تشهد قاعة الكنيست حالة من الغليان، وسط مشادات واتهامات متبادلة بين حلفاء الأمس، في وقت تكشف فيه استطلاعات الرأي عن تراجع غير مسبوق في شعبية حكومة نتنياهو..
حشد نت- عدن:
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه واحدة من أعقد الأزمات السياسية في مسيرته، وسط تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، وتفكك تدريجي لتحالفاته مع الأحزاب اليمينية والدينية، على خلفية ملفي الحرب على غزة وقانون التجنيد الإلزامي.
وتشهد قاعة الكنيست حالة من الغليان، وسط مشادات واتهامات متبادلة بين حلفاء الأمس، في وقت تكشف فيه استطلاعات الرأي عن تراجع غير مسبوق في شعبية حكومة نتنياهو، ما دفع مراقبين للحديث عن اقتراب لحظة الحسم، واحتمال اللجوء إلى انتخابات مبكرة.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن حزب "شاس" الديني المتشدد أعلن الأربعاء انسحابه من الحكومة، في خطوة سبقتها مغادرة حزب "يهدوت هتوراه" بسبب اعتراضه على مشاريع قوانين خاصة بالخدمة العسكرية، التي يعتبرها "تهديدًا للهوية التوراتية للدولة اليهودية".
تمرد داخل اليمين
في مداخلة مع برنامج "التاسعة" على قناة "سكاي نيوز عربية"، قال ألون أفيتار، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن "الائتلاف الحكومي بات مفتقرًا للتماسك المطلوب في لحظة حساسة"، مشيرًا إلى أن التناقضات البنيوية داخل الحكومة تهدد بانهيارها.
وأوضح أفيتار أن ما يجري لا يُختزل في خلافات سياسية، بل يشير إلى أزمة بنيوية داخل حكومة متصدعة، تتجاذبها أولويات متضاربة: فبينما تتمسك الأحزاب الدينية بحماية امتيازاتها في مجالات التعليم والإعفاء من التجنيد، يطالب اليمين القومي بتصعيد عسكري أكبر في غزة، وسط ضغوط أمريكية وأوروبية متزايدة لوقف الحرب والتوجه نحو حل سياسي.
وأفادت وسائل إعلام ان الجلسة الأخيرة في الكنيست شهدت خلافات حادة بين نواب الليكود وحلفائهم المنسحبين بسبب قانون التجنيد، الذي تعتبره الأحزاب الدينية "مساسًا بجوهر الدولة اليهودية"، فيما تطالب قوى أخرى بتحقيق "عدالة متساوية في الخدمة الوطنية".
وفي موازاة التوتر السياسي، تستمر الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، مع تصاعد الانتقادات لغياب رؤية سياسية مرافقة للعمليات العسكرية، واتهامات لنتنياهو بتأجيل اتخاذ قرارات حاسمة لأسباب تتعلق بمصيره الشخصي والملفات القضائية التي تلاحقه.
ويرى مراقبون أن نتنياهو قد لا يصمد طويلاً في ظل التصدع المتسارع داخل ائتلافه، خاصة مع بدء انزياح بعض قواعد اليمين التقليدي نحو المعارضة، وتزايد الأصوات المطالبة بإعادة تشكيل الحكومة أو تغيير القيادة.
واختتم أفيتار حديثه قائلاً: "الاختبار الحقيقي ليس فقط في غزة، بل في قدرة نتنياهو على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية. وإذا فشل في ذلك، فإن انهيار الحكومة سيكون مسألة وقت فقط، لا خيار".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news