من عدو العرب ؟ إسرائيل أم إيران ؟ أم كلاهما ؟
قبل 18 دقيقة
عندما يتعلق الأمر بالعالم العربي نجد ان هناك تقاطعا مريبا في الأهداف بين إسرائيل وإيران. فالمشروعان الإيراني الطائفي المذهبي والإسرائيلي الاستيطاني التوسعي ، يحملان رؤية واحدة تجاه الدول العربية تتمثل في الإضعاف والتفكيك والهيمنة
.
تسعى إسرائيل لترسيخ مشروع إسرائيل الكبرى ، متكئة على القوة العسكرية والتحالفات الغربية ، مستمرة في ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ، كما هو الحال اليوم في غزة ، لم تكتف إسرائيل بسلب الأرض ، بل تعمل على ضرب أي مشروع عربي مستقل يمكن أن يهدد تفوقها العسكري والاقتصادي والسياسي.
تقدّم إيران نفسها حامية لفلسطين وخصما للاستكبار العالمي ، لكنها ساهمت عمليا في تدمير أربع دول عربية : العراق وسوريا ولبنان واليمن ، كما دعمت الاحتلال الأمريكي للعراق ، وأطلقت العنان لمليشيات طائفية قتلت مئات الآلاف ، وساندت نظام الأسد بالسلاح والمليشيات ، وساهمت في تهجير ملايين السوريين وفي لبنان أسست ودعمت حزب الله ؛ لتعطيل الدولة ، ثم رعت الحوثيين في اليمن متسببة في قتل مئات الآلاف من اليمنيين وتحويل اليمن لساحة حرب بالوكالة ، ومزعزعة استقرار اليمن وجيرانه ، كل ذلك تم تحت لافتة المقاومة ، في حين كانت النتيجة الحقيقية تفتيت المجتمعات العربية ، وتغذية النزاعات الطائفية ، وضرب فرص التنمية والاستقرار .
تقاطعت المصالح الإيرانية والإسرائيلية في استنزاف العرب ، ومنعهم من امتلاك مشروعهم القومي ، كل من إيران وإسرائيل لعبتا دورا رئيسيا في تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع داخلي عربي–عربي ، وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل والغرب أولا ، ومصلحة إيران من حيث توسيع نفوذها الطائفي ثانيا.
إذا نظرنا للمصلحة العربية من منظور استراتيجي ، نجد أن هزيمة إيران تمثل مكسبا كبيرا للعرب ؛ لأنها ستضعف أذرعها المسلحة المنتشرة في الدول العربية ، وتفتح الباب أمام استعادة الدولة الوطنية العربية لعافيتها ، وإعادة الاعتبار للهوية العربية الجامعة في مواجهة الطائفية السياسية ، وفي المقابل فإن هزيمة إسرائيل هي أيضا ضرورة قومية ؛ لأنها تمثل النقيض التام لأي مشروع نهضوي عربي ، واستمرار وجودها كقوة غاشمة ، يمثل خطرا دائما على الأمة العربية ، كما أن انتصارها يعني تكريس الاحتلال في فلسطين ، وفرض المعادلات الإقليمية بمنطق الغلبة والقوة ، وسعي إسرائيل لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .
كل من إيران وإسرائيل تمثلان خطرا وجوديا على العالم العربي ، ومن الخطأ الاستراتيجي التعامل مع إحداهما كحليف في مواجهة الأخرى ، وحده المشروع العربي ، الذي يقوم على طي صفحة تعبئة القرار العربي للمشاريع الإقليمية والدولية ، وعلى الحرية والوحدة والتنمية ، قادر على حماية العرب من المشروعين معا ، واستعادة زمام المبادرة في رسم مستقبلهم .
ينبغي أستغلال العرب لانشغال إيران وإسرائيل في صراع مفتوح يستنزف قدراتهما ، كمساحة لإعادة بناء الذات العربية. إن الخطر الحقيقي الذي يحدق بالعرب لا يكمن فقط في المشروع الإيراني أو الإسرائيلي بحد ذاتهما ، بل في غياب المشروع العربي المقابل ؛ لذلك فهزيمة أحد المشروعين لا تكفي ، فالمطلوب اليوم أن يبنى العرب المشروع الحضاري العربي المستقل ، الذي يعيد للعرب وزنهم ويحافظ على سيادتهم ووجودهم .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
فتحي بن لزرق يوجه بلاغ عاجل لرئيس الوزراء سالم صالح بن بريك شخصيا ويكشف عن كارثة مكتملة الاركان ترتك
في خطوة مفاجئة، كشف حزب الإصلاح، الجناح الإخواني في اليمن، الثلاثاء، عن تقدم ملموس في مفاوضاته مع
محاولة متعمدة لتخريب اتفاق مالي توسطت فيه الأمم المتحدة في يوليو تموز 2024 يهدف إلى منع المزيد من ت
رحب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن "هانس غروندبرغ"، الثلاثاء 12 أغسطس/
خطير.. مسؤول يمني في منصب حساس يحمل جنسية إماراتية ويتعامل بها في الوثائق (وثيقة)
لن أتحدث عن تفاصيل عرس آل عفاش، ولا عن بهائه الذي أضاء ليالي القاهرة، ولا عن العطر الذي غمر ال