مع "هدوء نسبي" في البحر الأحمر.. ما خيارات ترامب في التعامل مع الحوثيين؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 169 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مع "هدوء نسبي" في البحر الأحمر.. ما خيارات ترامب في التعامل مع الحوثيين؟

مع سريان تنفيذ اتفاق غزة، يعود الهدوء إلى مياه البحر الأحمر مجددا، بعد أكثر من 14 شهرا من الاضطرابات المتصاعدة التي فرضتها ميليشيا الحوثي، على حركة الملاحة الدولية، في سياق عملياتها العسكرية "المساندة للفلسطينيين"، وفق ادعاءاتها، وسط تساؤلات عن الخيارات الدولية المحتملة، عقب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعلن زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أمس الاثنين، في كلمة جاءت بمناسبة بدء تنفيذ الاتفاق، أن توقف عملياتهم العسكرية مرتبط بمدى تنفيذ إسرائيل للاتفاق، مشيرا إلى "الاستعداد والجاهزية لجولات آتية من التصعيد"، سواء في غزة أم "ضد جبهات الإسناد، ومنها جبهة اليمن"، وفق قوله.

وبعث الحوثيون رسالة إلكترونية إلى شركات الشحن العالمية، أكدوا فيها "استمرار الهجمات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، إلى أن يتم تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، طبقا لما نشرته وكالة "رويترز" أمس الاثنين.

وجاء في الرسالة الصادرة عن "مركز تنسيق العمليات الإنسانية" بصنعاء، المعني بالتواصل بين الحوثيين وشركات الشحن العالمية، أن العمليات العسكرية ضد السفن المملوكة لأفراد أو كيانات أمريكية أو بريطانية قد توقفت، مهددا بعودتها في حال "وقوع أي عدوان على اليمن" من قبل الدولتين.

ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات العسكرية على السفن في ممرات الملاحة الدولية، أسفرت عن مقتل 4 بحارة واختطاف سفينة مع طاقمها، وإغراق سفينتين في مياه البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطيل الملاحة في واحد من أهم المضائق المائية في العالم.

في مقابل ذلك، شكّل المجتمع الدولي بقيادة واشنطن ولندن، تحالفا دوليا يدعى "حارس الازدهار"، لمواجهة تهديدات الحوثيين، وتأمين حرية الملاحة الدولية، عبر ضربات وقائية دفاعية.

ويأتي إعلان التهدئة في غزة، وسط تزايد حدة المواقف الدولية تجاه الحوثيين، وعقب أكثر من أسبوع على أولى الهجمات العسكرية المنسّقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل، ضد مقدرات الميليشيا العسكرية ومستودعات تخزين أسلحتها النوعية تحت الأرض، والمنشآت الحيوية الخاضعة لسيطرتها.

غياب الضمانات

ويرى مستشار رئيس الحكومة اليمنية السابق، سام الغباري، أن تقليص الحوثيين نطاق هجماتهم "قد لا يكون كافيا لتغيّر المواقف الدولية تجاههم بشكل جذري، ولا يجب اعتبارها كإشارة إيجابية، قد تُسهم في تهدئة التوترات في المنطقة".

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن تهديدات الحوثيين ما زالت قائمة، "وسط مخاوف من إمكانية استئناف هجماتهم حال حدوث أي تصعيد أو إخلال باتفاق وقف إطلاق النار، وهذا ما يؤكده زعيمهم، عبدالملك الحوثي".

وذكر الغباري، أن القلق الدولي لا يزال مستمرا؛ إذ إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية، "أثرت سلبًا على حركة الملاحة والتجارة الدولية، ما دفع دولًا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عسكرية لحماية السفن، وبالتالي فإن هذا السياق يجعل من الصعب على هذه الدول تغيير موقفها بسرعة دون ضمانات ملموسة".

مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ينظر إلى الحوثيين "كجزء من النفوذ الإيراني في المنطقة، واستمرار دعم طهران لهم يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. لذا، فإن أي تخفيف للتصعيد تجاه الحوثيين قد يرتبط بتغيرات في السلوك الإيراني أيضًا".

خيارات مقبلة

وفيما يتعلق بالخيارات الدولية المحتملة، عقب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وقدوم إدارته الجديدة إلى البيت الأبيض، قال الغباري إن ذلك يعتمد على سلوك الحوثيين المستقبلي، إضافة إلى دور الأطراف الإقليمية المؤثرة، خاصة إيران، في دعم الاستقرار في المنطقة".

وأضاف أن المجتمع الدولي قد يفضّل مراقبة تطورات الأوضاع على الأرض، للتأكد من مدى التزام الحوثيين بوقف الهجمات، قبل اتخاذ أي إجراءات.

وبحسبه، فإن من الوارد لجوء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى تعزيز التعاون مع الدول الإقليمية، لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومواجهة أي تهديدات محتملة.

وأشار الغباري إلى أن زيادة الضغوط الدبلوماسية على إيران، قد يكون أحد الخيارات الدولية، للحدّ من تدخلاتها في اليمن.

وتابع: "أما إن استمرت التهديدات والهجمات، فمن المحتمل أن تتبنى الدول المعنية استراتيجيات أكثر صرامة، تشمل تعزيز الوجود العسكري في المنطقة، وفرض عقوبات إضافية".

وبين أن الحوثيين لا يمكنهم العيش دون عدو، "واختراع العدو مهمة إيرانية، اكتسبتها ميليشيا الحوثي بامتياز، ولذلك فإنهم سيخترعون ألف عذر لاستمرار هجماتهم في البحر الأحمر".

تصنيف مرتقب

ومع استمرار تصعيد الحوثيين ضد السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، حتى قبيل سريان تنفيذ اتفاق التهدئة في غزة ببضع ساعات، قدم 15 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، "مشروع قانون لتفكيك وكيل إيران في اليمن"، من خلال تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.

ونقل موقع "لجنة العلاقات الخارجية" بمجلس الشيوخ، عن رئيس اللجنة، السيناتور جيم ريش، الجمعة الماضي، أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، "يفرض تكاليف حقيقية ستجبرهم (أي الحوثيين) على الانتباه".

وذكر ريش، أنه في ظل إدارة الرئيس ترامب، "ستعود الولايات المتحدة إلى حملة ضغط قصوى على إيران، وحماية الأمن القومي الأمريكي".

فرصة مواتية

ومن جهته، يعتقد المحلل السياسي، أنور التميمي، أن "الفرصة باتت مواتية حاليا أكثر من أي وقت مضى، لتوجيه ضربة ضد الحوثيين، بعد اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل".

وقال التميمي لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين طوال الأشهر الماضية "كانوا يستظلون بمشروعية المقاومة وزعم مناصرة غزة، لدرجة أن القوى الإقليمية امتنعت عن الانخراط في الجهد الدولي لمحاربتهم، خشية أن يظهر تدخلها للرأي العام وكأنه مناصرة لإسرائيل، وهو أمر تخشاه كل الأنظمة والقوى في العالمين العربي والإسلامي، وقد أجاد الحوثيون اللعب على هذا الوتر كثيرا".

ولفت إلى أن القوى الوطنية والإقليمية والدولية المناهضة للحوثيين، أصبحت اليوم متخففة من هذا العبء، "وبإمكانها مواجهة ميليشيا الحوثي في معركة واضحة المعالم والنوايا والأهداف".

وأشار إلى أن الحوثيين دون مزاعم "نصرة غزة" مجرد "انقلابيين اغتصبوا السلطة والحكم ونهبوا الموارد، وهم بالمعنى الدولي، عصابة مارقة شكلت وتشكل خطرا على الملاحة الدولية وسلاسل إمداد الغذاء".

وتوقع التميمي، تعرّض الحوثيين خلال المرحلة المقبلة، إلى ضربات عسكرية نوعية، تفقدهم السيطرة على مناطق وموانٍ مهمة، أسهمت في تعزيز قدرتهم الاقتصادية والعسكرية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محافظتين تمتنعان عن توريد الإيرادات إلى مركزي عدن

نيوز لاين | 545 قراءة 

المختطفون والمعتقلون السياسيون في صنعاء يواجهون الانتهاكات الحوثية بإضراب مفتوح عن الطعام

حشد نت | 506 قراءة 

بعد هروبه من صنعاء ..عضو في عصابة ابتزاز يكشف عن زميله له تزوجت في عام واحد أكثر 380شخص..!

عناوين بوست | 479 قراءة 

أسعار الصرف اليوم الخميس: تغيّرات جديدة في سوق العملات

المرصد برس | 445 قراءة 

أول فيديو لجريمة اغتيال القائد الأمني “النقيب” في تعز

المشهد اليمني | 442 قراءة 

المنخفض الجوي المستمر يؤدي إلى انقطاع الطرق الرئيسة في حضرموت

حشد نت | 375 قراءة 

إيران تلجأ لـ“الأسطول الخفي” لتهريب شحنات إلى الحوثيين.. ووصول 30 سفينة إلى رأس عيسى

المشهد اليمني | 364 قراءة 

  أول محافظة يمنية تعلن عن أول مديراتها بأنها مناطق منكوبة

مأرب برس | 337 قراءة 

السلطات السعودية تعتقل صحفيا يمنيا من مطار جدة بعد عودته من أداء العمرة

الموقع بوست | 331 قراءة 

سياسي المقاومة الوطنية: جريمة الحوثيين بحق أمين عام المؤتمر تكشف الوجه الدموي للميليشيات

حشد نت | 326 قراءة