الإعلامية القديرة ليلى ربيع، التي شكلت على مدى أكثر من عقدٍ ونصف علامة فارقة في الصحافة والإعلام الوطني، لم يكن غيابها بسبب تراجع في قدراتها أو كفاءتها المهنية، بل نتيجة عوامل وظروف قاسية فرضت نفسها عليها.
ليلى، التي لطالما حملت صوت القضية الوطنية، وجدت نفسها اليوم تواجه واقعًا مُرًا، واقع التجاهل والتهميش، وكأن الإعلام بات يُدار بمعايير الصداقة والمصلحة الشخصية.
لكن ليلى لم تتراجع، ولم تُهمل دورها بإرادتها. إنما كانت الضغوط المحيطة بها هي التي دفعتها للابتعاد. شعرت وكأن الجيل الجديد من الإعلام، ومن يتحكمون في دفته، قد قرروا أنهم لم يعودوا بحاجة لصوتها، فاكتفت بالتواري في صمت.
هذه الكلمات ليست مجرد ذكرى لشخصية إعلامية، بل هي دعوة لإعادة الاعتبار لدورها العظيم. فليلى -لو حصل لها أي مكروه لا سمح الله - لا تحتاج إلى تعازٍ ونعي، ولا إلى كلمات تمجيد لتأريخها ووطنها، بل هي بحاجة الآن، وهي ما تزال بيننا، إلى تلك اللفتة البسيطة: اتصال، رسالة اطمئنان، أو حتى تقدير بسيط لما قدمته لوطنها وللإعلام الوطني.
فهي اليوم، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها، تستحق منا التفاتة إنسانية قبل أن يكون حديثنا عنها جزءًا من الماضي. لنتذكر أن تأثيرها كان حقيقيًا، وأنها اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج لدعمنا وتقديرنا.
حفظ الله الأستاذة ليلى ربيع، ومنحها القوة والعافية لتستمر في مسيرتها الإعلامية، فهي كانت وستظل رمزًا للوفاء والنضال.
#صالح_أبوعوذل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news