العربي نيوز:
بدأ رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" وقائد مليشياته، عيدروس الزبيدي، ونائبه المشرف العام على مليشيات المجلس وقائد مليشيا "العمالقة الجنوبية"، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة)، رسميا، تنفيذ انقلاب عسكري على الشرعية اليمنية، بإسقاط اولى مهام مجلس القيادة الرئاسي في قرار نقل السلطة، وقرارات المجلس الرئاسي.
أكد هذا الزُبيدي والمحرمي في لقائين منفصلين، في العاصمة المؤقتة عدن، الاول للمحرمي مع وزير الدفاع في الحكومة الفريق الركن محسن الداعري، والثاني للزُبيدي مع وزير الدفاع الفريق الداعي ووزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان، ألغيا فيهما "مهمة توحيد مختلف التشكيلات العسكرية في قوام وزارتي الدفاع والداخلية".
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (
سبأ
) أن المحرمي التقى السبت (19 يوليو) وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، في عدن "لمناقشة مستجدات الأوضاع العسكرية" و"مستوى جاهزية القوات المسلحة، وسبل تطوير القدرات الدفاعية واللوجستية، وجهود التدريب والتأهيل، في ظل استمرار مليشيات الحوثي في استهداف خطوط الملاحة الدولية".
خلا اللقاء من أي اشارة الى لجنة الشؤون العسكرية والامنية المُكلفة بتوحيد مختلف التشكيلات العسكرية، واكتفى المحرمي بـ "التشديد على أهمية رفع مستوى التنسيق العملياتي بين وزارة الدفاع والجهات ذات الصلة، لمواجهة المخاطر الراهنة، وتحصين المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل التضحيات الكبيرة التي قدّمها أبطال القوات المسلحة".
وفي السياق نفسه، كان عيدروس الزُبيدي، التقى في عدن، الخميس (17 يوليو)، وزير الدفاع الفريق محسن الداعري ووزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان و"ناقش معهما مستجدات الأوضاع العسكرية والأمنية في عموم المحافظات المحررة،.. واطلع على تقارير ميدانية حول جاهزية القوات المسلحة وجهود رفع القدرات القتالية لمنتسبيها".
كما استمع الزُبيدي، حسب وكالة (
سبأ
) "إلى شرحٍ وافٍ حول خطة عمل تعزيز الأداء الأمني، بما في ذلك الإجراءات المتخذة لتأمين الطرقات الرابطة بين المحافظات، وضمان انسيابية الحركة فيها"، و"شدد على مسؤولية اللجنة الأمنية العليا في متابعة إجراءات فتح الطرقات وتأمينها، ودراسة المخاطر الماثلة في عملية فتح بعض الطرق".
وتجاهل الزُبيدي في اللقاء مهمة توحيد مختلف التشكيلات المسلحة، في مقابل أنه "شدد على ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين المؤسستين العسكرية والأمنية، والعمل بروح وطنية مسؤولة للحفاظ على الأمن والاستقرار، وصون ما تحقق من منجزات بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى". حسب ما اورده خبر وكالة الانباء الحكومية (سبأ).
يأتي هذا في ظل عرقلة الزُبيدي والمحرمي وطارق عفاش، عمل اللجنة العسكرية والامنية المشتركة التي كان شكلها مجلس القيادة الرئاسي عقب شهر على انشائه، تنفيذا لمهامه المحددة في القرار الصادر عن الرئيس هادي بضغط سعودي واماراتي، مطلع ابريل الماضي، بتشكيل مجلس القيادة ونقل السلطة وتفوضيه صلاحياته.
تسبب منع دمج التشكيلات المسلحة، في تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري في العاصمة المؤقتة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات المتواصلة خارج القانون.
وتتوالى انتهاكات واعتداءات مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" حتى بعد إضطرار رئيس "الدائرة الامنية" في المجلس، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء ارتكابه سلسلة جرائم مروعة بحق مئات المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل:
فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل:
الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
بالتوازي، عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين و"العيب الاسود" في العُرف القبلي، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" و"العمالقة" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتزامن، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news