بين عملتين محليتين.. كيف تتبخّر رواتب معلمي سامع بتعز في ظل الانهيار الاقتصادي؟ (تقرير خاص)

     
المجهر             عدد المشاهدات : 34 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين عملتين محليتين.. كيف تتبخّر رواتب معلمي سامع بتعز في ظل الانهيار الاقتصادي؟ (تقرير خاص)

بين عملتين محليتين.. كيف تتبخّر رواتب معلمي سامع بتعز في ظل الانهيار الاقتصادي؟ (تقرير خاص)

المجهر - صديق الأحمدي

الأحد 09/فبراير/2025

-

الساعة:

5:28 م

"أتقاضى راتبًا قدره 85 ألف ريال بالطبعة الجديدة، ويتحول إلى 21 ألف ريال فقط عند تحويله إلى الطبعة القديمة، هذا المبلغ لا يكفي لتوفير احتياجات الأسرة اليومية، ما يضطرنا لتقليص عدد الوجبات اليومية إلى وجبتين، وأحيانًا وجبة واحدة" بهذه الكلمات يصف المعلم "فؤاد عمرو"، مدرس مادة الرياضيات بمدرسة الفوز في مديرية سامع جنوب مدينة تعز، حال المعلمين في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

مع استمرار انهيار الريال اليمني وارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، يعاني المعلمون والموظفون الحكوميون أوضاعًا مأساوية، خاصة في المناطق الحدودية القريبة من سلطة الحوثيين، هؤلاء الموظفون يتسلمون رواتبهم من الحكومة الشرعية بالطبعة الجديدة للعملة، لكنهم يضطرون لتحويلها إلى الطبعة القديمة بفارق صرف كبير.

تعيش مديرية سامع وضعا استثنائيا منذ اندلاع الحرب، ويتعامل أهالي المديرية بالطبعتين من العملة الوطنية، الجديدة والقديمة، غير أن السوق الأقرب للأهالي يقع في مديرية خدير الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما يدفع الموظفين لمصارفة مرتباتهم إلى القديم، كي يشتروا اليسير جدا من حاجياتهم.

أوضاع معيشية صعبة

 

يعيش المعلمون أوضاعًا اقتصادية صعبة للغاية، حيث لا يكفي راتبهم الشهري لتغطية احتياجاتهم الأساسية لأسبوع واحد، يقول المعلم "فؤاد عمرو": "الراتب الذي نستلمه لا يمكن تسميته راتبًا، بل هو مجرد فُتات"، مضيفًا: "في عام 2013 كنت أتقاضى ما يعادل 1200 ريال سعودي، أما الآن فلا يتجاوز ما يعادل 150 ريالًا سعوديًا، الراتب يجب أن يكون أقل شيء 400,000 ريال يمني لمواجهة غلاء المعيشة وتدهور سعر الصرف أمام العملات الأجنبية". 

وأوضح عمرو: "حرم أبناؤنا من الفرح، والبرد أهلكهم، لا نستطيع شراء ملابس ثقيلة، وأطفالنا بلا أحذية أو حقائب أو دفاتر، أصبح همنا الوحيد توفير الدقيق والغاز والماء، ملابسنا لم تعد تليق بنا كمعلمين أمام الطلاب، نحن نعيش وضعًا مهينًا أفقدنا احترام طلابنا ومجتمعنا وأهلنا". 

وبدوره، يقول مدير مكتب التربية في مديرية سامع، صادق أحمد هائل، أن "العملية التعليمية بقيت منتظمة في المديرية كما هو عليه منذ 2017 حتى 2024، لكن مع ارتفاع أسعار الصرف والمواد الغذائية عامًا بعد عام، وجد المعلم راتبه لا يغطي احتياجاته المعيشية، خاصة بموقع مديرية سامع بين العملتين القديم والجديد، مما يعاني الفارق بينهما، بينما كانت الرواتب تصرف قبل الحرب بانتظام وسعر العملة ثابتًا".

 

بين عملتين محليتين

 

يعاني الموظفون في مناطق التماس بين سيطرة الحكومة المعترف بها والحوثيين فارق صرف كبير بين العملتين، حيث تضاعف هذا الفارق بنسبة 300% بين الطبعة القديمة والجديدة، حيث بدأ مسلسل فارق صرف بعد أن حظر البنك المركزي التابع للحوثيين في ديسمبر 2019 تداول الطبعة الجديدة في مناطق سيطرته.

ووفق مدير تربية سامع: "كانت الرواتب تصرف قبل الحرب بانتظام وسعر العملة ثابتًا، بينما اليوم بعد الحرب تغيرت الأمور بسبب الوضع الاقتصادي المنهار أمام العملات الأجنبية، مما تضاعفت الأوضاع الاقتصادية عامًا تلو الآخر، خاصة مع منع الحوثي التداول بالعملة الجديدة. بقيت مديرية سامع بين عملتين".

فيما أشار الصحفي رهيب هائل إلى أن: "حياة المعلمين في المناطق الواقعة بين سلطتي الحوثيين والحكومة الشرعية محفوفة بالمشقة، راتب المعلم، الذي كان يعادل 1000 ريال سعودي قبل الحرب، أصبح الآن لا يتجاوز 20 ألف ريال بالطبعة القديمة، وهو مبلغ لا يكفي لتوفير أدنى مقومات الحياة". 

 

ولفت في حديثه لـ"المجهر" إلى أن المعلمين المسجلين في كشوفات عامي 2011 و2014 يتقاضون رواتب متدنية للغاية، لا تتجاوز 60 ألف ريال بالطبعة الجديدة، أي ما يعادل 14 ألف ريال بالطبعة القديمة.  

 

وتابع أن التجار يستغلون غياب الرقابة الحكومية للتلاعب بأسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، خاصة في المناطق المحاذية لسلطة الحوثيين.

 

من جانبه، أوضح عبدالرحمن المقطري، أمين عام نقابة المعلمين في تعز، في حديثه لـ"المجهر" أن فارق سعر العملة جعل رواتب المعلمين في مناطق التماس أقل بكثير من قيمتها الحقيقية مقارنة بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية. وأضاف أن رسوم التحويل والصرافة المرتفعة تزيد من معاناة المعلمين بشكل كبير. 

 

وبحسب المقطري، "الحل الحقيقي هو تحرير بقية محافظة تعز، بالإضافة إلى صرف بدل طبيعة عمل وبدل ريف، وإقرار التأمين الصحي، وصرف مرتبات 9 أشهر متأخرة والعلاوات السنوية". 

وأكد المقطري: "اجتمعت النقابة مع محافظ تعز في الاجتماع الأخير، لكن مع الأسف، لم يخرج بأي قرار لصالح المعلمين، تم تقديم وعود برفع القضايا إلى عدن، لكن لم يتم صرف حوافز المعلمين أسوة بالمحافظات الأخرى، هذا الوضع دفعنا للدعوة إلى مواصلة الإضراب حتى تُصرف حقوقنا بالكامل". 

 

فيما لفت الصحفي "رهيب هائل" إلى أن المعلمين لم يتلقوا رواتبهم لثلاثة أشهر (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)، مما زاد من تفاقم معاناتهم. وطالب الحكومة الشرعية بزيادة رواتب المعلمين لتتماشى مع سعر الصرف الحالي، وصرف العلاوات السنوية والحوافز التشجيعية بانتظام.

 

وعود بلا وفاء

 

يقول مدير مكتب التربية بسامع: "جاء إضراب المدارس الحكومية في مديريات محافظة تعز المحررة بسبب توقف رواتب أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام الماضي وتأخيره حتى يناير العام الجديد، والإهمال الحكومي للمعلم". مضيفا أن "سامع المديرية الوحيدة التي ما زالت العملية التعليمية مستقرة إلى حد ما، رغم معاناة المعلمين، إلا أن مستقبل الطلاب هو الأهم، في إضراب جميع المدارس الحكومية في مديريات محافظة تعز المحررة بسبب توقف رواتب أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام الماضي وتأخيره حتى يناير العام الجديد والإهمال الحكومي للمعلم".

وأضاف التربوي صادق هائل حديثه لـ"المجهر" أن المعلمين أصبحوا يائسين من عدم تنفيذ الوعود من قبل الحكومة الشرعية، وهناك تهديد للعملية التعليمية في الجمهورية، وبسبب عدم الوفاء بالوعود، ما زال الإضراب قائمًا، وأعتقد بأن هناك تهديدًا للعملية التعليمية في الجمهورية".

يعيش المعلمون في اليمن بين مطرقة الانهيار الاقتصادي وسندان الإهمال الحكومي، في ظل غياب حلول جذرية لتحسين أوضاعهم المعيشية، وأصبحت الأزمة تهدد مستقبل التعليم بأسره، مما يضع أجيالًا كاملة على حافة الضياع، وإذا استمرت هذه الأزمة دون تدخل حقيقي، فإن مستقبل اليمن التعليمي والاجتماعي سيظل في خطر دائم، وهو واقع كارثي يستدعي التحرك العاجل لإنقاذ القطاع التعليمي وضمان حقوق المعلمين.

#اليمن

#تعز

#معلمو سامع

#مناطق سيطرة الحوثيين

#عملتان محليتان

#الانقسام النقدي

#رواتب المعلمين

#انهيار الوضع الاقتصادي

#فارق الصرف

#معاناة

#الوضع المعيشي

#مطالب

#نقابة المعلمين اليمنيين


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد بالفيديو: أول محافظة يمنية تدخل عصر " القطار الهوائي " .. نقلة نوعية مدهشة تغير وجه النقل والمواصلات !

يمن برس | 557 قراءة 

عبدالملك الحوثي يفاجئ الجميع ويتراجع عن هذا القرار الذي طالما وعد به، وقيادات الصف الأول في حالة ارتباك

جهينة يمن | 485 قراءة 

أمريكا ستوجه ضربة قاضية للحو ثيين بهذا الموعد

كريتر سكاي | 422 قراءة 

مستشار وزير الإعلام ينشر فيديو لسلطان العرادة ويتسأل هل تعرف القيادة معنى هذا …!

عناوين بوست | 422 قراءة 

انقلاب متكامل يفاجئ التحالف (صور)

العربي نيوز | 411 قراءة 

ترحيل ناشط يمني من مصر إلى السعودية

جهينة يمن | 382 قراءة 

الحكومة المصريه تحتجز جلال الصلاحي وترحله إلى السعودية.. !

عناوين بوست | 326 قراءة 

حمار يعتدي على مجند حوثي ويثير سخرية واسعة في اليمن (فيديو)

المشهد اليمني | 262 قراءة 

اعلامي عسكري يصدر تعليق ناري بشان عودة الزبيدي الى عدن

كريتر سكاي | 232 قراءة 

عاجل : بالتزامن مع بدء مراسم تشييع حسن نصر الله ...اسرائيل تشن غارات عنيفة على لبنان

جهينة يمن | 200 قراءة