داهمت مليشيا الحوثي اليوم الثلاثاء منزل شيخ ومربٍّ فاضل يُعدّ أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، وذلك عقب فرض حصار مسلح استمر ساعات، ومضايقات استمرت لسنوات عديدة.

وأكدت مصادر محلية أن المسلحين الحوثيين طوقوا منزل الشيخ صالح حنتوس قبل أن يقتحموه ويطلقوا الأعيرة النارية، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.

وفي تسجيل صوتي قال الشيخ حنتوس: "هذه وصيتي إلى الناس جميعًا. هذا اعتداء صارخ. ضربوا عليَّ إلى داخل المسجد وحاولوا اغتيالي، وأنا مظلوم. بَزُّوا مرتباتي ونهبوا المبنى وما بش مع التربية، ثم بَزُّوا مرتباتي ومرتبات زوجتي. رمَوا على أولادي داخل السوق".

وأشار إلى توجهه إلى سلطات الأمر الواقع المتحكمة بالدولة: "لكن لم ينصفنا يومها فؤاد الجرادي، والآن جاء فارس روبع يهددني أنه سيقصف عليَّ البيت. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. حسبي الله ونعم الوكيل".

وأوضح: "إن شاء الله أنها شهادة في سبيل الله. من مات دون عرضه أو قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد. إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ويُعدّ الشيخ حنتوس من أبرز معلمي القرآن الكريم في المنطقة، إذ كرّس أكثر من خمسة عقود من حياته لتدريس كتاب الله وتربية الأجيال على القيم والأخلاق.

وكانت المليشيا الحوثية قد أغلقت قبل سبع سنوات دار القرآن الكريم التي كان يديرها الشيخ حنتوس، تحت ذرائع واهية، ثم واصلت التضييق عليه واستهداف نشاطه التعليمي والدعوي، مستعينة ببعض المتعاونين من أبناء منطقته.

وأدان نشطاء ومنظمات الاعتداء على منزل الشيخ وقصفه، وقالت منظمة عدالة للحقوق والتنمية إن استهداف مليشيا الحوثي لمنزل الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة أدى إلى إصابته مع زوجته بجروح بالغة، ومنع إسعافهما.

وأضافت في بيان عاجل أن المليشيا "ارتكبت جريمة نكراء" باستهداف منزل الشيخ حنتوس، وواصلت حصارهما داخل المنزل، مانعةً نقلهما لتلقي العلاج، في "انتهاك صارخ" لحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي "تجرّم استهداف المدنيين ومنع إسعاف الجرحى".

وأكدت المنظمة أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة "الانتهاكات المستمرة التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد المدنيين"، داعيةً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى "التحرك العاجل لإدانة هذه الممارسات"، والضغط على الحوثيين "لرفع الحصار عن منزل الشيخ حنتوس والسماح له ولزوجته بتلقي العلاج".