من بندر عباس إلى الصليف.. خرائط التهريب الإيراني في اعترافات الـ750 طن

من بندر عباس إلى الصليف.. خرائط التهريب الإيراني في اعترافات الـ750 طن

حشد نت - المخا

كشفت اعترافات طاقم سفينة السلاح الإيرانية "الشروا"، التي ضبطتها مؤخرًا قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي لليمن، عن شبكة تهريب عابرة للحدود تديرها إيران، تخترق عبرها عددًا من الدول لتغذية أذرعها الميليشياوية بالأسلحة والمعدات القتالية.

ووفقًا للاعترافات، فإن شبكة التهريب الحوثية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، اخترقت دولًا عربية وآسيوية وإفريقية لإدارة مسارات التهريب وتحديد نوعيات الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الاستراتيجية والكيميائية. وأظهرت المعطيات الدور المحوري للحرس الثوري الإيراني في الدول التي يتواجد فيها عبر أدواته الميليشياوية، وتسخيرها لخدمة المشروع الإيراني وأجنداته التوسعية، بما في ذلك البرنامج النووي.

اختراق إيراني مُمأسس

المحلل السياسي عبد الستار الشميري أوضح لـ"وكالة 2 ديسمبر" أن الاختراق الإيراني يتم عبر شبكة مهيكلة تمتلك قواعد بيانات، وأفرادًا مدربين، وقوارب وسفنًا ومعدات تهريب متنوعة، مشيرًا إلى أن هذه الشبكة تضم أكثر من ستة آلاف عنصر ينتشرون في إفريقيا — خاصة القرن الإفريقي — إضافة إلى اليمن ولبنان وسوريا والعراق ودول أخرى.

وبحسب الشميري، فإن هذه المنظومة توسعت بشكل كبير منذ عام 2011، وتمأسست عام 2013، حيث تستغل إيران هذه الشبكة في تهريب الأسلحة والمخدرات، وتصدير النفط الممنوع، واستيراد شوارد اليورانيوم من الصومال، وتصدير الفحم الصومالي وإعادة تسويقه على أنه فحم إيراني. كما يسعى الحرس الثوري إلى زرع جماعات جديدة في إثيوبيا وإريتريا والقرن الإفريقي على غرار مليشيا الحوثي، عبر تزويدها بالسلاح وإعدادها كقوى وكيلة تخدم أهداف طهران.

سيطرة كاملة ونفوذ واسع

اعترافات طاقم السفينة، التي كانت تحمل 750 طنًا من الأسلحة الاستراتيجية في طريقها لمليشيا الحوثي، كشفت عن نفوذ واسع للحرس الثوري الإيراني داخل مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يتحكم في القرارين السياسي والعسكري، ويموّل المليشيا بترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، والصواريخ المجنحة البحرية، والطائرات المسيّرة، والأسلحة الكيميائية، إضافة إلى إدارة مسارات التهريب وخلاياها متعددة الجنسيات.

وأوضح الشميري أن الحرس الثوري يدير عمليات التهريب بشكل كامل، بينما يعمل الحوثيون، وجماعات مسلحة في الصومال، والقراصنة القدامى، كأدوات ضمن هذا الإطار الذي أنشأته إيران، عبر شركات تجارية وهمية توفر الغطاء لأنشطة التهريب، ما يمنحه السيطرة الكاملة على هذه الجماعات ومناطق نفوذها، ويتيح له استخدام الفوضى والحروب لخدمة مصالحه الإقليمية.

مسارات التهريب

تتكون خلية سفينة "الشروا" من سبعة عناصر، بينهم أربعة دخلوا إيران ضمن عدة خلايا وشاركوا في تهريب شحنات من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف في الحديدة، بينها شحنات تحوي مواد كيميائية، إضافة إلى عمليات تهريب من سواحل الصومال إلى الصليف. أما الثلاثة الآخرون فشاركوا في تهريب عدة شحنات عبر جيبوتي.

وبيّنت الاعترافات وجود ثلاثة مسارات رئيسية للتهريب:

المسار المباشر

: من ميناء بندر عباس إلى ميناء الصليف.

المسار البحري غير المباشر

: عبر نقل السلاح بواسطة قوارب من قبل الحرس الثوري إلى سواحل الصومال.

المسار التجاري المموه

: عبر جيبوتي، حيث تتولى عناصر محلية نقله لاحقًا إلى ميناء الصليف.

كما كشفت الاعترافات عن أساليب مليشيا الحوثي في تجنيد وتدريب مهربي السلاح، ورسم طرق وصولهم إلى إيران جوًا وبحرًا، بما في ذلك استغلال رحلات الطيران من مطار صنعاء إلى الأردن لتهريب الأفراد إلى لبنان، ومن هناك ينقلهم حزب الله إلى سوريا، ثم إلى طهران، إضافة إلى مسار آخر عبر سلطنة عمان.