في سلبيات القطيع.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي.

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 197 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في سلبيات القطيع.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي.

عدن توداي

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   جمعتني ذات يوم الصدفة بأحد الثوار الكبار ، أو قل إن شئت أحد المتمردين على النظام ، في مديرية الشمايتين ، صعدنا إلى حوض المركبة قاصدين مدينة المدنية والجمال ، وفي أثناء وقوفنا في المركبة ، ونحن نمسك بجدرانها الحديدية خوفا من أن نتساقط من شدة الرياح التي تعبث بنا جراء سرعة المركبة ، سمعت أحدهم يقول : كيف حالك يافلان ؟ وهنا عادت بي الذاكرة في سرعة الضوء إلى زمن قد مضت عليه عقود ، وعشعش عليه النسيان ، وبنت عليه العنكبوت منازلها ، وإذا بي استذكر ذلك الثائر الذي لمع اسمه ، وبدا عصيانه وتمرده على النظام إلى العلن ، وأصبح حديث الساعة ، وأنا حينها لما أكمل العقد الأول من عمري .

   عند ذلك بقيت للحظات من الوقت أقلب ذلك الاسم في مخيلتي ، وأسأل نفسي أيعقل أن هذا الشيخ المسن هو ذلك الثائر الذي تمرد على النظام ذات يوم من أجل أن ينصف المظلومين ويعيد شيئا من الأمل للبؤساء ؟ وبعد قليل من الوقت قررت أن أتوجه إليه بالسؤال ، هل أنت ذلك الثائر الذي أعلن العصيان على النظام والتمرد المسلح في ثمانينيات القرن المنصرم في المنطقة الجنوبية للشمايتين ؟ قال : أجل أنا هو ذاك . لم أكتف بذلك ، فقلت أسأله سؤالا آخر ليطمئن قلبي ، فقلت : هل أنت ذلك الثائر الذي كان ينتزع للمظلومين حقوقهم من ظالميهم ؟ قال : أجل أنا هو ذاك .

   حييته مجددا ثم استأذنته في أن أطرح عليه سؤالا آخر ؟ ابتسم ثم قال : سل مابدا لك أيها الفتى ، وفي هذه الأثناء قلت : لقد كانت فكرتك جيدة ، وثورتك مباركة ، وتمردك في محله غير أن نهايتك كانت مخزية ، وهنا قاطعني قائلا : افصح عما في نفسك يافتى ، فأنا لم أفهم ما الذي تعنيه بالنهاية المخزية ؟ قلت : لقد كان لديك الكثير من المقاتلين الأشداء ، وكذلك الكثير من الأسلحة ، والتحصينات القوية في أعالي تلك الجبال الشاهقة ، لكن عندما زحف نحوك قطيع البؤساء والبسطاء ورعاع القوم الذين كانت أسلحتهم الشخصية بدائية للغاية ، وليس لديهم شيء من العدة والعتاد ، بل ليس لديهم حتى مركبة إسعاف لنقل جريح أو مصاب ، ومع ذلك  هربت من لقائهم كالفأر مذعورا !!! أجاب : أيها الفتى إن تمردي وعصياني على النظام كان من أجل نصرة ذلك القطيع البائس ، فكيف أقتلهم ؟ لذلك رأيت الهروب منهم وتجنب التنكيل بهم أفضل الأمرين وأهون الشرين !!!

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 841 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 765 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 608 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 586 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 432 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 423 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 418 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 370 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 321 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 281 قراءة