تفصل أيام قليلة الأميركيين عن موعد التصويت الحاسم في الانتخابات الرئاسية التي تُعتبر من أغرب الانتخابات في التاريخ الأميركي.
وقد شهدت الحملة أحداثًا مفاجئة، من انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن، إلى دخول كامالا هاريس مرشحة جديدة للحزب الديمقراطي قبل ثلاثة أشهر فقط من التصويت، في وقت يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب تحديات وتهديدات وصلت حدّ محاولتي اغتيال.
ناقش برنامج "داخل واشنطن" مجريات هذه المنافسة غير التقليدية، متناولًا انسحاب بايدن الذي تم بعد ضغوط من شخصيات ديمقراطية بارزة، من بينها نانسي بيلوسي، وفق ما أكده الصحفي ديفيد هوكينغز.
ويشير هوكينغز إلى أن الديمقراطيين اتحدوا هذه المرة في دعوة بايدن للانسحاب والتفافهم حول هاريس، التي أصبحت مرشحة الحزب بعد تأييد بايدن لها.
وأوضح هوكينغز أن الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري ترامب بدت واثقة، إذ قام بزيارات لولايات يُعتقد أنها لن تصوت لصالحه، مما يعكس ثقته في قاعدة دعمه الحالية، خاصة بين شرائح مثل الرجال اللاتينيين والسود وغير الجامعيين، وهي الفئات التي يحاول حشدها في مواجهة الشعبية المتزايدة لهاريس.
أما من جهة هاريس، فقد أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة هوارد، رافي بيري، إلى أن نجاح هاريس يعود إلى جاهزيتها لخوض السباق في وقت ضيق بعد انسحاب بايدن.
وقد واجهت هاريس تحديًا كبيرًا لكسب ثقة الحزب، خاصة في ظل الأصوات التي طالبت بترشيح شخصية أخرى من الحزب. وأكد بيري أن هناك دعمًا واسعًا من فئات عديدة، بما في ذلك النساء والأميركيين من أصول أفريقية، لاعتبارها أول امرأة سوداء وآسيوية قد تتولى الرئاسة.
بيري أشار أيضًا إلى أن حملة هاريس ركزت على السياسات الداعمة للأقليات مثل تقديم مساعدات لشراء المنازل لأول مرة، وإعفاءات ضريبية للأطفال، وهو ما يعكس تحولًا في أجندة الحزب الديمقراطي لدعم الفئات التي كانت تقليديًا أقل اهتمامًا بها.
من جانبها، قالت الصحفية جيسيكا تايلور إنها لم تتوقع انسحاب بايدن، مؤكدة أن أداؤه الضعيف في المناظرة الأخيرة عزز مخاوف الناخبين بشأن تقدمه في العمر وقدرته على أداء مهامه.
وأضافت أن هذا الانسحاب كان نقطة تحول ساعدت في تقوية موقف هاريس، خاصة بين الناخبين الشباب والنساء السود.
كما أظهرت استطلاعات الرأي أن هاريس قد كسبت دعم شرائح واسعة من الناخبين الشباب، لكنها واجهت تراجعًا طفيفًا بين الناخبين من أصول لاتينية مقارنةً بايدن.
وقد أوضحت تايلور أن جهود هاريس تركزت على استقطاب النساء من جميع الأعراق، فيما كثف ترامب حملته لجذب تأييد الرجال، خاصة السود واللاتينيين، لتعويض مكاسب هاريس بين النساء.
وأضافت تايلور أن حملة ترامب لعام 2024 كانت الأكثر احترافية بفضل استقطاب كوادر من أصحاب الخبرة والاحترام داخل الحزب الجمهوري، وسعيه لتقليل ظهوره الإعلامي للحد من نقاط ضعفه أمام هاريس. وتشير الاستطلاعات الحالية إلى أن ترامب يحظى بأفضل أداء له في الولايات المتأرجحة مقارنة بانتخابات 2016، مما يزيد من فرصه في تحقيق الفوز.
وبينما يتجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، يبقى السباق بين ترامب وهاريس مفتوحًا على كل الاحتمالات، وسط منافسة محتدمة تعكس استقطابًا كبيرًا داخل الساحة السياسية الأميركية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news