في مشهد غريب وغير مألوف، نظم عدد من المواطنين صباح امس الثلاثاء، موكبًا احتجاجيًا غير تقليدي، شاركت فيه مجموعة من الحمير حملت صور محافظ محافظة تعز، الدكتور أمين أحمد محمود، واتجهت نحو مبنى ديوان المحافظة.

وجاء هذا التحرك الاحتجاجي كتعبير رمزي عن حالة الاستياء والغضب المتراكمة لدى الشارع التعزي من تردي الخدمات الأساسية، خاصة في قطاع المياه والكهرباء والصحة والتعليم، وسط تصاعد الانتقادات حول أداء السلطة المحلية في ظل استمرار الانقسامات والصراعات السياسية وعدم وجود برنامج تنفيذي واضح يلامس هموم ومعاناة المواطنين.

وقال متظاهرون إن اختيار الحمير في الموكب يأتي كرمز ساخر للدلالة على أن "أي شيء يمكن أن يقدم خدمات أفضل مما يقدمه المحافظ الحالي"، مشيرين إلى أن "المحافظ لم يعد قادرًا حتى على توفير شربة ماء لسكان المدينة المنكوبة".

وأكدوا أن فشل المحافظ في إدارة الملفات الحيوية وإيجاد حلول عاجلة لمعاناة السكان، دفعهم إلى استخدام هذه الوسيلة الاحتجاجية غير المعتادة، لجذب انتباه المسؤولين والمجتمع الدولي إلى ما وصفوه بـ"كارثة إنسانية مستمرة باسم الإدارة الفاشلة".

وأضاف أحد المنظمين للاحتجاج، طلب عدم ذكر اسمه: "لا نقصد الإساءة لأي شخص، لكن الواقع مرير، والناس فقدت الثقة بالإدارة القائمة. إذا كانت الحمير تحمل صورة المحافظ وتتقدم نحو مبنى المحافظة، فهي تقدم رسالة واضحة بأن الشعب يرفض هذا الواقع، ويريد تغييرًا حقيقيًّا وجذريًّا".

ويأتي هذا الاحتجاج في ظل تصاعد التوترات بين الأطراف السياسية في المحافظة، واتهامات متبادلة بالمسؤولية عن تردي الخدمات، فيما تستمر معاناة المواطنين دون أي بوادر لحلول قريبة.

من جهتها، لم تصدر حتى اللحظة أي ردود فعل رسمية من قبل مكتب المحافظ أو الجهات المعنية حول هذا الحدث غير المعتاد.