لم تكن الوحدة اليمنية التي تأسست في ال 22 من مايو في العام 1990 حلمًا للسياسين أنذاك فقط، بل كانت حلمًا لكل يمني في شمال اليمن وجنوبه، أعادت بقيامها بناء الدولة اليمنية ولحمة الجسد اليمني الذي عانا عقودًا من التشضي والانقسام والاستعمار.
فالوحدة اليمنية منجز تاريخي عظيم ليس للدولة اليمنية فقط، بل للأمة العربية، وعلامة فارقة في ماضي وحاضر ومستقبل اليمن، ينبغي الحفاظ عليها خاصة في ظل الأزمات الحالية التي تعيشها اليمن منذ أكثر من عقد والتي أدت إلى تمزق اليمن أرضًا وإنسانًا.
هذا التمزق وهذا الانقسام لايخدم سيادة اليمن، بل يخدم قوى خارجية طامعة في ثروات هذا البلد الذي تسعى إلى إضعافه من خلال زرع الفتن وبث الضغائن وإحداث شرخ سياسي وعسكري داخل الوطن.
والذي أدى إلى اعادة تمزق وانقسام اليمن وتدهور الأوضاع على كل الأصعدة في شمال اليمن وجنوبه وبات المواطن اليمني الضحية لكل هذا الصراع ولكل هذه الأزمات.
فما أحوجنا اليوم ونحن نحتفي بهذه الذكرى الخالدة وهذا المنجز العظيم الذي يخشاه أعداء الوطن، أن نعيد النظر فيما وصلنا إليه ونتأمل خارطة اليمن المقسمة وما آل اليه حال البلاد والعباد.
آن الأوان أن تتفق كل الأطراف السياسية في اليمن على اعادة السلام للوطن، وأن تجلس على طاولة الحوار بكل صدق وإخلاص من خلال عقد مؤتمر للسلام اليمني تتقارب فيه الرؤى وتبحث فيه القضايا الوطنية بكل عقلانية، لاعادة لحمة هذه الأرض وبناء جيش وطني موحد و قوي قادر لحماية الوطن وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإخراج اليمن من دائرة الصراع الذي يهدد أمنها ووجودها ووحدة أراضيها.
ندعوا القيادات السياسية والوطنية إلى تغليب مصلحة الوطن والشعب والترفع عن أي أهداف أخرى، والسعي للتسامح ووحدة الصف الوطني، والعمل الجاد لتسخير ثروات الوطن للارتقاء بمستوى الخدمات وتحسين المستوى الاقتصادي للشعب الذي عانا الكثير والكثير في هذه الأزمات.
فالوحدة اليمنية هوية أمة ومصير شعب وجدت لتبقى لا أن تكون ذكرى يحتفى بها، وهي اليوم ضرورة ملحة للحفاظ على الوطن وسيادته وأمنه واستقراره واستقرار من حوله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news