تراجعت الآمال المعلقة على الفرصة الأخيرة من المفاوضات المفترضة في القاهرة حول هدنة في غزة، بعد أن اصطدمت الجهود الدبلوماسية بعقبات عدة، أهمها رفض إسرائيل الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم، وفق ما يطلب الجانبان المصري والفلسطيني، وقال مسؤولون أمريكيون إن صفقة التوصل إلى هدنة باتت على وشك الانهيار وإنها تواجه عثرات، دون وجود بدائل واضحة فورية يمكن تقديمها بدلاً عنها، في حين يظل تصعيد الأوضاع إلى مواجهة أشمل مطروحاً بقوة، بينما باتت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في وضع حرج.
واختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أحدث زياراته للمنطقة دون تحقيق تقدم صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، ودون أي مؤشر على أن الاختلافات العميقة بين الطرفين، إسرائيل وحركة «حماس»، بشأن كيفية إنهاء الحرب يمكن تجاوزها. وركزت محادثات بلينكن مع الوسطاء من قطر ومصر ومع إسرائيل على مصير قطاع غزة والرهائن المحتجزين فيه، وفق المقترح الأمريكي المعدل.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن تعليقات بلينكن في ختام جولته الأخيرة، التي اختتمها في الدوحة، خالية بشكل ملحوظ من التفاؤل الذي عبر عنه مسؤولون أمريكيون قبل رحلته. وفيما يشير إلى شيء من الإحباط والفشل، أكد بلينكن، في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، ضرورة تهدئة التوترات في الشرق الأوسط. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزيرين شددا أيضاً على أهمية إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة وإعادتهم إلى أوطانهم وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.
وأضافت أنه لم يتم الكشف سوى عن تفاصيل عن «اقتراح الجسر». وقال بلينكن إنه «واضح للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع الانسحابات (العسكرية الإسرائيلية) من غزة». ويقصد باقتراح «الجسر» محاولة لتضييق الخلافات بين«حماس» وإسرائيل يعالج الفجوات المتبقية بطريقة تتيح التنفيذ السريع لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لموقع «بوليتيكو» الإخباري إن الاقتراح الجديد، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر على مدى عدة أسابيع في يوليو/تموز، هو «الأقوى حتى الآن»، لأنه «يتضمن شروطاً تتناسب مع مطالب كل من حركة حماس وإسرائيل»، حيث وقعت الأخيرة على الاتفاق، لكن الحركة تقول في تصريحات علنية إنها لن تقبل الاتفاق.
وأفاد الموقع بأن هذا الأمر يثير قلق الأمريكيين على نحو متزايد من أن الاقتراح الأخير «سوف يتعثر كما حدث مع الاقتراحات السابقة، في ظل الخلاف بين «حماس» وإسرائيل وعدم وجود مسار واضح لإنهاء القتال أو إعادة الرهائن إلى ديارهم»، وهذا «تقييم أكثر تشاؤماً بكثير مما يقدمه المسؤولون الأمريكيون علناً، فحتى مع إلحاحهم على ضرورة إقناع حماس بالموافقة، فقد قالوا مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة إنهم أقرب من أي وقت مضى إلى إقناع الجانبين بالتوقيع».
من جهته أشار موقع أكسيوس الأمريكي الى أن الرئيس جو بايدن قرر التواصل مجدداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثه على إظهار المزيد من المرونة بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا حتى يمكن التوصل إلى إبرام الصفقة المتعثرة.
وذكر المفاوضون الإسرائيليون والمسؤولون الأمريكيون أن مطلب نتنياهو الجديد بشأن الممر تحول إلى عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق محتمل.
وكان مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأمريكيون قد التقوا في القاهرة يومي الأحد والاثنين الماضيين لمناقشة ممر فيلادلفيا. وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه بناء على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها لكنها لا تزال تنشرها على طول الممر. وتشكل خريطة لمكان بقاء قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة جزءاً من المفاوضات بشأن الاتفاق، لكن الجانب المصري رفض ذلك وأخبر الأمريكيين والإسرائيليين أن خريطة نتنياهو غير قابلة للتنفيذ. وقال نتنياهو إنه أبلغ بلينكن أنه يطالب بأن يظل الجيش الإسرائيلي مسيطراً على ممر فيلادلفيا بالكامل، كما أبلغ عائلات الرهائن في غزة أنه ربما أقنع بلينكن بالموافقة. ورد مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية قائلين إن بلينكن لم يقتنع وأكدوا أن الولايات المتحدة لا تتفق مع نتنياهو في هذه القضية.
وأشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الى أن محادثات التهدئة وصلت إلى طريق مسدود، بينما نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية الأمريكي ألحق ضرراً كبيراً بالمفاوضات، بعد إعلانه قبول نتنياهو المقترح الأمريكي. وأشارت الصحيفة العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة، الى أن بلينكن اصطف إلى جانب نتنياهو وأصدر حكماً بالإعدام على الصفقة. (وكالات)
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news