تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
 من عدو العرب ؟ إسرائيل أم إيران ؟ أم كلاهما ؟
119 قراءة  |

من عدو العرب ؟ إسرائيل أم إيران ؟ أم كلاهما ؟

قبل 18 دقيقة

عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي نجد ان هناك تقاطعا مريبا في الأهداف بين إسرائيل وإيران. فالمشروعان الإيراني الطائفي المذهبي والإسرائيلي الاستيطاني التوسعي ، يحملان رؤية واحدة تجاه الدول العربية تتمثل في الإضعاف والتفكيك والهيمنة

.

تسعى إسرائيل لترسيخ مشروع إسرائيل الكبرى ،  متكئة على القوة العسكرية والتحالفات الغربية ، مستمرة في ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ، كما هو الحال اليوم في غزة ، لم تكتف إسرائيل بسلب الأرض ، بل تعمل على ضرب أي مشروع عربي مستقل يمكن أن يهدد تفوقها العسكري والاقتصادي والسياسي.

تقدّم إيران نفسها حامية لفلسطين وخصما للاستكبار العالمي ، لكنها ساهمت عمليا في تدمير أربع دول عربية : العراق وسوريا ولبنان واليمن ، كما دعمت الاحتلال الأمريكي للعراق ، وأطلقت العنان لمليشيات طائفية قتلت مئات الآلاف ، وساندت نظام الأسد بالسلاح والمليشيات ، وساهمت في تهجير ملايين السوريين وفي لبنان أسست ودعمت حزب الله ؛  لتعطيل الدولة ، ثم رعت الحوثيين في اليمن متسببة في قتل مئات الآلاف من اليمنيين وتحويل اليمن لساحة حرب بالوكالة ، ومزعزعة استقرار اليمن وجيرانه ، كل ذلك تم تحت لافتة المقاومة ، في حين كانت النتيجة الحقيقية تفتيت المجتمعات العربية ، وتغذية النزاعات الطائفية ، وضرب فرص التنمية والاستقرار .

تقاطعت المصالح الإيرانية والإسرائيلية في استنزاف العرب ،  ومنعهم من امتلاك مشروعهم القومي ، كل من إيران وإسرائيل لعبتا دورا رئيسيا في تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع داخلي عربي–عربي ، وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل والغرب أولا ، ومصلحة إيران من حيث توسيع نفوذها الطائفي ثانيا.

إذا نظرنا للمصلحة العربية من منظور استراتيجي ، نجد أن هزيمة إيران تمثل مكسبا كبيرا للعرب ؛ لأنها ستضعف أذرعها المسلحة المنتشرة في الدول العربية ، وتفتح الباب أمام استعادة الدولة الوطنية العربية لعافيتها ، وإعادة الاعتبار للهوية العربية الجامعة في مواجهة الطائفية السياسية ، وفي المقابل فإن هزيمة إسرائيل هي أيضا ضرورة قومية ؛ لأنها تمثل النقيض التام لأي مشروع نهضوي عربي ، واستمرار وجودها كقوة غاشمة ،  يمثل خطرا دائما على الأمة العربية ، كما أن انتصارها يعني تكريس الاحتلال في فلسطين ، وفرض المعادلات الإقليمية بمنطق الغلبة والقوة ، وسعي إسرائيل لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .

كل من إيران وإسرائيل تمثلان خطرا وجوديا على العالم العربي ، ومن الخطأ الاستراتيجي التعامل مع إحداهما كحليف في مواجهة الأخرى ، وحده المشروع العربي ، الذي يقوم على طي صفحة تعبئة  القرار العربي للمشاريع الإقليمية والدولية ، وعلى الحرية والوحدة والتنمية ، قادر على حماية العرب من المشروعين معا ، واستعادة زمام المبادرة في رسم مستقبلهم .

ينبغي أستغلال العرب لانشغال إيران وإسرائيل في صراع مفتوح يستنزف قدراتهما ، كمساحة لإعادة بناء الذات العربية. إن الخطر الحقيقي الذي يحدق بالعرب لا يكمن فقط في المشروع الإيراني أو الإسرائيلي بحد ذاتهما ، بل في غياب المشروع العربي المقابل ؛ لذلك فهزيمة أحد المشروعين لا تكفي ، فالمطلوب اليوم أن يبنى  العرب المشروع الحضاري العربي المستقل ، الذي يعيد للعرب وزنهم ويحافظ على سيادتهم ووجودهم .

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
المشهد الدولي | 1428 قراءة 

فتحي بن لزرق يوجه بلاغ عاجل لرئيس الوزراء سالم صالح بن بريك شخصيا ويكشف عن كارثة مكتملة الاركان ترتك


جنوب العرب | 939 قراءة 

عقدت اللجنة العليا للإيرادات السيادية والمحلية، ال...


مساحة نت | 905 قراءة 

في خطوة مفاجئة، كشف حزب الإصلاح، الجناح الإخواني في اليمن، الثلاثاء، عن تقدم ملموس في مفاوضاته مع


كريتر سكاي | 681 قراءة 

كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ عن موقفه من إجراءات البنك المرك


كريتر سكاي | 644 قراءة 

أصدر رئيس حلف قبائل حضرموت، القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت، الشيخ عمرو بن


الميثاق نيوز | 549 قراءة 

محاولة متعمدة لتخريب اتفاق مالي توسطت فيه الأمم المتحدة في يوليو تموز 2024 يهدف إلى منع المزيد من ت


بران برس | 507 قراءة 

رحب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن "هانس غروندبرغ"، الثلاثاء 12 أغسطس/


يني يمن | 460 قراءة 

خطير.. مسؤول يمني في منصب حساس يحمل جنسية إماراتية ويتعامل بها في الوثائق (وثيقة)


كريتر سكاي | 366 قراءة 

ردت مليشيا الحوثي على إحاطة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمام جلسة مجلس الأ


المنتصف نت | 349 قراءة 

لن أتحدث عن تفاصيل عرس آل عفاش، ولا عن بهائه الذي أضاء ليالي القاهرة، ولا عن العطر  الذي غمر ال