في نهاية سبتمبر، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي شائعات عن تحطم مروحية تقلّ قادة من الحرس الثوري الإيراني وجماعة الحوثي في جنوب غرب إيران، أسفر عن مقتل شخصيات بارزة، من بينهم عبد الملك الحوثي ومحمد عبد السلام. إلا أن الشائعات تلاشت سريعاً، حيث أكد محللون عدم وجود تقارير رسمية من إيران تدعم هذه الأنباء، إلى أن ظهر عبد الملك الحوثي في خطاب مصور في ذكرى هجوم حماس على إسرائيل، داحضاً كل التوقعات بوفاته.
وبحسب تقرير غربي، فإنه ورغم نجاته، يظل الحوثي هدفاً محتملاً لإسرائيل، ما يعكس تعقيد المشهد داخل ما يُعرف بمحور المقاومة، خاصة بعد اغتيال قادة آخرين مثل حسن نصر الله، الذي اغتيل في الطابق الرابع عشر تحت الأرض، ويحيى السنوار الذي قُتل مشتبكا مع قوة اسرائيلية في رفح.
رحيل الحوثي، إن حدث، قد يُدخل جماعته في فترة اضطراب وربما يعيد هيكلة علاقاتهم مع إيران، نظراً لدوره المحوري في توجيه استراتيجية الجماعة وتمكينها.
على الرغم من تكهنات بأن شقيقه عبد الخالق قد يكون الخليفة المتوقع، إلا أن الانقسامات داخل عائلة الحوثي وبين القادة المحليين قد تقود إلى صراعات داخلية محتملة، قد تصل إلى إضعاف الجماعة أو إحداث تغييرات في علاقتها مع إيران. هذه الانقسامات قد تؤثر أيضاً على قدرة الجماعة في إدارة مناطق سيطرتها، لا سيما مع سكان يقدر عددهم بـ 32 مليون نسمة، معظمهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وفي ظل الكاريزما والقيادة الحازمة التي يمثلها عبد الملك الحوثي، يبدو أن فقدانه قد يترك فراغاً يصعب ملؤه، ويؤدي إلى تنافس داخلي، وربما يفسح المجال لجناح جديد يسعى لإعادة صياغة أجندة الحوثيين أو التوجه نحو استقلالية أكبر عن طهران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news