تمكّنت الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتعاون مع السلطات الباكستانية من إسقاط واحدة من أعقد شبكات التجسس في جنوب آسيا يقودها جهاز الموساد الإسرائيلي وتمتد خيوطها بين إيران وباكستان والهند. ففي عملية سرية نُفذت بدقة قرب ميناء تشابهار على السواحل الجنوبية لإيران، داهم الحرس الثوري الإيراني مستودعًا مشبوهًا أسفر عن اعتقال 141 شخصًا بينهم 121 هنديًا و20 إسرائيليًا، وضبط قرص صلب خارجي يحمل بيانات مشفرة تحت مسمى "مشروع جدعون إيشر". وكشفت التحقيقات أن المشروع تضمن خططًا استخباراتية للتغلغل في إقليم بلوشستان الباكستاني عبر مدن كويتا وبنجكور وماند وتربت، حيث جرى استخدام هذه المناطق كمراكز دعم لوجستي وعسكري لجيش تحرير بلوشستان الانفصالي، فيما أشارت الوثائق إلى مدينة كراتشي كمحطة رئيسية لتمرير الأموال وتهريب المتفجرات. وفور تسلمها المعلومات من الجانب الإيراني، نفذت قوات مكافحة الإرهاب الباكستانية عمليات نوعية في بنجكور وتربت أسفرت عن تفكيك مستودع أسلحة كبير وإسقاط خلية إعلامية مرتبطة بحزب BYC، إضافة إلى العثور على نسخة أخرى من ملف "جدعون إيشر". ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن الشبكة كانت تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي في إيران وباكستان، وإذكاء النزعات الانفصالية في بلوشستان، وتشويه صورة البلدين على المستوى الدولي عبر حملات إعلامية موجهة، كما ارتبطت بما يسمى "شبكة الفتنة في الهند" التي تعمل من مومباي إلى كويتا في إطار مخطط إقليمي أوسع. ورغم خطورة ما تم كشفه، تلتزم وسائل الإعلام الدولية صمتًا لافتًا حيال القضية، بينما تستعد طهران وإسلام آباد لمواصلة التحقيقات وسط توقعات بالكشف عن تفاصيل ومفاجآت جديدة في الأيام المقبلة.