تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
"عملية الزفاف الأحمر".. تفاصيل الضربة الإسرائيلية على طهران
151 قراءة  |

أخبار عربية وعالمية

الأول /متابعات

في الساعات الأولى من يوم 13 يونيو، انطلقت واحدة من أكثر العمليات العسكرية الإسرائيلية جرأة وسرية في العقود الأخيرة. في غرفة عمليات تحت الأرض بمقر قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، اجتمع كبار القادة لمتابعة اللحظة التي طالما خُطط لها بصمت.. الطائرات المقاتلة كانت في طريقها إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران، في مهمة حملت الاسم الرمزي "الزفاف الأحمر"، تيمنا بالمجزرة الشهيرة في مسلسل "صراع العروش".

بعد ساعات، أكّدت الاستخبارات الإسرائيلية مقتل كبار قادة الجيش الإيراني في هجوم مركّز استهدفهم خلال اجتماع أمني في العاصمة الإيرانية. لكن هذا لم يكن سوى الجزء الأول من العملية، وفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

في التوقيت نفسه تقريبا، قُتل تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين داخل منازلهم في طهران، ضمن عملية موازية حملت اسم "نارنيا"، وُصفت من داخل الجيش الإسرائيلي بأنها "غير واقعية" لشدة تعقيدها وتوقيتها المتزامن.

من التخطيط إلى التنفيذ.. عقدان من التحضير

بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن جذور العملية تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تل أبيب تتلقى مؤشرات استخباراتية عن محاولات إيرانية ناشئة لتطوير برنامج نووي عسكري.

ومنذ ذلك الحين، شرعت إسرائيل في بناء شبكة تجسسية معقدة داخل إيران، شملت عمليات تخريب واغتيال وتهريب معدات، لكنها لم تكن كافية لوقف التقدم الإيراني.

وقال اللواء عوديد باسيوق، مدير شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وأحد العقول المدبرة للهجوم: "أدركنا أننا بحاجة إلى أكثر من الاغتيالات والتخريب"، وأضاف: "كنّا نخطط منذ سنوات لتنفيذ ضربة منسقة تُسقط البنية التحتية النووية الإيرانية والعقل الذي يديرها".

عقبات لوجستية وجغرافية

خطة إسرائيل اعتمدت على عنصر المفاجأة، ووفقا لوول ستريت جورنال، كادت الخطة أن تفشل بالكامل، بسبب بعض العوامل.

من أبرز التحديات التي واجهت التخطيط كانت المسافة، فالمواقع النووية الإيرانية تبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل، مما تطلب من الطيارين الإسرائيليين تدريبات معقّدة على التزود بالوقود جوا والطيران بتشكيلات دقيقة.

في عام 2008، أطلقت إسرائيل مناورات باسم "الإسبرطي المجيد"، شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة من طراز F-15 وF-16، وحلقت مسافة مشابهة إلى اليونان، بهدف محاكاة الهجوم.

لاحقا، خضعت الخطة لتحديثات متكررة، خصوصا مع تصاعد نفوذ إيران في سوريا ولبنان واليمن، وتزايد تعقيد شبكة الدفاع الجوي الإيراني، المدعومة بأنظمة روسية متطورة من طراز S-300.

الطريق إلى "نارنيا"

بحلول عام 2023، كانت إسرائيل قد وجهت ضربات متكررة للحوثيين في اليمن، ولحزب الله في لبنان، كما ساعدت بشكل غير مباشر في إضعاف النظام السوري، مما سهّل مرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء كانت معادية لها يوما ما.

في الوقت نفسه، استمرت إسرائيل بتوسيع شبكتها الاستخباراتية داخل إيران، وتمكنت من تهريب مئات الطائرات المسيّرة الصغيرة المفخخة على مدى أشهر، تم تجميعها بالقرب من مواقع حساسة، مثل بطاريات الدفاع الجوي ومراكز القيادة الإيرانية.

في نوفمبر 2024، اجتمع 120 مسؤولا في الجيش والاستخبارات لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة الأهداف، وهي أكثر من 250 هدفا، تشمل علماء، ومنشآت نووية، ومنصات صواريخ، وشخصيات عسكرية.

خدعة زفاف ابن نتنياهو

لضمان عنصر المفاجأة، استخدمت إسرائيل خدعة ذكية. قبل أيام من الضربة، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيأخذ عطلة عائلية استعدادا لحفل زفاف ابنه أفنير.

حتى العائلة لم تكن على علم بالتأجيل المتعمد للحفل.

بالتزامن، سرّب مسؤولون إسرائيليون معلومات مغلوطة للصحافة، تفيد بوجود خلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الخيار العسكري، وبأن إسرائيل لن تتحرك من دون ضوء أخضر أميركي.

وفي حين كانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تقلع، كتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "ما زلنا نؤمن بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني"، وهي رسلة هدفها طمأنة الجانب الإيراني.

الضربة.. ما قبل الانهيار بلحظة

مع اقتراب المقاتلات من طهران، ظهرت لحظة توتر مفصلية: قادة سلاح الجو الإيراني بدؤوا فجأة بالتحرك من مواقعهم، مما جعل المسؤولين الإسرائيليين في غرفة العمليات يظنون أن الخطة انكشفت.

لكن ما حدث لاحقا فاجأ الجميع، فعوضا عن التفرّق، اجتمع القادة الإيرانيين في مكان واحد، لتتحوّل اللحظة إلى "مصيدة مميتة".

خلال دقائق، انهالت الصواريخ، وقُضي على القيادة العسكرية العليا.

في نفس اللحظة، كانت منازل العلماء النوويين تهتز تحت وقع انفجارات متزامنة نفذتها طائرات مسيّرة أو فرق خاصة، لتقضي على نخبة العقول التي كانت تقود البرنامج النووي الإيراني.

ماذا بعد؟

استمرت الحملة الجوية 12 يوما، استهدفت خلالها إسرائيل منشآت نووية، ومنصات إطلاق صواريخ، ومواقع تصنيع عسكري. ودعمت الولايات المتحدة لاحقًا الضربة بغارات جوية واسعة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.

أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار الثلاثاء، معتبرة أنها "حققت أهدافها". لكن محللين يشيرون إلى أن إيران رغم الضربة، قد تعيد بناء برنامجها النووي، وربما بوتيرة أسرع هذه المرة.

ومع كل ذلك، يرى مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم غيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تغييرات إقليمية محتملة، تشمل تحوّل دول من المحور الإيراني نحو علاقات أمنية أو دبلوماسية مع إسرائيل.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
وطن نيوز | 529 قراءة 

بدأ المبعوث الخاص لأمين عام الامم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، حشد تأييد السعودية والامارات وا


تهامة 24 | 476 قراءة 

أطلقت نيابات الأموال العامة في اليمن تحركاً قضائياً لافتاً، بإحالة ملف الوديعة المالية لدى البنك الم


نيوز لاين | 398 قراءة 

علامة ديني يمني يُقتل داخل منزله على يد أحد أفراد أسرته


نيوز لاين | 381 قراءة 

العد التنازلي بدأ: خبير اقتصادي يحذر من انهيار وشيك في قطاع الصرافة


كريتر سكاي | 313 قراءة 

ألقت قوة أمنية في العاصمة عدن، فجر أمس، القبض على ثلاث فتيات وثلاثة شبان، أ


المشهد اليمني | 310 قراءة 

في تحوّل خطير يعيد رسم خريطة التحليل السياسي للأزمة اليمنية، أطلق السياسي البارز هاني البيض تصريح


العربي نيوز | 289 قراءة 

اجبر قائد عسكري على مغادرة محافظة حضرموت، بتدخل مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات، في مسع


كريتر سكاي | 272 قراءة 

افاد ناشطون بان اللص الذي عثر عليه نائما داخل منزل مواطن بسبب الكهرباء مسجو


المرصد برس | 233 قراءة 

اعلان سار ومبهج لملايين المواطنين، المطحونين جراء الحرب المتواصلة في اليمن للسنة العاشرة على التوالي


يني يمن | 210 قراءة 

في تصريحات سياسية مثيرة للجدل، كشف السياسي اليمني البارز هاني البيض عن رؤيته لطبيعة الأزمة اليمنية،