أطلق الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رسالة لاذعة ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة بين البلدين. جاءت الرسالة بعد محاولة واشنطن ترحيل مهاجرين كولومبيين غير نظاميين مكبّلين بالسلاسل على متن طائرات عسكرية. رفضت كولومبيا استقبال هذه الطائرات في البداية، قبل أن يستخدم بيترو طائرته الرئاسية لإعادة المهاجرين بشكل لائق.
رسالة نقدية حادة
في بداية الرسالة، خاطب بيترو ترامب قائلاً: “أنا لا أحب السفر إلى الولايات المتحدة كثيرًا، فهو أمر ممل. لكن هناك ما يستحق الثناء، كزيارة أحياء واشنطن السوداء. رأيت شجارات بين السود واللاتينيين هناك، وكان ذلك سخيفًا لأنهم أحرى بهم أن يتحدوا”.
وتابع بالإشادة ببعض الشخصيات الأميركية مثل والت ويتمان، بول سيمون، نعوم تشومسكي، وآرثر ميلر. كما استحضر ذكريات عن الناشطين العماليين نيكولا ساكو وبارتولوميو فانزيتي، اللذين أعدما ظلمًا في الولايات المتحدة، واعتبرهما رمزًا للنضال الذي يسير على خطاه.
“سأقاوم غطرستك”
وجه بيترو انتقادات حادة لترامب قائلاً: “لا أحب نفطك، وسأقاوم غطرستك. قد ترى شعبي كعرق أدنى، لكننا لسنا كذلك. ستقضي على البشرية بجشعك، وربما يأتي يوم نتحدث فيه بصراحة حول هذا الأمر”. وأضاف: “يمكنكم محاولة تنفيذ انقلاب ضدي كما فعلتم مع سلفادور أليندي، لكنني سأموت على مبادئي، كما قاومت التعذيب، سأقاومك”.
إرث أميركا اللاتينية
أكد بيترو أن كولومبيا تسعى للتحرر من قيود النفوذ الأميركي، قائلاً: “كولومبيا هي قلب العالم، إنها أرض الفراشات الصفراء، وجمال ريميديوس، لكنها أيضًا أرض العقيد أوريليانو بوينديا من رواية 100 عام من العزلة. نحن شعوب الرياح والجبال والحرية، ولن أمد يدي لمصافحة تجار العبيد، بل لرثة لينكولن والأحرار”.
كما شدد على تاريخ بلاده الغني قائلاً: “دماؤنا مزيج من الحضارات، ومن صمود السود الذين استعبدتموهم. كولومبيا كانت أول أرض حرة في الأميركتين، ونحن أبناء سيمون بوليفار الذي نادى بالحرية في وجه الطغاة”.
تحدٍ واضح لترامب
اختتم بيترو رسالته بتحدٍ مباشر: “كولومبيا تفتح ذراعيها للعالم وتبني الحرية والحياة. إذا فرضتم رسومًا جمركية على منتجاتنا، سنرد بالمثل. دع شعبنا يزرع الذرة التي اكتشفت في كولومبيا لتغذية العالم، ولن تسيطروا علينا أبدًا”.
بهذه الكلمات، أكد بيترو أن كولومبيا عازمة على الحفاظ على كرامتها وسيادتها، رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية من الولايات المتحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news