في سلبيات القطيع.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي.

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 182 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في سلبيات القطيع.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي.

عدن توداي

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   جمعتني ذات يوم الصدفة بأحد الثوار الكبار ، أو قل إن شئت أحد المتمردين على النظام ، في مديرية الشمايتين ، صعدنا إلى حوض المركبة قاصدين مدينة المدنية والجمال ، وفي أثناء وقوفنا في المركبة ، ونحن نمسك بجدرانها الحديدية خوفا من أن نتساقط من شدة الرياح التي تعبث بنا جراء سرعة المركبة ، سمعت أحدهم يقول : كيف حالك يافلان ؟ وهنا عادت بي الذاكرة في سرعة الضوء إلى زمن قد مضت عليه عقود ، وعشعش عليه النسيان ، وبنت عليه العنكبوت منازلها ، وإذا بي استذكر ذلك الثائر الذي لمع اسمه ، وبدا عصيانه وتمرده على النظام إلى العلن ، وأصبح حديث الساعة ، وأنا حينها لما أكمل العقد الأول من عمري .

   عند ذلك بقيت للحظات من الوقت أقلب ذلك الاسم في مخيلتي ، وأسأل نفسي أيعقل أن هذا الشيخ المسن هو ذلك الثائر الذي تمرد على النظام ذات يوم من أجل أن ينصف المظلومين ويعيد شيئا من الأمل للبؤساء ؟ وبعد قليل من الوقت قررت أن أتوجه إليه بالسؤال ، هل أنت ذلك الثائر الذي أعلن العصيان على النظام والتمرد المسلح في ثمانينيات القرن المنصرم في المنطقة الجنوبية للشمايتين ؟ قال : أجل أنا هو ذاك . لم أكتف بذلك ، فقلت أسأله سؤالا آخر ليطمئن قلبي ، فقلت : هل أنت ذلك الثائر الذي كان ينتزع للمظلومين حقوقهم من ظالميهم ؟ قال : أجل أنا هو ذاك .

   حييته مجددا ثم استأذنته في أن أطرح عليه سؤالا آخر ؟ ابتسم ثم قال : سل مابدا لك أيها الفتى ، وفي هذه الأثناء قلت : لقد كانت فكرتك جيدة ، وثورتك مباركة ، وتمردك في محله غير أن نهايتك كانت مخزية ، وهنا قاطعني قائلا : افصح عما في نفسك يافتى ، فأنا لم أفهم ما الذي تعنيه بالنهاية المخزية ؟ قلت : لقد كان لديك الكثير من المقاتلين الأشداء ، وكذلك الكثير من الأسلحة ، والتحصينات القوية في أعالي تلك الجبال الشاهقة ، لكن عندما زحف نحوك قطيع البؤساء والبسطاء ورعاع القوم الذين كانت أسلحتهم الشخصية بدائية للغاية ، وليس لديهم شيء من العدة والعتاد ، بل ليس لديهم حتى مركبة إسعاف لنقل جريح أو مصاب ، ومع ذلك  هربت من لقائهم كالفأر مذعورا !!! أجاب : أيها الفتى إن تمردي وعصياني على النظام كان من أجل نصرة ذلك القطيع البائس ، فكيف أقتلهم ؟ لذلك رأيت الهروب منهم وتجنب التنكيل بهم أفضل الأمرين وأهون الشرين !!!

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الرياض وأبو ظبي تُقصيان نجل صالح.. وتقلّمان "مخالب الرئاسي" في جنوب اليمن

مساحة نت | 916 قراءة 

ظهور سياسي مفاجئ لمدين صالح في مأرب.. ووفد مؤتمري رفيع يثير تفاعلات واسعة

يني يمن | 611 قراءة 

انخفاض تاريخي في أسعار الأرز والدقيق يُنعش الأسواق!..الاسعار

نيوز لاين | 497 قراءة 

فشلت المؤامرة وانتصرت حضرموت بعودة العميد اليميني

مراقبون برس | 430 قراءة 

نشاط غير متوقع في مطار صنعاء.. والتحليلات تشير إلى سيناريوهات مقلقة

نيوز لاين | 408 قراءة 

اكتشاف مذهل تحت أرض بني حشيش... كنز الغاز يفجر مفاجآت غير متوقعة

نيوز لاين | 398 قراءة 

نحو عهد اقتصادي جديد.. الكشف عن جهود حثيثة للبنك المركزي لاستقرار قيمة الريال اليمني عند هذا المستوى

وطن نيوز | 340 قراءة 

اليمن: استقرار مؤقت أم كارثة وشيكة؟ تحليل دقيق لمستقبل الريال والاقتصاد

اليمن الاتحادي | 305 قراءة 

هائل سعيد أنعم... هل بدأ التمهيد لمعركة عسكرية ضد الجنوب؟

الناقد برس | 292 قراءة 

عدن : مستجدات كهرباء عدن حتى صباح الأربعاء 6 اغسطس 2025م

عدن تايم | 271 قراءة