اعتبر رئيس تحرير وكالة 2 ديسمبر، عبدالناصر المملوح، أن البيان الأخير الصادر عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية شكّل نقطة تحوّل مهمة في المشهد السياسي، مؤكدًا أنه حرّك المياه الراكدة، وأعاد إحياء النقاش الوطني حول قضايا الشعب المصيرية، بعد فترة من الجمود السياسي والركود في التعاطي مع هموم المواطنين.

وقال المملوح، في مقال له نُشر اليوم، إن البيان لم يكن مجرد موقف سياسي، بل جاء في توقيت حساس ومثّل تعبيرًا صادقًا عن وجدان المقاتلين وتطلعات الشعب اليمني لاستعادة الدولة وكرامته، ورفض خرافة الولاية والمشروع الإيراني التوسعي في اليمن.

وأضاف أن موقف المكتب السياسي حمل دعوة واضحة لتصويب المسار السياسي وبناء شراكة وطنية حقيقية، معتبرًا أن هذه الدعوة أعادت تركيز النقاش السياسي نحو القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي والمعيشي، مؤكدًا أن مثل هذه المواقف تعبّر عن مسؤولية وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة.

وأشار المملوح إلى أن المكتب السياسي لم يلتزم الصمت كما فعل آخرون، بل تقدم بموقف عقلاني وشجاع، دفع لاحقًا قوى أخرى كالمجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية إلى إصدار بيان مماثل، كما حرّك بعض الجهات الحكومية باتجاه التفاعل مع مضمون البيان.

وأكد أن المعركة الوطنية لا يمكن أن تنجح دون تفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، وتقديم الخدمات للمواطنين، وتحصين الجبهة الداخلية من محاولات التشظي وإعادة إنتاج صراعات الماضي، مشددًا على أهمية وحدة الصف الوطني وواحدية المعركة ضد المليشيا الحوثية.

واختتم المملوح مقاله بالتأكيد على أن “اللحظة تتطلب إرادة وطنية موحدة وشراكة سياسية فاعلة، تتجاوز الخطابات وتترجم إلى أفعال تحفظ تضحيات الأبطال، وتؤسس لانتصار حقيقي وشامل”.