطقة واستقرار أي دولة مجاورة. لا يمكن أن ترى حريقاً في دولة مجاورة وتتفرج عليه، ولا تتوقع أن تصل إليك النار. هذه منهجيتنا مع الكل، سواء كان مع إيران أو مع باقي دول الجوار.

ما نؤمن به في هذه المرحلة هو أن ندفع باتجاه الاستقرار والأمن والسلام والتفاهم، فكان مصدر قلقنا أن هذه التداعيات تؤثر على استقرار المنطقة. لكن على المستوى الداخلي كنا على ثقة بقدراتنا بفهم ووعي القوى السياسية والشعب العراقي لأهمية أن نحافظ على الأمن الداخلي وعلى النظام السياسي مستقراً وسط هذه الأحداث والتطورات.

* ماذا استنتج الجيش العراقي من هذه الحرب؟

- هذا الآن محل بحث ودراسة. لا أعتقد فقط من الجيش العراقي، وإنما كل جيوش المنطقة. نحن أمام لون جديد من هذه الحروب تستخدم فيه التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي علينا أن نكون بمستوى هذا التطور وهذه التقنيات حتى نتمكن من الحفاظ على أمن واستقرار بلدنا.

* من دمّر الرادارات العراقية بعد انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية؟ وهل هناك تحقيق ونتائج؟

- تحقيق من قبل لجنة فنية مختصة، وأتابع هذا التحقيق باستمرار. هذا اعتداء واضح استُخدمت فيه طائرات مسيّرة. وتعرف أنه ليس من السهولة كشف هذه الطائرات. اليوم هي تقنية تستخدم في الاعتداءات وفي إثارة الوضع الأمني. لكن بالتأكيد لن يمر هذا الأمر مرور الكرام.

استُهدفت قواعد في الناصرية وأصيبت بأضرار طفيفة. لكن حصل ضرر في منظومة الرادار في التاجي، وباقي المواقع تصدت الدفاعات الجوية وأسقطت هذه الطائرات. سنصل إلى النتيجة، وسيحاسب المنفذ أياً من كان.

* هل انطلقت المسيّرات من داخل الأراضي العراقية؟

- لا يزال التحقيق جارياً، حتى أننا استعنَّا بالتحالف الدولي؛ لأن هذه قضايا فنية دقيقة جداً لتحديد منطقة الانطلاق والمسافة التي انطلقت منها. هذه كلها تفاصيل حتى تصل إلى تحديد المتورط في هذا الاعتداء.

فرص الاتفاق الأميركي - الإيراني

* الرئيس ترمب يحب نظرية "الصفقة"، فهل لنا أن نتخيل صفقة أميركية - إيرانية في المرحلة المقبلة؟

- متوقع. الرئيس الأميركي صاحب مبادرة في احتواء الحرب الأخيرة. والعراق أيّد هذا التوجه، وكانت هذه المبادرة سبباً في تحقيق هذه الهدنة وإيقاف هذه الحرب المدمرة. ونأمل أن يستمر هذا الدور، خصوصاً من خلال المفاوضات الثنائية حول الملف النووي، لينتج هذه الصفقة أو الاتفاق الذي يؤسس لاستقرار منطقة حيوية مثل منطقة الشرق الأوسط.

* هل استنتجت من كلامك مع المسؤولين الإيرانيين أن هناك رغبة إيرانية حقيقية في التوصل إلى اتفاق مع أميركا؟

- نعم، انطباعنا من خلال سلسلة الاتصالات واللقاءات أن هناك رغبة جادة من الدولة في إيران للوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها، وأيضاً مخاوف المجتمع الدولي؛ لأنه لا يوجد قرار في إيران على المستوى الديني والرسمي بامتلاك السلاح النووي الذي هو هاجس دول العالم. إذن الطريق سهل للوصول إلى تفاهم ينهي هذا الملف الذي كان أساس هذا التوتر والتصعيد في المنطقة.

العلاقات مع سوريا الجديدة

* لماذا لا تبدو العلاقات طبيعية تماماً حتى الآن مع سوريا؟

- بالعكس، أنا أجدها طبيعية وفي مسارها الصحيح. منذ اليوم الأول كان موقف العراق واضحاً في احترام خيارات الشعب السوري وما حصل من تغيير. يمكن بعد فترة وجيزة التواصل الرسمي، وأرسلنا وفداً وبدأت الاتصالات والزيارات المتبادلة ولقاء الدوحة، ولا يزال التواصل حتى اليوم مستمراً تجاه مختلف الأحداث، وبيّنَّا مخاوفنا.

* مخاوفكم من ماذا؟

- مخاوفنا هي عبارة عن نصائح؛ لأن تجربة سوريا شبيهة بتجربة العراق بعد 2003. هذا التنوع الموجود في سوريا هو نفس التنوع الموجود في العراق... فأولاً أن تكون هناك عملية سياسية شاملة تستوعب الجميع وتضمن حقوقهم والحفاظ على متبنياتهم ومعتقداتهم. كذلك أن يكون هناك موقف واضح ضد التطرف والإرهاب والعنف، وأن يكون هناك موقف واضح أيضاً من "داعش" الذي يمثل خطراً، ليس فقط على سوريا، وإنما على كل دول المنطقة. كذلك أن نرى سوريا موحدة، وألا يُسمح بأي تدخل أجنبي أو وجود على الأرض السورية؛ لأن سوريا قوية موحدة هي قوة للعراق ولدول المنطقة. هذه كلها تصب في صالح الشعب السوري.

أيضاً استعدادنا للتعاون الاقتصادي. ما بين العراق وسوريا جغرافيا وتاريخ ممكن أن نؤسس عليهما لمزيد من التعاون وتطوير العلاقة الثنائية. بدأنا بدراسة إحياء أنبوب النفط العراقي - السوري لنصل إلى البحر الأبيض المتوسط في بانياس.

أبدينا استعدادنا للمساهمة في إعمار سوريا أيضاً من خلال مؤتمر. اليوم العراق يترأس القمة العربية والقمة العربية التنموية، وبالتالي فهو معنيّ بكل قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها سوريا. طرحنا مبادرة أُقرّت في "إعلان بغداد" لإقامة مؤتمر حوار وطني لكل المكونات في سوريا.

بالتالي العلاقة تسير في هذا الاتجاه، فضلاً عن التنسيق الأمني المتواصل، ولجنة التنسيق كان لها يوم الأربعاء الماضي اجتماع بين القيادات الأمنية العراقية والسورية لتأمين الحدود.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في بغداد. 14 يوليو 2025

* هل أنتم مرتاحون للتعاون السوري في التنسيق الأمني؟

- نعم. في هذا المستوى هناك ارتياح لدى الجانبين إزاء مستوى تبادل المعلومات والتنسيق الأمني بما يكفي لأمن العراق وسوريا، خصوصاً مع وجود نشاط ملحوظ لـ"داعش"، الذي نشط مؤخراً واستولى على عدد كبير من أسلحة الجيش السوري، وهو يسعى إلى القيام بنشاطات كان آخرها العملية الإرهابية في إحدى كنائس دمشق؛ لذلك لدينا مصلحة مشتركة للمزيد من التنسيق الأمني.

* هل أثرتم مع الجانب السوري أيضاً موضوع المقاتلين الأجانب الذين شاركوا في إسقاط نظام بشار الأسد؟

- كانت من ضمن الملاحظات مسألة تجنيس الأجانب، وأعتقد هذه قضية تحتاج إلى مراجعة، وفيها تحفظ من الداخل السوري قبل أن يكون من الخارج. هذه الجوانب أوضحناها بكل صراحة وشفافية حرصاً على استقرار سوريا؛ لأننا مررنا بتجارب بعد 2003 كنا على درجة من الحرص على أن تتجنب الإدارة الجديدة الأخطاء التي وقعنا فيها.

* هل كنت تفضّل لو أن سوريا لا تزال تحت سلطة بشار الأسد؟

- هذا ليس رأيي أنا، وإنما رأي الشعب السوري. هو من يقرر ما هو النظام المناسب للدولة السورية.

* هل يمكن أن نرى الرئيس أحمد الشرع قريباً في بغداد، أو نراكم في دمشق؟

- هذه تخضع للظروف.

خطأ الأسد

* متى عرفت أن نظام بشار الأسد انهار؟

- سوريا تعرضت إلى سنوات من المعاناة والاضطراب وعدم الاستقرار. بعد أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من عدوان على لبنان، قراءتنا كانت أن المنطقة ستشهد حالة من الفوضى والارتباك والخلل الأمني. الخاصرة الرخوة كانت سوريا بحكم أن مساحات لم تكن تحت سلطة النظام في حينه، فكان تحركنا ضمن تواصلنا الإقليمي أنه كيف نحافظ على استقرار سوريا منعاً لانهيار الوضع الأمني واستغلاله من قبل عصابات "داعش" الإرهابية، وهذا الخطر الحقيقي.

هذا كان أحد هواجس دول المنطقة، وخصوصاً العراق وتركيا. لذلك بدأنا بمبادرة للتقريب بين تركيا وسوريا من أجل حلحلة بعض الملفات التي تساهم وتدعم الاستقرار. هذا كان في وقت مبكر، واستمرت هذه المحاولات، وكانت هناك رغبة جادة وواضحة من تركيا، وأيضاً قبول حذر من سوريا. محاولات عدة لكن للأسف لم تثمر عن خطوة إيجابية.

* هل أخطأ الأسد بعدم اللقاء مع أردوغان؟

- بتقديري نعم. وهذه ليست محاولة فقط من العراق. حسب ما سمعت من قادة دول المنطقة الأشقاء فإنهم كلهم حاولوا في هذا الاتجاه لتحقيق لقاء ونوع من التهدئة على مستوى المناطق الحدودية التي كانت مضطربة. كان هذا بتقديرنا خطأ. كان يُفترض أن يساهم (اللقاء) في التهدئة وخلق أجواء مصالحة مع كل الجهات الموجودة في الداخل السوري بدلاً من حالة الاضطراب والمواجهة التي لم تخدم أي طرف.

* هل تبين أن المفاتيح لحل الأزمات في المنطقة هي بيد الولايات المتحدة التي كان يقال إنها ترغب في الابتعاد عن الشرق الأوسط للتفرغ للخطر الصيني؟

- تبقى الولايات المتحدة دولة مهمة في علاقاتها مع دول المنطقة، لكن بالتأكيد الدور الأكبر هو لدول المنطقة التي تحدد مصالحها ومسار العلاقات فيما بينها. لا يمكن أن تكون هناك وصفة جاهزة لدول المنطقة لكي تحقق الاستقرار والسلام المستدام. أهل المنطقة أولى بأن يكون بينهم حوار قائم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، وأن يكون الحوار والتفاهم هو الأسلوب بدلاً من السعي للدخول في حرب أو إقصاء يهدد الآخر. لا يمكن أن تكون لغة الحرب هي الكفيلة بتحقيق هذا الاستقرار.

* أريد أن أسأل عن علاقات العراق بدول الإقليم، كيف تصفون علاقتكم بتركيا؟

- علاقة قائمة على فهم ووعي بأهميتها، على المستوى الجغرافي والتاريخي والمصالح المشتركة والفرص أمامنا كبلدين جارين مسلمين في منطقة مهمة. بدأنا بالتأسيس لانطلاقة حقيقية لهذه العلاقة من خلال ملفات عدة؛ أمنية، واقتصادية، وأيضاً ملفات ذات اهتمام مشترك، خصوصاً ما يتعلق بالمياه.

في هذه الحكومة أستطيع أن أقول إننا أسسنا لشراكة استراتيجية مهمة مع تركيا، خصوصاً بعدما أطلقنا مشروع "طريق التنمية" الذي يمثل واحداً من أهم الممرات الاقتصادية في المنطقة، وسيعود بالنفع والفائدة على البلدين، ويؤسس لمحور اقتصادي مهم في المنطقة.

حتى على مستوى التعاطي مع مختلف القضايا، كانت المواقف متطابقة في أغلب الأحيان تجاه هذه التطورات. على مستوى المياه، ذهبنا إلى حل استراتيجي للمرة الأولى في تاريخ الدولة العراقية، وهو اتفاقية الإطار الثنائي للتعاون بشأن إدارة ملف المياه، وعُقد ذلك في بغداد أثناء زيارة الرئيس أردوغان. هذه كلها مؤشرات إيجابية لعلاقة طيبة بين البلدين.

الشراكة مع إيران "لا تعني التدخل"

* تحدثتم عن علاقة قوية مع تركيا، هل يمكن أن تصف في سطرين العلاقة مع إيران؟

- علاقتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقة شراكة استراتيجية قائمة على مشتركات دينية وثقافية واجتماعية ومصالح متبادلة، وكذلك لإيران وقفة مع العراق والعراقيين في مختلف المحطات، سواء في مرحلة النظام الديكتاتوري أو في مرحلة مواجهة "الإرهاب" والعملية السياسية. لكن بالتأكيد نحن حريصون على أن تكون هذه العلاقة ضمن إطارها السليم الذي يخدم المصالح المشتركة ويمنع التدخل بالشؤون الداخلية. العراق له استقلاليته وقراره الوطني الذي ينطلق من مصلحة شعبه وأولوياته.

* يعني لا إدارة إيرانية للشأن العراقي؟

- بالتأكيد لا.

* ولا لأي جزء منه؟

- ولا لأي جزء. حتى هذا اللفظ غير مقبول وغير موجود بالقاموس. اليوم العلاقة الإيجابية لا تعني التدخل. العراقيون على درجة كبيرة من الحساسية في مسألة استقلاليتهم وحبهم لبلدهم واستقلالية قرارهم الوطني. العراق لم ولن يكون تابعاً لأحد. هذا هو تاريخ العراق.

"لن نقبل بغير حصر السلاح"

* هل تساعدكم إيران في موضوع "حصرية السلاح"؟

- هذا الموضوع موضوع عراقي بحت، وهو جزء من برنامجنا كحكومة، وصوَّت عليه مجلس النواب ووضعنا له خطة. السلاح الذي نتحدث عنه... نحن خضنا حرباً مع الإرهاب طيلة عقدين من الزمن. كانت حرباً بكل ما تعني هذه الكلمة. و"الحرب مع الإرهاب والعصابات الإرهابية" من "القاعدة" و"داعش" ليست حرباً مع جيش نظامي، وإنما كانت تستهدف المواطنين في كل بلد وقرية ومدينة، فهذه الظروف غير المستقرة أدت إلى وجود سلاح ليحمي المواطن في هذه المنطقة أو تلك وصولاً إلى مرحلة مواجهة "داعش".

بعد الانتصار لا بد من إعادة ترتيب أوراق الملف الأمني والإصلاح المؤسساتي الذي تبنيناه من خلال لجنة برئاستنا، ووضعنا حلولاً لكل هذه النقاط الحساسة التي تتعلق بوجود سلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة. وهناك خطة واضحة والكل يعلم بها، وهي تنفذ وفق مرسوم.

الشيء الذي نؤكد عليه أننا لن نقبل بوجود أي سلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة. هذا واحد من الأركان المهمة والأساسية لبناء الدولة العراقية، وهو رأي ومبدأ مدعوم من كل القوى الدينية. والمرجعية كلامها واضح، ليس فقط البيان الأخير، وإنما كانت طيلة السنوات سابقاً تؤكد هذا المبدأ. هذا الهدف مدعوم من القيادات الدينية ومن القيادات السياسية، وأيضاً مدعوم من أبناء شعبنا. هذا ليس شعاراً، وإنما هدف وضعنا له خطة، وتنفذ وفق ما هو مرسوم لها من قبل الحكومة.

* هل يمكن القول إن حصر السلاح شرط لا بد منه لضمان الاستقرار وجذب الاستثمار؟

- الاستثمار موجود الآن في أفضل حالاته. لأول مرة في خلال عامين تجاوزت الاستثمارات 100 مليار دولار. كنت تحدثت قبل شهر عن 88 مليار دولار. قبل أيام تم تحديث الرقم من قبل رئيس هيئة الاستثمار الوطنية، وأبلغني أننا تجاوزنا 100 مليار دولار خلال عامين، استثمارات عربية وأجنبية موجودة الآن تعمل في العراق. إذن عملية جذب الاستثمارات تمضي في أفق البيئة الموجودة الآمنة المستقرة، بحيث يدخل هذا الرقم الكبير للعراق في ظروف المنطقة غير المستقرة. العراق مستقر متماسك، وأيضاً يطرح فرصاً استثمارية ويستقبل الشركات العربية والأجنبية.

"تسلمنا مطلوبين بالفساد واستعدنا أموالاً"

* الحديث عن الاستثمار يثير رغبتي في السؤال عن الفساد، فهل تستطيع أن تجزم بأن الفساد اليوم أقل، أو أقل بكثير منذ توليك الحكومة؟

- بكل ثقة نعم. نحن كحكومة أوقفنا الانهيار الذي حصل في استباحة المال العام. تتذكر "سرقة القرن"، أكثر من 3 تريليونات و700 مليار دينار، حصل ذلك في زمن الحكومة السابقة. هذه الكتلة النقدية سُرقت أمام مرأى ومسمع من الدولة العراقية بأجهزتها الأمنية، وبغطاء رسمي للأسف حصلت هذه السرقة.

* لكن ألم تكشفها الحكومة السابقة؟

- طيلة 8 أشهر كانت تُسرق الأموال أمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية. لكن عندما يختلف السارقون فيما بينهم في توزيع الحصص، يثير أحدهم هذه الأزمة، وعندها لا تتم السيطرة على الأمور. هذا ما حصل في التحقيق الذي أثاره وزير المالية بالوكالة في حينه، وهو الآن أيضاً تحقيق مستمر وفيه شخصيات رسمية من قبل الحكومة السابقة مع موظفين آخرين وتجار مطلوبين.

أقول هذا واحد من الأمثلة الصارخة للفساد الذي حصل. اليوم أوقفنا هذا الانهيار. أوقفنا استباحة المال العام بهذه الطريقة، لكن بالتأكيد لا يزال أمامنا الطريق طويلاً حتى نقضي على الفساد بشكل نهائي.

ما حققناه كحكومة أولاً إصلاح المؤسسات الرقابية المعنية بمكافحة الفساد؛ لأننا وجدنا جزءاً مهماً من هذه المؤسسات يحتاج لإصلاح، فكانت هذه الخطوة الأولى. بالتغييرات التي أجريناها والمحاسبة التي أُجريت بحق مسؤولين في هيئة النزاهة وفي ديوان الرقابة تم إصلاح هذه المؤسسات.

وبدأنا بطرح مفهوم جديد، وهو استعادة المطلوبين والمتورطين بقضايا الفساد، ومن ضمنهم (متهمو) "سرقة القرن" وغيرها، والذين يحمل أغلبهم جنسية ثانية توفر لهم الغطاء. فكانت علاقاتنا مع كل دول العالم تعتمد على تعاونها معنا في تسليم المطلوبين، وهذا كان معياراً أساسياً.

* هل تسلمتم مطلوبين؟

- نعم. نسبة كبيرة. ونسبة كبيرة من المطلوبين بدأوا هم يراجعون؛ لأنهم عرفوا أن هناك ملاحقة، وأعادوا الأموال. تقريباً أكثر من 500 مليون دولار تمت استعادتها. وأيضاً بدأنا بإجراءات قانونية. العراق عضو في الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، وهذا يرتب واجباً ومسؤولية على كل دول العالم أن تتعاون معنا في استرداد المطلوبين والأموال.

هذه القضايا مهمة لمكافحة الفساد، علماً أن الفساد تحدٍّ لكل دول العالم. هو مؤشر لدى الأمم المتحدة كواحد من التحديات التي تواجه دول العالم، وليس فقط العراق. لكن ما أستطيع قوله إننا بدأنا بإجراءات حقيقية، ومستمرون حتى نقضي على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد كل مشاريعنا وبرامجنا في التنمية والاستثمار والإعمار.

* هل تضغط الفصائل المسلحة على القضاء؟ هل يخاف القاضي؟

- لا بالتأكيد. القضاء يحظى باستقلالية أولاً، وباحترام ثانياً، وبدعم من مؤسسات الدولة في عدم خضوعه، أو السماح لأي طرف أو جهة بأن تهدد القضاء. وهو أثبت في أكثر من محطة استقلاليته وشجاعته في اتخاذ القرارات المهمة التي تضمن سير العدالة وتنفيذ القانون.

العلاقات مع السعودية "في أفضل حالاتها"

* كيف تصفون العلاقات مع المملكة العربية السعودية؟

- أستطيع القول إنها في أفضل حالاتها من حيث تطابق الرؤى تجاه مختلف القضايا التي عصفت بالمنطقة، وكان طيلة هذه الفترة هناك تنسيق عالي المستوى ومستمر بشأن مختلف التطورات.

على المستوى الثنائي والتعاون، اليوم هناك مشاريع ربط كهربائي مع شركات سعودية وشركات أميركية. وهناك مشاريع قريبة تتعلق بفتح منافذ إضافية لتسهيل مرور المعتمرين والحجاج من وسط آسيا مروراً بإيران والعراق، ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية. وأيضاً هناك تعاون واضح على مستوى المؤسسات والصناديق بين البلدين لتسهيل دخول الاستثمارات السعودية وتمكينها من استثمار الفرص المتوفرة في مختلف المجالات في داخل العراق.

* يعني هل هناك تشاور مع القيادة؟

تواصل وتشاور وتنسيق تجاه مختلف القضايا. كانت لدينا زيارات، فضلاً عن التواصل المستمر.

* كيف تصفون العلاقات مع لبنان حالياً؟

- علاقة متميزة وتواصل مستمر وحرص على استقرار لبنان، خصوصاً في هذه التداعيات. طبعاً موقفنا دعم سيادة لبنان ودعم مؤسسات الدولة وهي تواجه العدوان المستمر والخرق المتكرر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

كانت هناك زيارة للرئيس اللبناني


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول صورة لمقتل بن عديو في شبوة

كريتر سكاي | 916 قراءة 

عاجل:هبوط غير متوقع باسعار الصرف الان

كريتر سكاي | 895 قراءة 

تفجيران يستهدفان طقمين تابعين للمقاومة الوطنية أثناء توقفهما في مناطق مدنية بمدينة المخا والتربة

حشد نت | 725 قراءة 

لم يكشفه الفيلم: الزوكا قُتل بوحشية ورأس صالح ثأرًا لحسين.. ورأس طارق انتقامًا لدماج وهنا قاتلهم

جهينة يمن | 654 قراءة 

سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025

المشهد العربي | 647 قراءة 

عاجل : قوة عسكرية وقبلية ترافق موكب الشيخ محمد بن احمد الزايدي اثناء اطلاق سراحه ومغادرته ديوان عام محافظة المهرة

المشهد الدولي | 600 قراءة 

بشرى سارة بشأن صرف المرتبات والمعاشات

كريتر سكاي | 571 قراءة 

عاجل: الإعلان قبل قليل عن إلقاء القبض على بنت الرئيس في القاهرة بمصر

جهينة يمن | 528 قراءة 

اول صورة لمقتل بن عديو في شبوة

جهينة يمن | 482 قراءة 

وساطة قبلية تنجح في إطلاق سراح الشيخ محمد الزايدي بهذه الشروط

صوت العاصمة | 453 قراءة