فبراير.. ثورة شعب ونداء وطن لم يُستجب له بعد

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فبراير.. ثورة شعب ونداء وطن لم يُستجب له بعد

 

بشرى العامري :

في الحادي عشر من فبراير 2011، خرج الشعب إلى الساحات بصدور مفتوحة وأحلام متقدة، حاملين راية التغيير السلمي، مطالبين بالعدالة والمواطنة المتساوية، وبوطنٍ يحتضن الجميع بعيداً عن استبداد الفرد الواحد وتحكم المصالح الضيقة بمصير الأمة.

 كان ذلك اليوم لحظة فارقة في التاريخ اليمني، حيث قرر الشباب أن اليمن لن يكون بعد اليوم إرثاً يتداوله الحكام المتغلبون، ولا مملكة عائلية تُصادر إرادة الشعب.

لكن، كما هي سنة التاريخ في كل الثورات، وقف أعداء التغيير في وجه هذا الحلم، مستخدمين كل الوسائل الممكنة لوأده، حملوا السلاح في وجه الثورة، وأطلقوا دعاية سوداء مفادها أن فبراير كان مغامرة كارثية، متناسين أن اليمن كان غارقاً في مستنقع الفساد والتهميش، وأن حكم الفرد لم يكن سوى وصفة أكيدة للانفجار الكبير.

في المقابل لم يكن مشروع اليمن الاتحادي، الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني، سوى محاولة جادة لإخراج البلاد من دوائر الاستبداد والهيمنة الحزبية والمناطقية والمذهبية، وإعادة السلطة إلى الشعب من خلال أقاليم تحكم نفسها بعدالة وإنصاف، بعيداً عن حكم المركز الواحد، لكن القوى المضادة للتغيير أدركت أن يمناً اتحادياً يعني نهاية نفوذها، فبدأت بتشويه الثورة ومنجزاتها، متخذةً من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً لتزييف الوعي، وتصوير شباب الثورة كخونة، واعتبار مخرجات الحوار سبباً في كل الأزمات.

لكن، أي متابع منصف يدرك أن ما جرى لليمن لم يكن نتاج فبراير، وأن شباب فبراير ومريديه بريئين من كل مايحدث كبراءة الذئب من دم يوسف، وأن كل مايحدث اليوم هو نتاج التواطؤ مع مشروع الانقلاب الحوثي، وأن تلك القوى التي تدعي اليوم معاداة الحوثي، وأنها الضحية الأكبر له هي من سهلت بالأمس سقوط العاصمة صنعاء في قبضته، وشاركت في تسليم الدولة لمليشيا لا تؤمن إلا بالسلاح، معتقدة أنها تستطيع تطويعه لصالحها، حتى انقلب السحر على الساحر، ووجدت نفسها خارج اللعبة، بعد أن مكّنته من مفاتيح السلطة والثروة والسلاح، وأتت اليوم تذرف دموع التماسيح متباكية تدعي المظلومية وأن ماحدث هو نتيجة حتمية لاحداث فبراير، وتراهن في خبث على أن ذاكرة عامة الناس هشة وقصيرة، ولكنها تتغافل عن حقيقة أن التاريخ لايرحم ولاينسى وأن من استطاع تزوير تاريخ الأمس لقلة الوعي واقتصار الاعلام على صوت واحد، لم يُجدِ معه اليوم وعي الكثير من أبناء الشعب بما حدث ويحدث ولن يستطيعوا محو كلما سُجِّل ودُوِّن وشُوهِّد وقيل..

وأن غالبية الشعب يدرك أنهم هم من كانوا النكبة الكبرى لهذا الوطن بتآمرهم على البلاد ومشروعها الاتحادي ومشاركتهم الآثمة في انقلاب 2014 الذي مثل نكبة حقيقية ومصدراً مسئولاً عن كل ماحدث بعد ذلك من دمار وكوارث حلّت بالبلاد.

وعندما تضيق بهم كل سبل التدليس وقلب الحقائق يتقافزون كالفراش المبثوث تحت شعارات واهنة تردد دعوة ردم الصدع وتناسي الاحداث والتخلي عن الحلم الثوري تحت ذريعة مش وقت ويجب لم الصف وتوحيد الجهود وغيرها، ولكنهم عند أي شاردة أو واردة أو تصرف فردي لأي شخصية كانت منتمية ضمنياً أو حتى حقيقة لساحات النضال والتغيير سرعان ما تنبري السنتهم السليطة وابواقهم الناعقة بابشع الالفاظ واقذر التهم التي يلصقوها زيفا بفبراير المجيد، ولا يملون من محاولاتهم البائسة في تقزيم فبراير باشخاص وافراد حاولوا التسلق على الثورة والشباب تساندهم جهات واطراف واعلام ليكونوا صورة سيئة مشوهة لتلك الثورة في محاولة إن لم تنجح في وأدها فعلى الأقل في تشويهها وجعلهم شماعة لتلك الافتراءات.

إن ما يعيشه اليمن اليوم ليس نتيجة ثورة 11 فبراير، بل نتيجة الانقلاب على مخرجاتها، نتيجة خوف قوى الفساد والاستبداد من دولة عادلة تعطي لكل ذي حقٍ حقه. لم تكن فبراير سوى صوت الشعب، ولأنهم لم يريدوا سماعه، قرروا أن يسحقوه بكل الطرق، ولو كان الثمن خراب البلد وتشريد شعبه.

ورغم كل هذا، فإن الحلم لم يمت، فقد حاولوا بكل قواهم إخماده، لكنه لا يزال متقداً في قلوب اليمنيين، لأنهم، مهما اشتدت بهم الأزمات، لن يرضوا بأن يعودوا عبيداً تحت حكم الفرد، أو وقوداً لمشاريع طائفية ومناطقية مقيتة.

وخلاصة القول ونحن نُحيي ذكرى 11 فبراير، لا نحتاج إلى التبرير أو الدفاع عن الثورة، لأن التاريخ كفيل بذلك.

فاليمن الذي نعيشه اليوم هو اليمن الذي أراده أعداء فبراير، وليس الذي حلم به الثوار.

 لكن، كما سقطت مشاريع الاستبداد عبر التاريخ، سيسقط هذا المشروع أيضاً، وسينهض اليمن من بين الركام، وسيكون فبراير يوماً ما عيداً وطنياً يحتفل به الجميع، حين يصبح الوطن للجميع، لا لفئة أو جماعة أو حزب أو حتى فرد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 855 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 774 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 616 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 594 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 441 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 431 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 420 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 371 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 326 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 283 قراءة