شروين المهرة: خاص
في ظل التدخل اﻹماراتي المتزايد في شؤون الجزيرة اليمنية الاستراتيجية سقطرى، شن ناشطون يمنيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بهذا التواجد والكشف عن المخططات الرامية لتغيير الهوية الديمغرافية والثقافية للجزيرة.
تأتي هذه الحملة تحت وسم “#سقطرى_ترفض_الامارات”، حيث دعا المشاركون فيها أبناء سقطرى الشرفاء إلى التوحد في مواجهة المؤامرات الخبيثة التي تستهدف تطبيع الوجود اﻹماراتي في الجزيرة وإحداث تغييرات جذرية في نسيجها الاجتماعي عبر فرض ثقافات وعادات أجنبية لا تمت لتاريخها وهويتها بصلة.
في إطار الحملة أكد المشاركون على رفض المواطنين السقطريين لمحاولات الاحتلال اﻹماراتي تجريف الهوية اليمنية للمجتمع المحلي والعبث بعاداته وتقاليده التراثية الفريدة، في سياق مساعي تغيير الطابع الاجتماعي للجزيرة وإذابة شخصيتها الخاصة لصالح مصالح المحتل، مشددين على ضرورة استمرار النضال الوطني حتى تعود سقطرى إلى أهلها بعيدة عن أي نفوذ أجنبي.
كتب الصحفي اليمني توفيق أحمد سلسلة من التغريدات على منصة إكس، متحدثاً عن استمرار تدخل الإمارات وأدواتها في جزيرة سقطرى واستخدامهم لمختلف الأساليب للتلاعب بمصير الجزيرة وتفتيت نسيجها الاجتماعي.
وأشار أحمد في تغريدته إلى أن المرتزق الثقلي والمجلس الانتقالي هم أدوات طيّعة بيد المحتل الإماراتي، وأن كل خطواتهم تسيء لسقطرى وأهلها من استغلال للموارد إلى تغيير هوية الجزيرة.
كما انتقد المهرجانات التي ينظمها الاحتلال الإماراتي في سقطرى، والتي تهدف إلى سلخ هوية الجزيرة وإدخال عادات دخيلة لا تمت لتاريخها وثقافتها، مؤكدًا أن رفض هذه المحاولات واجب وطني. كما انتقد محاولات الاحتلال الإماراتي لتحويل سقطرى إلى مستنقع للانحطاط الأخلاقي والدعارة، وهدفها تدمير النسيج الاجتماعي والقيم الأصيلة لأبناء سقطرى، ويدعو إلى التصدي لهذه المحاولات بكل الوسائل الممكنة.
وقال توفيق في تغريدة له: الشعب السقطري يعاني من الاحتلال الإماراتي الذي يسعى لمحو هويته وتدمير بيئته. نحن نتضامن مع هذا الشعب الصامد وندعو جميع أبناء اليمن للوقوف إلى جانبهم في معركتهم ضد هذا الاحتلال البغيض. سقطرى ستبقى يمنية بفضل أبناءها الأوفياء”. مؤكدًا أن الاحتلال الإماراتي وأدواته يواصلون العبث بالجزيرة وأهلها، ودعا إلى تحويل الغضب الشعبي إلى حركة مستمرة تفضح جرائم الاحتلال وتسعى لطرده واستعادة سقطرى لأهلها.
مخططات خبيثة: مهرجان الاحتلال أداة لتغيير الهوية
وشهدت جزيرة سقطرى اليمنية خلال الفترة الماضية إطلاق مهرجان “أمير سقطرى” الثقافي والتراثي، والذي حظي بدعم وتنظيم من الاحتلال الإماراتي وأدواته في المنطقة. وقد أثار هذا المهرجان غضباً واسعًا ووجهت انتقادات لاذعة للمهرجان، حيث اعتبروه أنه يمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية لسقطرى، وأن هدفه الأساسي هو تغيير هوية الجزيرة وتدمير بيئتها. كما تم تجريف أراضي محمية دكسم لإقامة المهرجان.
وأعرب العديد من النشطاء عن مخاوفهم من أن يساهم هذا المهرجان في تغيير الهوية الثقافية لسقطرى، وفرض ثقافة خارجية عليها. كما تساءلوا عن هوية “أمير سقطرى” الذي سمي المهرجان باسمه، ورأوا في ذلك محاولة لإضفاء طابع سياسي على الحدث.
وفي هذا السياق، نشر الناشط “عمر بن هلابي”، رئيس التكتل الموحد للإعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية، تغريدة على منصة إكس قال فيها: “بعد انبطاح مجلس العليمي لدرجة الإستمتاع، نناشد منظمة اليونسكو ومجلس الامن الدولي أوقفوا عبث الإمارات وزنابيلها في سقطرى. آخر خطوات العبث هي تجريف مناطق شاسعة من أراضي محمية دكسيم بحجة إقامة كرنفال، ويقال إنه لتنصيب الطفل مبارك خلفان المزروعي ذو الـ4 سنوات أميراً على سقطرى. وكفى”.
كما رصد محرر شروين المهرة منشورا للناشط السقطري “بن كلمس اللحياني” على فيسبوك والذي كتب سائلاً: “من هو أمير سقطرى؟ هل لسقطرى أمير متخفي لانعلم عنه؟ ماذا تخبي لنا هذه الأحداث؟ وهل سيطول انتظاره أم سيعلن إمارته في القريب العاجل.
وأضاف: “أبعدوا عن جزيرتنا الألغاز والطلاسم فسقطرى لاتحتمل ذلك وكونوا معنا صادقين لاطاقة لنا بأمير يدير جزيرتنا من خلف الستار”.
صوت الشعب: حملة شعبية تتصدى للمؤامرات
كما شهدت جزيرة سقطرى اليمنية مظاهرات حاشدة، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل القوات الإماراتية من الجزيرة.
ونشر الناشط ريان بن ثابت الدكسمي مقطع فيديو يوثق هذه الاحتجاجات، وكتب على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي: “هتفوا بعبارات إرحل. إرحل. إرحل. مظاهرة غاضبة لأبناء سقطرى تنادي برحيل الإمارات من الجزيرة. المتظاهرون الغاضبين أجبروها على إغلاق وإنهاء مهرجان أمير سقطرى الإماراتي في دكسم”.
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من ما وصفوه بـ “العبث بمحمية دكسم وتجريف أراضيها لإقامة مهرجانات عبتية دخيلة على ثقافة أبناء المحافظة”.
ونشر سعيد الرميلي مقطع فيديو متداول وكتب على منصة فيسبوك: “إذا كانت السلطة المحلية غير آبهة بالتدمير الممنهج للمحميات الطبيعية والبيئة السقطرية من قبل مؤسسة خليفة الإماراتية واذرعها ووكلائها التي تعتبر هي ابرزهم.
فإن الشعب السقطري صاحي لهم ولم يموت، كل الإنتهاكات مرصودة، وكل التجاوزات التي تمس بالهوية والتراث والبيئة السقطرية تحت المجهر ولن تمر!!
هكذا يقول الأحرار والشرفاء من ابناء سقطرى الذين هبوا غاضبين لإنهاء مهرجان أمير سقطرى الإمارتي الذي تقيمه على أراضي محمية دكسم الخلابة.
تحركات الأحرار واصواتهم المنددة برحيل الإمارات اجبرتها ومعها الوكلاء في السلطة المحلية على انهاء المهرجان المشبوه، فالارض دائما تتحرر بالغضب الشعبي الذي يعي ويدرك خطورة الإحتلال على هويته وموارده”.
تابعوا شروين المهرة على
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news