صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية / خاص
أكد وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان، ان عظمة الانجاز التاريخي ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962 تجسدت بنجاحها في احداث تحول جذري بحياة اليمنيين..منوهاً بالاهداف التي صاغها ابطال هذه الثورة وكانت ترجمة لمطالب الشعب حينها.
وقال وزير الداخلية في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر " ان ثورة 26 سبتمبر الخالدة كشفت واقع حال الشعب اليمني وفداحة الكارثة التي كان يعيشها في ظل الحكم الإمامي الاستبدادي والقمعي الذي كرس ثلاثي الجهل والفقر والمجاعة مع انتشار الأمراض والأوبئة التي فتكت باليمنيين"..مشيراً إلى التمييز العنصري والطبقي وتكريس الانقسام الممنهج في المجتمع والقبائل والأسر الذي كان سائداً خلال فترة الحكم الإمامي الكهنوتي وكانت فئة معينة هي التي تحظى بالاهتمام الصحي والتعليمي والثقافي بينما يحرم بقية الشعب من هذه الامتيازات.
واكد ان ثورة 26 سبتمبر مثلت ميلاد جديد لليمن واليمنيين ونقلت الشعب من عصور الظلام والتخلف والجهل والاستبداد والطغيان إلى عصر النور والحرية والتعليم والتقدم والتنمية والإزدهار والرخاء والتعددية السياسة وساهمت في إقامة دولة تتمتع بكامل السيادة ولديها جيش نظامي وقوات أمنية تحمي المواطن وتدافع عن حقوقه والمكتسبات الوطنية.
ولفت وزير الداخلية ،إلى أن قيم ومبادئ ثورة 26 سبتمبر ركزت على بناء الإنسان أولاً لذلك، وركزت أهدافها على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات الطبقية بين ابناء الشعب، كما حرصت اهداف الثورة على رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً مما يجعلها ثورة شاملة عملت على إحداث تغيير جذري في حياة الشعب وركزت على بناء الشعب ثقافياً ومعرفياً ومحاربة الجهل والأمية بنفس القدر الذي ركزت عليه في المجال السياسية والعسكرية والاقتصادية، حسبما قال الوزير حيدان .
واضاف اللواء حيدان "لقد حرصت الحكومات المتعاقبة منذ قيام النظام الجمهوري على رفع مستوى التعليم، وكانت المدارس والجامعات من أولى المشاريع الاستراتيجية، كما شهدت الفترة التي اعقبت قيام النظام الجمهوري العمل نشر الوعي بالهوية الوطنية وتعزيزها، وتشجيع ودعم الحركة الثقافية والأدبية والفكرية، والعمل على إنشاء وطباعة الصحف والمجلات والإذاعات والكتب، وإنشاء دور السينما والمنتديات الفكرية، وإحياء التراث الثقافي الوطني، وتشجيع العمل الفني والأدبي الذي يعمل على تعزيز الانتماء والهوية الوطنية".
وتطرق الوزير حيدان، إلى واحدية الثورة اليمنية وارتباط ثورة 26 سبتمبر في شمال اليممن بثورة الـ14 من اكتوبر في جنوبه التي توجت بتحقيق الاستقلال الناجزة في 30 نوفمبر عام 1967، وقال "لقد أدرك ثوار 26 سبتمبر أن نظام الإمامة في شمال اليمن لا يمكن إسقاطه إلا بدعم وتعاون ثوار جنوب اليمن ونفس الأمر انطبق على ثوار 14 أكتوبر، فقد أدركوا مدى صعوبة المهمة وأن الاستعمار البريطاني لا يمكن هزيمته إلا بتعاون ودعم ثوار 26 سبتمبر".
وقال "لهذا السبب فإن واحدية النضال بين ثوار شمال وجنوب اليمن خلال فترة النضال والكفاح ضد الاستبداد الإمامي والاستعمار البريطاني قدمت نموذجاً فريداً لعظمة الوحدة الوطنية للشعب اليمني، على الرغم أن الجغرفيا آنذاك لم تكن موحدة، و توجت هذه الجهود الثورية الموحدة التي أطاحت بالإمامة في الشمال وطردت المستعمر في الجنوب بصناعة أعظم حدث في تاريخ اليمن ممثلة بتحقيق الوحدة الوطنية في 22 مايو عام 1990 لتتوالى الانجازات الوطنية والمشاريع التنموية والنهضة الاقتصادية في ظل النظام الجمهوري حتى جاء انقلاب مليشيا الكهنوت الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر 2014، كامتداد بغيض للإمامة الكهنوتية" .
وأشار وزير الداخلية إلى أن الانقلاب سار بخطى الإمامة وتسبب في تعطيل الحياة وحرمان الشعب من حقوقه ونهب وسرقة إيرادات الدولة ومقدراتها العسكرية والاقتصادية وتفجير الحروب ضد أبناء الشعب اليمني، ونشر الفوضى والدمار والخراب، وشكل تحالفات وتنسيقات مع الجماعات المتطرفة وعصابات ومافيا التهريب الإيرانية لإغراق اليمن والمنطقة بالحشيش والمخدرات وتهريب الأسلحة وقطع الطيران المسير والصواريخ البالستية، وهذا ما فرض علينا مضاعفة الجهود الأمنية في المحافظات المحررة، والسير على خطى ثوار 26 سبتمبر في حماية إرث الثورة ومكتسبات الجمهورية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية بقوة ومتانة وتطوير قدراتها ومهاراتها من خلال برامج تدريبية نوعية داخلياً وخارجيا، وإعادة تسليحها وتزويدها بكل المتطلبات اللوجستية المطلوبة للعمل وبما يضمن تحقيق أعلى مستويات الأمن والأمان في مواجهة مخططات الإرهاب الحوثية بالإضافة إلى إعادة بناء وترميم وإصلاح الدمار الذي خلفته الحرب في المرافق والمؤسسات الأمنية.
واستعرض الوزير حيدان المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها قطاعات ومصالح وزارة الداخلية والتي كان آخرها مشروع البطاقة الالكترونية الذكية الذي يعد واحد من أهم المشاريع الوطنية، وكذلك اعتماد الهوية ووثائق السفر اليمنية دولياً بانضمامها إلى دليل المفاتيح العامة (PKD)بمنظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو)، بالإضافة إلى إطلاق مشروع الربط الشبكي الإلكتروني للموارد البشرية، والربط الإلكتروني للمنافذ البرية والبحرية والجوية والتدريب المهني والنوعي، والتأهيل الاحترافي الكوادر البشرية بما يضمن حماية الوطن من خطر عمليات التهريب الحوثية الإيرانية.
واعتبر وزير الداخلية كل هذه الإنجازات والمشاريع الأمنية والخدمية والرقمية وإنشاء كلية الشرطة بمحافظة حضرموت لاستقبال دماء جديدة تساهم في بناء يمن جديد ومواصلة تنفيذ الاستراتيجية الامنية جزءً لا يتجزأ من مواصلة مسيرة ثورة 26 سبتمبر في مواجهة جحافل الإمامة الحوثية الإرهابية.
وشدد الوزير حيدان على أهمية دور المكونات والحركات الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المعركة الوطنية ضد مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران كما كان دورهم في قيام ثورة ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢ وإسقاط نظام الإمامة .
واكد انه بدون القضاء على الحوثيين وتحرير كافة أراضي الجمهورية سيبقى الجميع معرضين لخطر إرهابها وإجرامها خاصة إذا لم يتم تجريد مليشيا الحوثي من أدوات القوة العسكرية التي تمتلكها حالياً وقطع كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي الإيراني لهذه المليشيا.
وقال "أمام كل هذه التحديات فالواجب على كافة المكونات وهي تحتفل بالعيد الـ62 لثورة 26 سبتمبر والـ61 لثورة 14 أكتوبر أن تستلهم الدروس الوطنية والتاريخية لهاتين الثورتين الخالدتين وتعمل على توحيد الصف والجهود والامكانيات والموارد نحو استكمال معركة التحرير والقضاء على جحافل الإمامة المتمثلة في بميليشيات الحوثي الإرهابية، وتتويج كل هذه التضحيات العظيمة على مدى العشر السنوات الماضية بتحقيق النصر العظيم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news