تشهد فنادق العاصمة المؤقتة عدن، هذه الأيام، حالة من الاكتظاظ غير المسبوقة، مع تسجيل إقبال كبير من قبل النزلاء على غرف الفنادق والمنتجعات، في ظاهرة تعكس حجم الأزمة الخدمية والمعيشية التي تعاني منها المدينة.

وأفاد عدد من المواطنين بأنهم يواجهون صعوبات بالغة في الحصول على غرف فندقية حتى لفترة قصيرة، نتيجة الطلب المتزايد عليها. وفي تصريح لمواطن عدني بحث عن غرفة في أكثر من فندق على "خط التسعين" الشهير، أكد أنه لم يجد غرفة واحدة شاغرة رغم المحاولات العديدة والمكالمات الهاتفية التي أجراها.

ويرجع السكان هذا الإقبال غير المعتاد إلى لجوء العديد من الأسر والعائلات إلى الفنادق كحل مؤقت للهروب من انقطاع الكهرباء المستمر، والذي قد يصل في بعض المناطق إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا، بالإضافة إلى نقص حاد في مياه الشرب نتيجة توقف محطات التحلية أو ضعف الضخ.

وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة في فصل الصيف، أصبحت الفنادق بالنسبة للكثيرين مصدر راحة نسبية توفر التكييف ومياه الشرب المستمرة، إلا أن ذلك يأتي بتكلفة مالية باهظة لا تتناسب مع دخل غالبية السكان.

ويُعد هذا الوضع مؤشرًا خطيرًا على تفاقم الأزمة المعيشية في عدن، حيث بات السكان مضطرين للجوء إلى حلول مكلفة خارج منازلهم، لإشباع أبسط احتياجاتهم الأساسية من الكهرباء والمياه، وهو ما يعكس مدى تردي الخدمات العامة وضعف البنية التحتية في المدينة.

ويطالب مواطنون الجهات المعنية بضرورة التحرك السريع لتحسين الخدمات الأساسية، وإيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء والمياه، قبل أن تتفاقم الأوضاع وتتحول إلى أزمات إنسانية أكبر.