كشف رجل الأعمال الإماراتي البارز خلف الحبتور، عن نتائج دراسة موسعة أجراها مكتبه للدراسات، تناولت الخيارات الاقتصادية المتاحة أمام الدول العربية للرد على إسرائيل عقب الهجوم الأخير على الدوحة. وتركزت الدراسة على سيناريو

إغلاق الأجواء العربية أمام حركة الطيران الإسرائيلي

، معتبرةً أن هذا الإجراء وحده كفيل بإحداث "صدمة استراتيجية" لاقتصاد الاحتلال.

وأوضح الحبتور أن الدراسة خلصت إلى أن

الخسائر المباشرة لإسرائيل قد تتراوح بين 28 و33.5 مليار دولار سنويًا

، أي ما يعادل نحو

5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي

، وهو ما من شأنه أن يدفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى حافة الركود. وأضاف أن هذه الأضرار لا تقتصر على الطيران المدني، بل تمتد إلى تعطّل سلاسل التوريد، وتراجع الاستثمارات الأجنبية، وانهيار قطاع السياحة، إلى جانب تداعيات سياسية ودبلوماسية واسعة.

ووفقًا للتقرير، فإن

الحظر الجوي المنسّق سيُحدث صدمة استراتيجية

، كونه لا يمثل مجرد عائق لوجستي، بل شكلًا من أشكال

الحرب الاقتصادية غير المتكافئة

، مستهدفًا نقاط الضعف الأساسية لإسرائيل في القطاعات عالية القيمة المرتبطة بالطيران والتجارة والسياحة. وقدّرت الدراسة أن الأثر الاقتصادي المباشر قد يؤدي إلى

انكماش يتراوح بين 4.8% و5.7% من الناتج المحلي الإسرائيلي

.

وأكد الحبتور في تصريحاته أن هذه الأداة الاقتصادية "فعّالة وسريعة"، وتُظهر أن بوسع العرب إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي وإجبار قادته على مراجعة حساباتهم، "من دون أن ندخل في دوامة الدماء والعنف". ودعا إلى اتخاذ قرار عربي موحد يشمل

إغلاق الأجواء أمام الرحلات المرتبطة بإسرائيل، مراجعة الاستثمارات، وتفعيل آليات اقتصادية جماعية

تصب في خدمة مصالح الأمة وأمنها القومي.

وأشار رجل الأعمال الإماراتي إلى أن هذا الخيار ليس الوحيد، بل يمثل

بداية لطيف واسع من الإجراءات الاقتصادية

التي يمكن أن تُفعّل وفق استراتيجية منسقة، بما يعزز قدرة العرب على الضغط السياسي والاقتصادي.

كما ربطت الدراسة بين هذا الحظر الجوي وبين

إعادة تشكيل التوازنات الاستراتيجية في المنطقة

، معتبرة أنه سيُسرّع من توجّه دول الخليج نحو بناء هيكل أمني إقليمي مستقل، بعيدًا عن الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، سيضع واشنطن أمام معضلة دبلوماسية حادة بين الحفاظ على تحالفها مع إسرائيل أو حماية شراكاتها الاستراتيجية مع العواصم العربية، ما يُقوّض ركنًا أساسيًا من سياستها في الشرق الأوسط.

واختتم الحبتور تصريحاته برسالة صريحة: "قرار واحد موحّد قادر على إضعاف إسرائيل وزعزعة قواعد استمراريتها. الأرقام واضحة وصادمة، والكرة الآن في ملعب صناع القرار العرب".