في تحذير شديد اللهجة، دعت شركة “مارلينك” السفن المبحرة عبر المناطق المصنفة عالية المخاطر في البحر الأحمر إلى توخي الحذر من موجات تشويش إلكتروني معقدة تطال أنظمة الملاحة، تقف وراءها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
هذه الهجمات الإلكترونية، التي شهدت تطورًا غير مسبوق، وصلت إلى حد التلاعب بإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يعطل السيطرة على الموقع والتوجيه الزمني للسفن المستهدفة.
وبحسب تصريح رئيس قسم الملاحة البحرية في “مارلينك”، توري مورتن أولسن، فإن هذا التشويش لا يقتصر على إرباك المسار فحسب، بل يخلق سيناريوهات ملاحية وهمية تظهر فيها السفن وكأنها تسير بسرعات تفوق الصوت أو ترسو على اليابسة، في حين تدور ضمن حلقات اصطناعية تحيط بأهداف مفترضة، الأمر الذي يعكس حجم التشويه الحاصل في بيانات الأقمار الصناعية.
المخاطر لا تتوقف عند GPS، إذ يمتد التأثير إلى أنظمة السلامة البحرية الضرورية مثل نظام GMDSS، مما يهدد السفن بفقدان القدرة على إرسال إشارات الاستغاثة في حال حدوث طوارئ.
وقد سجلت مراكز الدعم التابعة للشركة أكثر من 150 بلاغًا خلال يوم واحد في منتصف يوليو 2025، مقارنة بتقرير واحد فقط كل أسبوعين خلال نفس الشهر من العام الماضي، ما يوضح حجم التصعيد الإلكتروني في المنطقة.
لهذا شددت الشركة على ضرورة الاستمرار بتشغيل الأنظمة وعدم إيقافها عند الاشتباه، لأن الإشارات المزيفة تعني فعليًا أن السفينة واقعة ضمن نطاق مغلق لا تستقبل فيه بيانات صحيحة.
كما أوصت الفرق البحرية بمقارنة قراءات GPS مع أنظمة أخرى مثل “بيدو” و”غلوناس” و”غاليليو”، لتفادي التلاعب المحتمل، إذ أن الهوائيات قد تلجأ تلقائيًا إلى استقبال أقوى إشارة متاحة دون التحقق من مصدرها، مما يفضي إلى تحديد خاطئ للموقع.
وفي سياق متصل، أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية تهديدات مباشرة تجاه آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في جيبوتي، مطالبة بإلغائها الفوري، ومتوعدة بتصعيد عسكري في البحر الأحمر في حال استمرار تطبيق ما وصفته بالإجراءات التعسفية، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرض عدد من السفن في البحر الأحمر لتشويش ملاحي غير مفسر، دون كشف مصدره أو الجهة المتسببة فيه، ما يزيد من الغموض ويعزز المخاوف من اتساع دائرة التهديدات التي تطال أمن الملاحة الإقليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news