في تصعيد عسكري خطير يهدد الاستقرار في محافظة حضرموت شرقي اليمن، دفعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الساحل الحضرموتي، بقيادة العميد صالح علي حسين بن الشيخ أبو بكر، المعروف بـ"أبو علي الحضرمي"، وهي شخصية مثيرة للجدل تربطها علاقات دعم إيراني وتدريبات مع حزب الله، وفقًا لمنصة "ديفانس لاين".
وتم تشكيل هذه القوة العسكرية الجديدة، التي أُطلقت عليها تسمية "قوات الدعم الأمني" ضمن تشكيلات "النخبة الحضرمية"، من مجندين جُلبوا من محافظات الضالع ولحج وعدن. وتلقوا تدريبات مكثفة في معسكر جبل حديد خلال الأسابيع الماضية، قبل نقلهم إلى معسكرات على الساحل في مناطق بروم ميفع وجنوب وغرب حضرموت.
ويأتي ظهور "أبو علي الحضرمي" مجددًا بعد غياب طويل منذ عام 2016، في ظل تنافس محتدم للنفوذ على محافظة حضرموت التي تتمتع بموقع استراتيجي وموارد طبيعية ضخمة. يُذكر أن الحضرمي شغل سابقًا منصب مدير قناة "عدن لايف" التي كانت تحت إشراف حزب الله، كما عمل مستشارًا لعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، قبل أن يصبح من أبرز القادة العسكريين في الجنوب منذ اندلاع حرب 2014.
وتأتي هذه التحركات العسكرية في ظل تصعيد سياسي ملحوظ من المجلس الانتقالي تجاه حضرموت، حيث لوّح قادة المجلس في يوليو 2025 باستخدام القوة المسلحة لفرض ما وصفوه بـ"إرادة أبناء حضرموت"، في تهديد صريح للسلطة المحلية والجيش الحكومي.
ودعا العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، رئيس الهيئة التنفيذية للانتقالي في حضرموت، إلى تدخل قوات "النخبة الحضرمية" بدعم من المجلس لفرض "القرار السيادي وإنهاء الوصاية" على المحافظة، مؤكدًا أن التدخل العسكري بات ضرورة ملحة لمواجهة ما وصفه بـ"المشاريع الدخيلة" التي تهدد النسيج الاجتماعي والسياسي في حضرموت.
هذه التصريحات أثارت مخاوف كبيرة من اندلاع صراع مسلح في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية استقرارًا نسبيًا، خصوصًا في ظل غياب أي تفويض قانوني أو دستوري لهذه التحركات، وانتقادات حادة من جهات محلية ووطنية اعتبرت الخطوات محاولة للسيطرة بالقوة على المحافظة.
وفي محاولة لتوفير غطاء سياسي وتحشيد شعبي، دعت قيادة المجلس الانتقالي في حضرموت السكان إلى "الاصطفاف خلف خيار شعب الجنوب"، رغم الرفض الواسع داخل المحافظة وخارجها لهذا التصعيد العسكري والسياسي.
هذه التطورات تعيد تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه استقرار حضرموت، وتأثير الصراعات الإقليمية والمحلية على الأمن والاستقرار في اليمن بشكل عام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news