شهدت صنعاء خلال الـ24 ساعة الماضية جرائم قتل واختطاف طالت الفتيات في أمانة العاصمة، وحملة جبايات ونهب طالت ملاك البسطات والباعة المتجولين.

تعكس هذه الجرائم حالة التدهور الأمني الذي يواجهه سكان صنعاء، خصوصًا وأن هذه الجرائم تأتي بعد نحو أسبوع على جريمة قتل طالت الشاب "عباس الأشول" وهو في طريقه لزفاف عروسته.

في هذه الأسطر نستعرض الجرائم الثلاث التي عاشتها صنعاء خلال الساعات الماضية والتي تورطت فيها مليشيا الحوثي الانقلابية.

جريمة قتل مروعة بحارة "الفليحي"

كشفت مصادر محلية عن جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها فتاة في حارة "الفليحي" بصنعاء، حيث أقدم المدعو "إبراهيم شريم" على قتلها وتقطيع جثتها وإخفائها في أماكن متفرقة، عقب استدراجها واغتصابها. بدأت خيوط الجريمة تتكشف بعد بلاغ باختفاء الفتاة ليقود التحقيق إلى مقطع فيديو يظهر الضحية برفقة الجاني.

جاءت المفاجأة عندما عثر أحد جيران القاتل على "يد بشرية" أثناء محاولته فتح مجاري الصرف الصحي المسدودة، ليعترف القاتل بعد القبض عليه بتقطيع الجثة إلى ثلاثة أجزاء، ووضع الجزء العلوي في كيس وألقاه داخل منزل مهدم، بينما ألقى الجزء السفلي في بستان، وتم التخلص من الأعضاء الداخلية في المجاري. ويُعرف الجاني بسلوكه المنحرف وإدمانه المخدرات، وقد خرج من السجن المركزي قبل شهرين فقط.

مليشيا الحوثي تختطف عددًا من الفتيات

في انتهاك صارخ للقانون، أفادت مصادر حقوقية بقيام عناصر من مليشيا الحوثي بمداهمة أحد المنازل في صنعاء واختطاف عدد من الفتيات، واحتجازهن والتحقيق معهن ليلاً دون وجود شرطة نسائية أو إشراف قضائي. وأوضح المحامي والحقوقي وضاح قطيش أن الفتيات جرى احتجازهن قرابة الساعة الثانية عشرة ليلاً، وظللن رهن التحقيق طوال الليل في قسم الشرطة حتى صباح اليوم التالي، دون أي مذكرات توقيف أو تفتيش قضائية.

وأكد قطيش أن التحقيقات أُجريت مع الفتيات من قِبَل أفراد أمن ذكور، في غياب تام للإشراف القضائي، وفي ظروف وصفها بـ"المهينة وغير القانونية"، قبل أن يتم نقلهن صباحًا إلى النيابة حيث خضعن لجلسة تحقيق جديدة بحضور خصومهن، ليصدر لاحقًا قرار بحبسهن احتياطيًا في السجن المركزي بصنعاء.

حملات حوثية تستهدف تجار الأرصفة

في سياق آخر، أطلقت مليشيا الحوثي حملة واسعة النطاق تستهدف تجار الأرصفة والباعة المتجولين في العاصمة صنعاء، وإجبارهم على دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية.

وذكرت مصادر محلية أن مشرفين ومسلحين يتبعون ما تُسمى "أمانة العاصمة" و"مكاتب الأشغال والمرور" في صنعاء يقومون بتنفيذ عمليات تعسفية جديدة طالت أسواقًا ومتاجر وعربات باعة متجولين بذريعة القضاء على العشوائيات ووجود مخالفات.

وأكدت المصادر أن الحملة، التي يشرف عليها قادة في الجماعة، استُخدم فيها نحو 17 آلية وعشرات الدوريات العسكرية لاستهداف ممتلكات السكان ومصادر عيشهم، مما يزيد الأعباء الاقتصادية على الفئات الأكثر ضعفًا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.