تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
مفارقات الصمت الدولي: تساؤلات الجنوب الكبرى ومغالطات المصالح
59 قراءة  |

تتوارى خلف ضباب السياسات الدولية طبقات معقدة من الصمت والمُعلن، ومن المبادئ السامية والمصالح الدنيئة. وفي هذا المشهد المتشابك، تقف القضية الجنوبية في اليمن كنموذج صارخ لمفارقة دولية تستدعي التوقف والتأمل العميق. فهي ليست قضية وليدة اليوم، ولا تحتاج إلى تعريف أو شرح، حيث تجاوزت مراحل التوضيح الدبلوماسي منذ أمد بعيد. فالمجتمع الدولي، بكل مؤسساته وهيئاته، والإقليمي بجميع فاعليه، يمتلك من الإحاطة والتفاصيل والحيثيات ما يفوق إلمام أبناء الجنوب أنفسهم بقضيتهم فقد رصدوا كل منعطفاتها، وتتبعوا مسارها بدقة متناهية منذ بداياتها، فما الذي يفسر هذا الصمت المريب، وهذا التجاهل المتعمد لقضية عادلة بكل المعايير ولا لبس فيها

المؤكد إن هذا الصمت ليس جهلاً، بل هو اختيار. وفعل إرادي، تتكشف خلفه أهداف ومصالح استراتيجية تتعارض بشكل فاضح مع صلب القانون الدولي الذي يُفترض أن يكون مرجعاً، وتتناقض مع تطلعات الشعوب وحقها الأصيل في تقرير المصير. وهنا يكمن جوهر التساؤل الجنوبي الذي يتردد صداه في كل بيت ومؤسسة: ما هو موقفكم الحقيقي أيها المجتمع الدولي من القضية الجنوبية ولماذا هذا الإهمال المتعمد لقضية تعرفون تماما عدالتها وشرعيتها أكثر من أصحابها

ان الدور المنوط بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لتطلعات الشعب الجنوبي، لا يتعلق بشرح القضية أو إقناع المجتمع الدولي بعدالتها. فهذا دور قد تجاوزته الأحداث والوقائع بكل فعلي فمهمته اامجلس الانتقالي الجنوبي الاساسية تتمثل في مطالبة هذا المجتمع الدولي بتوضيح موقفه الصريح والشفاف، والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التجاهل الممنهج. فعدالة القضية الجنوبية لم تكن يوماً محل شك، بل ازدادت قوة وشرعية مع كل حدث جلل. ولعل أبرز هذه الأحداث، بل الحدث المفصلي، هو انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة الشرعية في عام 2015 واحتلالها للجنوب للمرة الثانية على نحو مثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة،الامر الذي كان يفترض أن يدفع بالمجتمع الدولي إلى الاهتمام بالقضية الجنوبية والتفاعل معها، وان يولبها كل اهتمامه وجهوده، لا أن يتجاهلها ويغض الطرف عنها.

اقرأ المزيد...

تعرف على متوسط أسعار_الذهب في صنعاء و لهذا اليوم السبت – 12/07/2025

12 يوليو، 2025 ( 8:42 مساءً )

780 إصابة بأمراض وبائية خلال نصف عام في حضرموت

12 يوليو، 2025 ( 8:36 مساءً )

إن من يزعم أن تحقيق تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة يتعارض مع جهود مكافحة الإرهاب، أو حماية الممرات الملاحية الدولية الحيوية، أو الأمن الدولي والمصالح العالمية، إنما يتجاهل حقائق راسخة. بل على العكس تماماً، فإن استعادة الدولة الجنوبية يتماهى تماماً مع هذه الأهداف، ويأتي في سياقها الطبيعي. فدولة جنوبية مستقرة ذات سيادة هي شريك أساسي في مكافحة الإرهاب العابر للحدود، وحماية الملاحة الدولية في مضيق باب المندب وخليج عدن، ورافعة للاستقرار الإقليمي والدولي. والأكثر من ذلك، فإن استقلال الجنوب يتوائم بشكل كامل، بل هو شرط أساسي، لجهود التخلص من خطر مليشيات الحوثي وهزيمتها، التي باتت تشكل تهديداً وجودياً للمنطقة والعالم. فكيف يتجاهل المجتمع الدولي هذه الحقائق البديهية؟

إن التساؤلات التي تعصف بأذهان أبناء الجنوب اليوم هي تساؤلات مشروعة ومنطقية: لماذا يتعمد المجتمع الدولي، وعلى نحو لافت وغريب، تجاهل القضية الجنوبية رغم أهميتها الاستراتيجية، إن لم يكن لديه أهداف ومصالح أخرى خفية؟ ولماذا يترك الشعب الجنوبي عرضة للحروب العسكرية المدمرة، والحروب الخدمية والاقتصادية التي تشنها قوى الاحتلال اليمني عليه، دون أن يحرك ساكناً حيالها ولماذا يتجاهل وجود المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو يعلم يقيناً أنه يمثل الإرادة الشعبية الجنوبية، ويتبنى قضيتها، ويسعى لتحقيق تطلعاتها المشروعة.

لقد استوفى الجنوب، بشعبه وتاريخه وجغرافيته، جميع الشروط الذاتية والموضوعية التي تؤهل أي شعب أو دولة في العالم للاستقلال. فالشروط القانونية متوفرة، والتاريخ يشهد على كيان دولة سابقة معترف بها دولياً. والشروط العسكرية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية قد تحققت ايضا، حيث يمتلك الجنوب جيشاً وطنياً مؤهلاً، وتمثيلاً دبلوماسياً فاعلاً، وإرادة سياسية موحدة، ومقومات اقتصادية واعدة. ومع كل هذا، يختار المجتمع الدولي تجاهل هذه القضية المحورية، ويهتم بقضية الحوثي التي لا تزيد عن كونها مجرد قضية ثانوية، وقضية سلطوية مرتبطة بالشأن الداخلي لدولة الاحتلال اليمني. هذا التناقض الصارخ هو ما يثير الريبة ويدعو إلى التساؤل عن الأولويات الحقيقية التي تحكم القرارات الدولية.

إن هذه الأسئلة ليست مجرد تساؤلات عابرة، بل هي صدى لإرادة شعب، وحجج منطقية تنتظر إجابات واضحة وصريحة. فصمت المجتمع الدولي لم يعد مقبولاً، وتجاهله لم يعد مفهوماً، والمماطلة في حل قضية الجنوب ستزيد من تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، ولن تخدم سوى أجندات الفوضى والتطرف. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن عدالة القضية الجنوبية هي حقيقة لا يمكن طمسها، وأن تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته هي حق لا يمكن مصادرته. وإن لم تأتِ الإجابات من القناعة بالمبادئ، فلتأتِي من إدراك المصالح الحقيقية التي تقتضي استقراراً جنوبياً مستقلاً.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
الحدث اليوم | 1777 قراءة 

ورد الآن.. اشتباكات واقتحامات وزارات حكومية وتصاعد الصراع بين الميليشيا واخلا القصر الرئاسي (التفاصي


الحدث اليوم | 985 قراءة 

عقب اشتباكات ..اخلاء سعودي – اماراتي لقصر المعاشيق


مأرب برس | 922 قراءة 

أثار البيان الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الساعات الماضية وتابعه مأرب برس، موجة انتقادات و


حشد نت | 708 قراءة 

صعدة.. قتيل وإصابات في اشتباك مسلح بمقر الحوثيين على خلفية اختفاء مخدرات


الأمناء نت | 669 قراءة 

مسؤول أمريكي يكشف عن تعاون رشاد العليمي مع الحوثيين .. يجب عليه التنحي وإلا سيواجه الاعتقال


الحدث اليوم | 653 قراءة 

هل تعرض عيدروس الزبيدي للصفع و الإهانة في قصر المعاشيق ؟


صوت العاصمة | 572 قراءة 

كشفت مصادر محلية، عن صدور دعوات لإخلاء عدد من الأحياء السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء، تحسبًا لقصف


الحدث اليوم | 537 قراءة 

وردالان: إخلاء عاجل للقصر الرئاسي بالعاصمة بعد ساعات من إجلاء الرئيس ونوابه إلى هذه الدولة


كريتر سكاي | 464 قراءة 

 أعلن بنك القطيبي للتمويل الأصغر الإسلامي، اليوم، البدء بصرف مرتبات ال


الحدث اليوم | 412 قراءة 

إسقاط واحدة من أكبر شبكات التجسس تعقيدا" يقودها الموساد الإسرائيلي في هذه الدولتين والكشف عن عن تفاص