المعلم اليمني.. بين صراع البقاء وانعدام الحياة الكريمة

     
سما عدن             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المعلم اليمني.. بين صراع البقاء وانعدام الحياة الكريمة

 

مقال: د. توفيق السالمي

في كل دول العالم، يُعتبر المعلم حجر الزاوية في بناء المجتمعات، فهو الذي يصنع الأجيال ويؤسس لمستقبل مشرق. لكن في اليمن، يواجه المعلم وضعاً مأساوياً لا يليق بمكانته ولا يضمن له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

أرقام تكشف المعاناة

عندما نحاول قياس معاناة المعلم بحسبة بسيطة، سنجد أن الذي راتبه البالغ 75 ألف ريال يمني لا يكفي حتى لتغطية احتياجاته الأساسية، ناهيك عن احتياجات أسرته.

لو نحسب علبة التونه فقط سعرها 2500 ريال، إذا احتاج إلى 30 علبة في الشهر 75,000 ريال (أي الراتب بالكامل!)

ماذا عن القمح، الأرز، الزيت، الفواكه، والخضروات؟

ماذا عن تكاليف التعليم لأبنائه، المواصلات، الدواء، الملابس، فواتير الكهرباء والماء وبعضهم الايجار؟

الحقيقة الصادمة أن المعلم في اليمن يعيش تحت خط الصفر فهو محروم من الغذاء الكافي، ومن أبسط مقومات العيش الكريم، مما يهدد صحته النفسية والجسدية، وينعكس على أدائه داخل الفصل الدراسي، وبالتالي على جودة التعليم في البلاد.

المعلم بين الفقر والحرمان

اليوم، أصبح المعلم مضطراً للبحث عن أعمال أخرى، كقيادة سيارات الأجرة، أو بيع السلع في الأسواق، أو حتى العمل بأجور زهيدة لا تتناسب مع كرامته. بل إن البعض اضطر إلى الهجرة أو ترك المهنة بالكامل، مما يُشكل خطراً كبيراً على مستقبل التعليم في اليمن.

إلى متى سيظل المعلم في هذا الوضع المأساوي؟

هل يُعقل أن يكون حامل رسالة العلم، والمُربي الأول للأجيال، هو الأكثر فقراً ومعاناة في المجتمع؟

ما الحل؟ وكيف يمكن دعم المعلم؟

أولاً: مسؤولية الدولة

1. وضع هيكل اجور جديد ورفع رواتب المعلمين لتتناسب مع الوضع المعيشي، بحيث لا يقل عن 500 ألف ريال يمني شهرياً كحد أدنى لضمان حياة كريمة.

2. صرف الرواتب بانتظام دون تأخير، فمن غير المقبول أن يُترك المعلم لأشهر بلا راتب.

3. توفير التأمين الصحي للمعلمين وأسرهم، ليتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.

4. تقديم حوافز ومكافآت للمعلمين المتميزين لتحفيزهم على الاستمرار في أداء رسالتهم.

5. دعم المعلمين بمساعدات غذائية شهرية لتخفيف الضغط المعيشي عنهم.

ثانياً: دور أولياء الأمور والمجتمع

1. المطالبة بحقوق المعلمين من خلال الضغط الشعبي والإعلامي لإجبار الجهات المسؤولة على تحسين أوضاعهم.

2. دعم المعلمين مادياً ومعنوياً عبر مبادرات مجتمعية تسهم في تخفيف معاناتهم.

رسالة إلى الحكومة والجهات المعنية

لا يمكن بناء مجتمع متطور دون تعليم جيد، ولا يمكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون معلمين يعيشون حياة كريمة. إن تجاهل حقوق المعلمين هو حكم بالإعدام على الأجيال القادمة.

المعلم ليس متسولاً يمد يده للمساعدة، بل هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة أي أمة. إن لم يحصل المعلم على حقوقه، فلن يكون هناك جيل متعلم، ولن يكون هناك مستقبل مشرق لهذا الوطن.

زيادة الراتب حق للمعلم وليس مكرمة.

التعليم_في_خطر

د/توفيق السالمي

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

نبوءة صحفي جريء تكشف هوية رئيس اليمن القادم

نافذة اليمن | 823 قراءة 

المشاط يدعو السعودية إلى إنهاء العدوان وتنفيذ استحقاقات السلام

قناة المهرية | 699 قراءة 

ترامب في شرم الشيخ: العراق لديه نفط كثير لا يعرف ماذا يفعل به وهذه مشكلة كبيرة

عدن نيوز | 582 قراءة 

مهم..إنشقاق قائد اللواء العاشر صماد عن الحوثيين

رأي اليمن | 547 قراءة 

ضبط أكثر من 24 ألف قطعة لصناعة الطائرات المسيرة في ميناء عدن

تهامة 24 | 426 قراءة 

نقل السامعي الى العناية المركزة في صنعاء

كريتر سكاي | 423 قراءة 

أخطر بيان منذ سنوات... قيادي جنوبي بارز يفجرها ويكشف عن اللصوص الذين سرقوا الثورة

جنوب العرب | 423 قراءة 

عاجل.. انشقاق قائد اللواء العاشر (صماد) عن الحوثيين وإعلام ألوية العمالقة يكشف

موقع الأول | 413 قراءة 

عيدروس الزبيدي يوجه رسالة لأبناء المحافظات الشمالية ..ماذا جاء فيها ؟

المشهد اليمني | 400 قراءة 

في بيان صحفي هام.. أحمد الميسري يرسل رسالة للرئيس عبدربه منصور هادي

موقع الأول | 350 قراءة