بقلم / صدام اللحجي :
نعاني في لحج من آفة باتت تنتشر بصمت، وتنهش في جسد المجتمع دون أن يُدرك كثيرون خطورتها، إنها آفة "القيل والقال"، التي حوّلت المجالس وحتى الطرقات إلى ساحات للحديث عن الناس، لا للحديث معهم، وصارت الألسن أسرع من الأيادي، والأحكام تُطلق قبل التبيّن أو التحقق.
تحديات عظيمة تواجه مجتمع منهك ، من أوضاع معيشية صعبة وخدمات متردية لا كهرباء ولا عملة مستقرة وفوق هذا بلانا الله بمسؤولين لا يخافون الله ، كان الأجدر أن تُسخّر الطاقات نحو العمل والتكافل والتصحيح، لكن الواقع يرينا عكس ذلك، كثير من الناس باتوا ينشغلون بالكلام عن الآخرين، ونقل الإشاعات، وبناء القصص على الظنون، حتى ضاعت الحقيقة بين الألسن، وتراجع الفعل أمام سطوة الكلام.
ما يحدث لا يعد مجرد سلوك اجتماعي عابر، بل هو خلل في الوعي الجمعي، وخطر على الترابط المجتمعي فعندما تُبنى الصورة العامة لأي شخص على ما يُقال عنه، لا على ما يفعله، يُصبح المجتمع ساحة للحكم والتصنيف، لا بيئة للإنصاف والاحترام.
لن نتعافى ما دامت الألسن تسبق الأيادي، والكلام يعلو على الفعل، لماذا لا يكون صمتنا عن الناس عدلًا، وأفعالنا لأجلهم صدقة، والكلمة الطيبة هي ما يُبقي هذا المجتمع حيًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news