‏بعد زيارة ترامب.. هل ترسم خارطة اليمن من خارج حدوده؟

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 90 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏بعد زيارة ترامب.. هل ترسم خارطة اليمن من خارج حدوده؟

لا شك أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة حظيت باهتمام كبير، ليس فقط لأنها أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي الجديد، بل بسبب الزمان والمكان والسياقات التي جاءت فيها، وما حملته من إشارات، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقة الأمريكية الخليجية، والملفات الكبرى في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، والحرب في غزة، والموقف من سوريا.

 

‏إلا أن السؤال الذي فرض نفسه، ولو من موقع الغياب، خاصة مع لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي هو: أين اليمن من كل هذا؟

 

‏اليمن المعترف به دوليا لم يُذكر، لم يحضر، رغم كونه ساحة مشتعلة منذ قرابة عقد، وحربًا لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات. لم تُسجل أي مشاركة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لا عبر مجلس القيادة الرئاسي، ولا من خلال أي شخصية تمثل الشرعية، رغم أن بعض المقربين من الحكومة كانوا يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن الزيارة، ويراهنون على أنها قد تفتح نافذة جديدة للشرعية في المشهد الإقليمي والدولي.

 

‏بل إن المفاجأة الأكبر التي سبقت زيارة ترامب تمثلت في الاتفاق غير المعلن بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الحوثي، والذي رعته سلطنة عمان، وجرى التفاهم حول وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

 

‏هذا الاتفاق أعاد ترتيب المشهد بطريقة مختلفة تمامًا. فأن تتفاوض واشنطن مع الحوثيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، بينما تغيب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فذلك يحمل دلالات على تحوّل المعادلات والنظرة إلى الأطراف الفاعلة.

 

‏ربما الموقف اللافت الوحيد هو ما حدث خلال كلمة أمير الكويت، عندما نبهه ولي العهد السعودي بشأن توصيفه لجماعة الحوثي. هذا التنبيه كان تعبيرًا عن قلق سعودي من أن تُمنح الجماعة صفة الدولة أو الطرف المعني باليمن.

 

‏الغياب اليمني، سياسياً ودبلوماسياً، عن زيارة بهذا الحجم وفي لحظة بهذا المعنى، يفتح أبواباً واسعة للتأمل والتساؤل:

أول هذه الأسئلة: لماذا تم تجاهل الملف اليمني؟ ولماذا لم يُخصص له أي حيز في اللقاءات أو في أجندة المشاورات؟ ولماذا لم يرد حتى عرض رمزي لهذا الملف الذي طالما تكرّرت الإشارة إليه في سياق محاربة النفوذ الإيراني؟

‏ أليس الحوثيون حلفاء طهران كما يتحدث الجميع؟ فلماذا يتم التفاوض معهم وتهدئة جبهتهم في الوقت الذي تُصعّد فيه أمريكا خطابها تجاه إيران في ملفات أخرى؟

 

‏السؤال الثاني: هل أصبح الملف اليمني رهينة لتطورات خارجه؟ بمعنى آخر، هل ما يحدث في اليمن مرتبط بما يجري في غزة أو أو في طهران؟ هل يُستخدم اليمن كورقة مساومة في ملفات أخرى، ويتم ضبط إيقاع الحرب والسلام فيه تبعًا لحسابات بعيدة عن مصلحة اليمنيين أنفسهم؟

 

‏السؤال الثالث: ماذا عن وعود الحسم التي تحدث عنها مسؤولو الشرعية؟

 

‏منذ أسابيع والحكومة اليمنية المقيمة في الرياض وبعض قياداتها تتحدث عن قرب الحسم، عن عمليات برية وشيكة، عن مرحلة جديدة تُعيد ترتيب المشهد العسكري. لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، بل العكس، فقد جاء الاتفاق الأمريكي الحوثي ليعيد التساؤل حول صدقية ما يقال!

 

‏السؤال الرابع: أين أصبحت الحكومة اليمنية نفسها؟ هل ما تزال طرفًا معترفًا به على مستوى الفاعلين الإقليميين والدوليين؟ أم أنها تحوّلت إلى مجرد تمثيل شكلي؟

 

‏في المقابل، هل أن جماعة الحوثي، رغم كل ما يُقال عنها، استطاعت أن تفرض نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه، حتى من قبل واشنطن؟

 

‏زيارة ترامب، باتفاقها المسبق مع الحوثيين، وتهميش مجلس القيادة الرئاسي، وإشاراتها المركزة على ملفات أخرى وبالأخص سوريا، تشير إلى مرحلة جديدة عنوانها: “إعادة توزيع الأدوار”، أو ربما “إعادة تعريف الأولويات”. في هذه المرحلة، لا يبدو أن هناك مكانًا مضمونًا لليمن إلا من زاوية ما يريده الآخرون.

 

‏وإذا كان اليمن قد خرج فعلاً من خارطة الأولويات الدولية، أو أُعيد تموضعه في سياق مصالح تتجاوز حدوده، فإن هذا يعني أن المسار الحالي ليس مسار سلام ولا مسار حرب، بل مسار تجميد طويل، وتحييد متعمد، بانتظار ما ستؤول إليه ملفات أخرى.

 

‏لكن السؤال الأهم الذي لا يمكن تجاوزه: هل ما زالت هناك فرصة لليمنيين أن يكونوا جزءاً من المعادلة، أم أن اللعبة الكبرى قد رُسمت دونهم، وبدأ تنفيذها من خلف ظهورهم؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول صورة للقبض على فتيات كانوا برفقة شباب باوضاع مخلة بالاداب في ساحل ابين بعدن

كريتر سكاي | 1087 قراءة 

الريال اليمني يستعيد عافيته.. تراجع ملحوظ في أسعار العملات مساء الجمعه

نيوز لاين | 694 قراءة 

دوي صفارات الإنذار تدوي بالعاصمة صنعاء وتحذيرات عاجلة للمواطنين وإعلان حالة الإستنفار من قبل الجهات المعنيه

الحدث اليوم | 660 قراءة 

دويد: الحوثيون ذراع خامنئي العسكري.. وخطرهم يتصاعد على المنطقة والعالم

حشد نت | 651 قراءة 

  انقسامات داخل إدارة ترمب بشأن اليمن والصين ترفع سقف التفاهمات مع الحوثيين .. عاجل

مأرب برس | 647 قراءة 

السبب صادم.. شاب يقدم على تطليق زوجته في حضرموت بعد أسبوع فقط على زواجهما

يمن فويس | 641 قراءة 

تحقيق قضائي في ودائع البنك المركزي.. النيابة تطلب مراجعة شاملة لعمليات 2018 – 2019

حشد نت | 552 قراءة 

الإعلان عن استنفار وتأهب كبير بعدن

كريتر سكاي | 539 قراءة 

حركة من محمد بن سلمان داخل السيارة أثناء استقبال السيسي أثارت تفاعل عربي واسع ماذا عمل!؟؟

صوت العاصمة | 524 قراءة 

عاجل:إنفجار عنيف قبل قليل

كريتر سكاي | 436 قراءة