فبراير.. ثورة شعب ونداء وطن لم يُستجب له بعد

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 58 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فبراير.. ثورة شعب ونداء وطن لم يُستجب له بعد

 

بشرى العامري :

في الحادي عشر من فبراير 2011، خرج الشعب إلى الساحات بصدور مفتوحة وأحلام متقدة، حاملين راية التغيير السلمي، مطالبين بالعدالة والمواطنة المتساوية، وبوطنٍ يحتضن الجميع بعيداً عن استبداد الفرد الواحد وتحكم المصالح الضيقة بمصير الأمة.

 كان ذلك اليوم لحظة فارقة في التاريخ اليمني، حيث قرر الشباب أن اليمن لن يكون بعد اليوم إرثاً يتداوله الحكام المتغلبون، ولا مملكة عائلية تُصادر إرادة الشعب.

لكن، كما هي سنة التاريخ في كل الثورات، وقف أعداء التغيير في وجه هذا الحلم، مستخدمين كل الوسائل الممكنة لوأده، حملوا السلاح في وجه الثورة، وأطلقوا دعاية سوداء مفادها أن فبراير كان مغامرة كارثية، متناسين أن اليمن كان غارقاً في مستنقع الفساد والتهميش، وأن حكم الفرد لم يكن سوى وصفة أكيدة للانفجار الكبير.

في المقابل لم يكن مشروع اليمن الاتحادي، الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني، سوى محاولة جادة لإخراج البلاد من دوائر الاستبداد والهيمنة الحزبية والمناطقية والمذهبية، وإعادة السلطة إلى الشعب من خلال أقاليم تحكم نفسها بعدالة وإنصاف، بعيداً عن حكم المركز الواحد، لكن القوى المضادة للتغيير أدركت أن يمناً اتحادياً يعني نهاية نفوذها، فبدأت بتشويه الثورة ومنجزاتها، متخذةً من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً لتزييف الوعي، وتصوير شباب الثورة كخونة، واعتبار مخرجات الحوار سبباً في كل الأزمات.

لكن، أي متابع منصف يدرك أن ما جرى لليمن لم يكن نتاج فبراير، وأن شباب فبراير ومريديه بريئين من كل مايحدث كبراءة الذئب من دم يوسف، وأن كل مايحدث اليوم هو نتاج التواطؤ مع مشروع الانقلاب الحوثي، وأن تلك القوى التي تدعي اليوم معاداة الحوثي، وأنها الضحية الأكبر له هي من سهلت بالأمس سقوط العاصمة صنعاء في قبضته، وشاركت في تسليم الدولة لمليشيا لا تؤمن إلا بالسلاح، معتقدة أنها تستطيع تطويعه لصالحها، حتى انقلب السحر على الساحر، ووجدت نفسها خارج اللعبة، بعد أن مكّنته من مفاتيح السلطة والثروة والسلاح، وأتت اليوم تذرف دموع التماسيح متباكية تدعي المظلومية وأن ماحدث هو نتيجة حتمية لاحداث فبراير، وتراهن في خبث على أن ذاكرة عامة الناس هشة وقصيرة، ولكنها تتغافل عن حقيقة أن التاريخ لايرحم ولاينسى وأن من استطاع تزوير تاريخ الأمس لقلة الوعي واقتصار الاعلام على صوت واحد، لم يُجدِ معه اليوم وعي الكثير من أبناء الشعب بما حدث ويحدث ولن يستطيعوا محو كلما سُجِّل ودُوِّن وشُوهِّد وقيل..

وأن غالبية الشعب يدرك أنهم هم من كانوا النكبة الكبرى لهذا الوطن بتآمرهم على البلاد ومشروعها الاتحادي ومشاركتهم الآثمة في انقلاب 2014 الذي مثل نكبة حقيقية ومصدراً مسئولاً عن كل ماحدث بعد ذلك من دمار وكوارث حلّت بالبلاد.

وعندما تضيق بهم كل سبل التدليس وقلب الحقائق يتقافزون كالفراش المبثوث تحت شعارات واهنة تردد دعوة ردم الصدع وتناسي الاحداث والتخلي عن الحلم الثوري تحت ذريعة مش وقت ويجب لم الصف وتوحيد الجهود وغيرها، ولكنهم عند أي شاردة أو واردة أو تصرف فردي لأي شخصية كانت منتمية ضمنياً أو حتى حقيقة لساحات النضال والتغيير سرعان ما تنبري السنتهم السليطة وابواقهم الناعقة بابشع الالفاظ واقذر التهم التي يلصقوها زيفا بفبراير المجيد، ولا يملون من محاولاتهم البائسة في تقزيم فبراير باشخاص وافراد حاولوا التسلق على الثورة والشباب تساندهم جهات واطراف واعلام ليكونوا صورة سيئة مشوهة لتلك الثورة في محاولة إن لم تنجح في وأدها فعلى الأقل في تشويهها وجعلهم شماعة لتلك الافتراءات.

إن ما يعيشه اليمن اليوم ليس نتيجة ثورة 11 فبراير، بل نتيجة الانقلاب على مخرجاتها، نتيجة خوف قوى الفساد والاستبداد من دولة عادلة تعطي لكل ذي حقٍ حقه. لم تكن فبراير سوى صوت الشعب، ولأنهم لم يريدوا سماعه، قرروا أن يسحقوه بكل الطرق، ولو كان الثمن خراب البلد وتشريد شعبه.

ورغم كل هذا، فإن الحلم لم يمت، فقد حاولوا بكل قواهم إخماده، لكنه لا يزال متقداً في قلوب اليمنيين، لأنهم، مهما اشتدت بهم الأزمات، لن يرضوا بأن يعودوا عبيداً تحت حكم الفرد، أو وقوداً لمشاريع طائفية ومناطقية مقيتة.

وخلاصة القول ونحن نُحيي ذكرى 11 فبراير، لا نحتاج إلى التبرير أو الدفاع عن الثورة، لأن التاريخ كفيل بذلك.

فاليمن الذي نعيشه اليوم هو اليمن الذي أراده أعداء فبراير، وليس الذي حلم به الثوار.

 لكن، كما سقطت مشاريع الاستبداد عبر التاريخ، سيسقط هذا المشروع أيضاً، وسينهض اليمن من بين الركام، وسيكون فبراير يوماً ما عيداً وطنياً يحتفل به الجميع، حين يصبح الوطن للجميع، لا لفئة أو جماعة أو حزب أو حتى فرد.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : الاعلان رسمياً عن مقتل شقيق عبدالملك الحوثي ورئيس أركان الحوثيين وعشرات القيادات بغارات أمريكية "الأسماء"

جهينة يمن | 2389 قراءة 

الرئيس الأمريكي: الغارات على الحوثيين ستتواصل.. وتفاصيل صادمة عن نتائجها

حشد نت | 2241 قراءة 

عاجل : الطيران الامريكي يهاجم في هذه اللحظات مقر القيادة للجيش وعدة مناطق وسط العاصمة صنعاء "المواقع المستهدفة "

جهينة يمن | 2150 قراءة 

أطقم تحترق ومباني "صنعاء القديمة" تنهار ...شاهد صور للدمار الذي خلفتة الغارات الامريكية على العاصمة صنعاء قبل قليل

جهينة يمن | 1773 قراءة 

عاجل : الجيش الامريكي يشن الان هجوم عنيف على الحوثيين بالعاصمة صنعاء "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 1735 قراءة 

مصادر  تكشف عن تحركات خطيرة تتم عبر مطار صنعاء الدولي

المرصد برس | 1354 قراءة 

عاجل: فنان يمني شهير ينشر الآن مقطع فيديو يُظهر آثار الغارات الأمريكية على المباني المحيطة بالقيادة العامة للجيش في التحرير"شاهد"

جهينة يمن | 1055 قراءة 

عاجل.. ضربات جوية عنيفة تستهدف قيادات ومواقع حوثية في صنعاء

المنارة نت | 1003 قراءة 

عيدروس الزبيدي يتخذ خطوة مفاجئة بشأن ”انفصال جنوب اليمن” ويصدر قرارا غير مسبوق!

المشهد اليمني | 910 قراءة 

بعد الغارات العنيفة على العاصمة صنعاء ...مسؤول امريكي كبير يفاجئ الجميع ويكشف نتائج القصف

جهينة يمن | 740 قراءة