تشهد شوارع مدينة تعز، اليوم الأربعاء، حالة من الشلل المروري الواسع النطاق، نتيجة غياب تام لأفراد شرطة المرور عن الجولات والتقاطعات الرئيسية في مختلف أرجاء المدينة.

وأفادت مصادر محلية بأن هذا الغياب يعود إلى تنفيذ أفراد إدارة المرور لإضراب مفتوح عن العمل، احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة التي طالتهم خلال الفترة الماضية.

ويأتي هذا الإضراب بعد الحادثة المؤسفة التي وقعت يوم أمس الثلاثاء، حيث قام مسلحون يستقلون أطقم عسكرية باقتحام إحدى الجولات الرئيسية في المدينة، وأطلقوا النار بشكل مباشر على أفراد الشرطة المرورية المتواجدين هناك، قبل أن يتوجهوا نحو إدارة المرور ويقوموا بالاعتداء عليها وتكسير بعض المعدات والممتلكات التابعة لها.

وأكد شهود عيان أن الاعتداء كان مصحوباً بسلوك عنيف وتخريبي، ما دفع بأفراد المرور إلى اتخاذ قرار بالإضراب الجماعي عن العمل، حتى يتم توفير الحماية اللازمة لهم، واتخاذ إجراءات حازمة ضد الجهات أو الأفراد المتورطين في هذه الاعتداءات.

وعلى الرغم من أهمية دور شرطة المرور في ضبط الحركة المرورية وتنظيمها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة، إلا أن استمرار التعرض لهم دون محاسبة يثير قلقاً متزايداً لدى منتسبي الجهاز، الذين يطالبون منذ فترة طويلة بتحسين بيئة العمل وتوفير الحماية القانونية لهم.

وتسببت هذه التطورات في فوضى مرورية كبيرة، حيث شهدت معظم الشوارع الرئيسية والفرعية ازدحامات خانقة لم تشهدها المدينة منذ فترة، مما زاد من معاناة المواطنين، خاصة في ظل انعدام الخدمات الأساسية وضعف الكهرباء والمياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأبدى مواطنون استياءهم من الوضع القائم، مشيرين إلى أن انعدام السيطرة المرورية أدى إلى تعطيل حركة التنقل بين الأحياء، وعرقلة تحركات السيارات الخاصة والنقل العام، بما فيها سيارات الإسعاف والخدمات الطارئة.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الدعوات المجتمعية والمحلية لضرورة التصدي للتجاوزات التي تستهدف موظفي الخدمة العامة، تبقى عودة شرطة المرور إلى مواقع عملهم رهناً بتنفيذ مطالبهم المتعلقة بالحماية والعدالة.