في تقرير مثير للجدل، كشف موقع “ذا انترسبت” عن صورة شارة عسكرية تمثل “صيد الحوثيين”، تم نشرها عبر موقع وزارة الدفاع الأمريكية في أواخر أكتوبر الماضي. الصورة، التي أظهرت شارة على كتف الملازم كايل فيستا، طيار في سرب المروحيات البحرية رقم 74، أثارت موجة من الانتقادات بسبب محتواها العنصري والمثير للدهشة.
محتوى الشارة
الشارات التي يرتديها أفراد الجيش الأميركي عادةً ما تكون رمزية وتعكس إنجازات الوحدات العسكرية، ولكن شارة فيستا التي تحمل اسم “نادي صيد الحوثيين” جاءت محملة برمزية غير تقليدية. الشارة تتضمن تصميماً مستوحى من شخصيات خيالية مشابهة لفرقة “توسكين رايدرز” في فيلم “حرب النجوم”، مع إضافة تعليق يربطها بـ “البحر الأحمر 2023-2024”.
شارة صيد الحوثيين
التصعيد العسكري في البحر الأحمر
منذ بداية عام 2024، تكثف القوات البحرية الأمريكية عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، مستهدفة الحوثيين في اليمن. ووفقاً للتقرير، كانت السفن الحربية الأمريكية قد نفذت ضربات متكررة ضد الحوثيين في إطار الصراع الذي يربط العمليات العسكرية في اليمن بالحرب الإسرائيلية على غزة.
الرفض والانتقادات
على الرغم من أن الشارة تم ترويجها في البداية عبر موقع وزارة الدفاع، فقد تم سحبها لاحقًا بعد احتجاجات إعلامية واسعة. القادة العسكريون الأمريكيون أعربوا عن أسفهم لما اعتُبر تشجيعاً على استخدام العنف ضد الحوثيين بشكل يقلل من إنسانيتهم. الناطق باسم الجيش الأميركي ذكر أن “الشارة غير مناسبة بطبيعتها” وتم سحبها من الموقع الرسمي بعد تقييم داخلي.
نزع الصفة الإنسانية
الجدل حول الشارة يعكس ظاهرة أعمق، حيث يشير الباحثون إلى أن هذه الرموز العسكرية تسهم في نزع صفة الإنسانية عن الأعداء، مما يسهل قبول العنف ضدهم. جانيت ماكنتوش، أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة برانديز، أكدت أن الشارات العسكرية، مثل شارة “نادي صيد الحوثيين”، تساهم في تقليل الحوثيين إلى “كائنات غير بشرية”، مما يسهل قتلهم سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين.
الإشارات الثقافية والتاريخية
يُشار إلى أن الجيش الأميركي يمتلك تاريخاً طويلاً في استخدام الرموز التي تحط من قيمة الأعداء، وهو ما يعود إلى الحروب الهندية في القرن التاسع عشر ويستمر حتى اليوم. وفقًا للتقرير، يشبه هذا النوع من التمييز العنصري ما كان يحدث في أوقات سابقة من التاريخ، مثل استخدام النازيين لوصف اليهود بالجرذان أو الإشارة إلى التوتسي في رواندا بـ “الصراصير”.
السياق العسكري وثقافة القتل
تضيف ماكنتوش أن هذه الرموز تستخدم أيضاً كآلية نفسية لتبرير العنف العسكري. من خلال تحريف الصور الرمزية وتحويل القتل إلى “ترفيه” أو “رياضة”، تصبح هذه الرموز جزءًا من ثقافة عسكرية تدفع الجنود إلى تنفيذ المهام العدوانية دون مراعاة أخلاقيات القتل، حتى لو كان ذلك على حساب الحياة البشرية.
ما بعد الحملة:
على الرغم من إزالة الصورة من الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، إلا أن الشارة لا تزال متاحة للبيع عبر الإنترنت في متاجر غير رسمية، مما يثير تساؤلات حول ثقافة ارتداء الشارات العسكرية في الجيش الأمريكي. هذا التحليل يسلط الضوء على التناقضات في العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، ويستعرض الصعوبات التي يواجهها الجيش في تحقيق انتصارات ملموسة في الحرب اليمنية.
تستمر الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، لكن الجدل حول “شارات صيد الحوثيين” يعكس توترات عميقة تتعلق بكيفية تصور العدو في الحرب. هذه الرموز العسكرية، التي تمثل سخرية من الضحايا، تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها في تشويه صورة الحوثيين وتحفيز العنف ضدهم، سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news