سما نيوز /
عدن
/ خاصة
– أثارت الندوة التي نظمها مركز منبر عدن مؤخرًا نقاشًا واسعًا وعميقًا حول مستقبل المؤسسة العسكرية الجنوبية، لتكون بمثابة الشرارة الأولى لحراك فكري متزايد الأهمية. وقد شكلت التصريحات الهامة التي أدلى بها اللواء صالح علي زنقل، والتي أكدت على ضرورة تمكين القيادات العسكرية الجنوبية ومنحها دورًا محوريًا في الإدارة العسكرية لما تمتلكه من خبرات تراكمية، نقطة ارتكاز أساسية لهذا النقاش.
لم يلبث هذا الطرح أن تعزز بدعوة مماثلة، وإن بصيغة مختلفة، من القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، عدنان الكاف، مما أدى إلى توسيع دائرة الحوار ليشمل مختلف وسائل الإعلام والمنصات الإخبارية. وتوالت بعد ذلك سلسلة من الندوات والفعاليات التي تناولت هذا الملف الحيوي، كان آخرها ندوة منتدى الجنوب، التي اختتمت بمجموعة من المخرجات الهامة التي تركز بشكل أساسي على مستقبل الجانب العسكري الجنوبي.
وقد تمثلت أبرز مخرجات منتدى الجنوب في النقاط التالية:
الاستفادة القصوى من الكفاءات الجنوبية:
التأكيد على الحاجة الملحة لإشراك الكوادر العسكرية الجنوبية المؤهلة وذات الخبرة في صلب عملية بناء الجيش الجنوبي الحديث ومختلف مؤسسات الدولة.
إعادة بناء الجيش على أسس وطنية متينة:
ضرورة إعادة تنظيم وترتيب الوحدات العسكرية الجنوبية وفق أسس وطنية راسخة، وتزويدها ببرامج التدريب والتسليح الحديثة لضمان قدرتها الكاملة على حماية الوطن تحت شعار “أمن الوطن والمواطن واجب وطني مقدس”.
توثيق الانتهاكات بحق الجنوبيين:
المطالبة بتوثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام صنعاء بحق أفراد الجيش الجنوبي لتقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاسبة المسؤولين عنها.
الوحدة تحت راية الجنوب:
الدعوة إلى التوحيد الفوري لكافة مسميات القوات الجنوبية المتواجدة في مختلف المحافظات الجنوبية تحت اسم وهيكل قيادي موحد تحت مسمى “قوات الجنوب العربي”.
تأهيل الكوادر وصناعة المستقبل العسكري:
التشديد على أهمية إعادة تأهيل المعاهد والكليات العسكرية الجنوبية العريقة ورفدها بالكوادر الجنوبية المؤهلة للمساهمة الفعالة في بناء جيش جنوبي احترافي يعتمد على عقيدة قتالية حديثة ومتطورة.
وفي تعليقه على هذه المخرجات، صرح رئيس الرابطة الإعلامية الجنوبية وعضو منسقية منتديات عدن، محمد الحريبي، قائلًا: “لاشك أن المخرجات التي قدمها منتدى الجنوب تمثل خلاصة للمطالب الأساسية والمستحقة للجانب العسكري الجنوبي. لقد لامست هذه المخرجات جوهر التحديات التي تواجه بناء مؤسسة عسكرية جنوبية قوية وقادرة على حماية مكتسبات شعبنا.”
يبقى التساؤل الأهم الذي يطرح نفسه في ختام هذا النقاش: هل ستلقى هذه المطالب آذانًا صاغية من الجهات المعنية؟ وهل ستتوفر الإرادة السياسية والقدرة التنفيذية اللازمة لتحويل هذه الرؤى والتطلعات إلى خطط عمل واقعية على أرض الجنوب؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة على هذا السؤال المصيري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news